الانتخاب العكسي
كتب - عبدالله العميره
لأي برنامج رياضي أو ما يماثله؛ من البرامج الموجهة مباشرة لفئة من الجمهور - أو فئات مختلفة.
إذا أردت أن ترسخ الجهل والتخلف والتناحر، فسلمه لجاهل؛ فيمكنه النزول إلى العالم السفلي (الجهلة)، لأنه منهم. ولايمكنه أن يرتقي بهم.
من علامات الجهل ثلاثة:
- عشق وميول لأساليب للإستفزاز البدائية.
- يعتقد بأن رأيه صحيح ويعتقد أن ما يقوله مقنع للجمهور.
- يستهزئ بالآراء المضادة (لايفهم في تقييم وانتقاد الآراء بإسلوب راقي ).
يندرج تحت عكس نظرية "الانتخاب الطبيعي". وهو " الإنتخاب العكسي" .. أو باللغة الدارجة " البقاء للأفسد".
للأسف؛ غالباً ما تكون تلك الكائنات أكثر عرضة للبقاء والتكاثر.. إلا إذا !
العلماء والخبراء يؤكدون أن مبدأ "الانتخاب الطبيعى" يقتضى أن يختار المجتمع أصلح عناصره - فى كل منظمة ومحفل ومؤسسة سواء حكومية أم خاصة، تجارية أم صناعية أم خدمية - لتشكل هذه العناصر المتميزة النخبة التى تقود حركة المجتمع فى صراعه وتنافسه الدائم مع الأمم الأخرى، لضمان وصول الرسالة الرائعة المتميوة ، والبقاء والازدهار. أما عندما يختلط العام والخاص، ويتجاهل المجتمع فكرة التغيير والتطور، وتستشرى المحاباة على حساب المصلحة العامة، وعندها تصبح الكفاءة والموهبة نقمة على أصحابها، ويصبح الهم الأكبر للمسؤولين هو دفن أو تطفيش أصحاب المواهب، ويتم طرد أفضل عناصر المجتمع لصالح تكريس الواقع ومنع الارتقاء الداخلى للعناصر الأصلح، وتستشرى الضحالة والسطحية والسماجة، المؤدية إلى ضعف المجتمع وتمزقه ويتناحره، وانهيار قوته، وتحل التصفية البشرية مكان التنمية البشرية.. فقل على الدميا السلام.. إلا إذا تم استدراك الوضع!
يجب ملاحظة أنني أتحدث عن أهم وأخطر موجه للمجتمعات ، وهو " الإعلام". وبالأخص الإعلام الرياضي - الأسرع انتشاراً في العالم والأكثر تأثيراً (سلباً أو إيجاباً).
برأيي .. "الرياضة هي قاطرة القوة الناعمة" .. يمكنها أن تعزز قوة الإعلام ، وتتعزز بأي قوة أخرى ( إذا كانت الإدارة صحيحة)، ويمكنها أن تهدم أي قوى أخرى، إذا كانت الإدارة غير صحيحة - أو غير صحية تنفذ أجندة ليست في الصالح العام!
لابد أن يترسخ في أذهاننا أن:
"القوة الناعة لايمكن أن تتحقق بدون بوابتها " الدبلوماسية شعبية".
يمكن لشعوب العالم أن يشاهدوا عندك ملاعب فخمة وضخمة ، ولاعبين عالميين، ولكنك فاشل في إدارة المنظومة .. و يشاهدون نجومهم المفضلين عندك يحاربون بالتعصب، ويدارالإعلام في تلك المنظومة إلى عكس الإتجاه.