الشائعة والإشاعة .. والحقيقة
كتب - عبدالله العميره
خطبة الجمعة اليوم في جميع مساجد المملكة عن هذا الموضوع.
المنبر؛ ثالث ثلاثة في غاية الأهمية لنشر التوعية والتحذير بكل ما يضر بالدين ويتعرض للقيادة والبلاد.
التعليم ، الإعلام، و المنبر
جعلت المنبر منفصلاً عن الإعلام، كون المنبر ( وسيلة ) عظيمة ينصت له المجتمع في وقت واحد، وله تأثيره - إذا استخدم بلغة خطاب مناسبة.. فالمنبر أصدق الوسائل وأكثرها تأثيراً، ووزارة الشؤون الإسلامية تقوم بدو تشكر عليه، عندما تختار موضوعات لكل جمعة، ليتم تناولها.
وفي هذه الجمعة تطرق إمام الحرمين الشريفين إلى السحر والشعوذة، ووجوب مواجهتهم بقوة.
الدولة وحدها؛ هي من بيدها السلطة والقوة لمواجهة تلك الأوبئة التي بدأت تسري في المجتمع، من خلال الأندية الرياضية، كما الموبقات العقلية، وبواسطة وسائل التواصل و بعض قنوات الإشاعات .
نشاهد في البرامج الرياضية كيف تستخدم الإشاعات - تضخم المعلومات الصغيرة ، وكيف يبث بعض الجهلاء والمراهقين والمتطرفين في التعصب في كرة القدم؛ الشائعات ضد المنافسين وجماهير المنافسين، وتحريض المجتمع على بعضة. ناهيك عن محاولات لافشال المشروع الكروي السعودي - عن قصد أو جهل !
نشاهد برنامج رياضي منحاز بشكل فج ومخجل؛ كيف وضع شعار جهة راعية.
ماذا يعني دعم ذلك البرنامج برعاية؟
يعني أحد ثلاثة:
إما أن البرنامج يخل بالعدالة الرياضية المجتمعية بالاتفاق مع الراعي.
أو أن الراعي هو من يدفع بالبرنامج إلى الإنحياز.
أو أن البرنامج مُنح فرصة، و تخطى الحد وتمادى، دون حساب.
السؤال:
لمصلحة من هذا الإنحياز، في زمن الإستقطابات؛ من أجل مشروع وطني؟
برنامج محتواه سُمُّ، ويدسون قطرات من العسل بعرض "برومو" وطني قصير. طبعاً تعرفون الهدف!
هذا لايمرق على أي أحد، لا إعلامي حصيف أو غيره؛ يتطلع إلى نجاح المشروع الرياضي السعودي.
ما نراه - حتى الآن؛ لايخدم المشروع على الإطلاق ، بل العكس.
يمكن القول؛ أن هناك من يريد إفشال المشروع.
الكم الهائل من الإشاعات : تضخيم المعلومات الصغيرة ، بما يحقق للمضخمين " المهايطين" التصديق بالإشاعة وفرض الأمر الواقع.
وكم هائل من شائعات: يتم ابتكارها للإساءة، أو تلميع سئ.
لا أريد الدخول في أنواع الشائعات، وكيف يتم تصنيعها، وترويجها .. وأهدافها.
تعمق الإدارة العميقة، وتسلطها في كرة القدم، أكبر وأخطر من أي شائعة أو إشاعة .
العملية وصلت إلى أقصى حد من الإستهانة بالمشروعات الوطنية، وتحويلها إلى مشروع لخدمة نادي واحد دوناَ عن بقية أندية الوطن، بكل شكل ونوع من أنواع التلاعب.
الوضع بحاجة إلى عاصفة تعصف بالفساد الإداري، وتلحق به مع الفساد المالي، الذي تم، ويتم معالجته بأقسى عقاب مستحق.
الفساد الإداري، أخطر بكثير.
فالفساد المالي يتعلق بأفراد.
أما الإداري، فإنه تشكيل مترابط .. مجموعة متعمقة ومتجذرة . يشبه أسلوب إدارة الماسونية. لايقبلون غيرهم، ولهم جذور تاريخية. ولهم خطط وأهداف.
ولايوجد تنظيم عصابي صعب مواجهته . سهل جداً قطع دابره من الجذور، وإعادة تشكيل فريق عمل وطني، محافظ على مصالح الوطن المالية، وعلى القوة الناعمة، ومشروعات الوطن المؤثرة على العالم.
__________
قبل يومين صدر تصنيف الفيفا الختامي لعام 2023.
المنتخب السعودي في المركز الخامس عربياً، بعد المغرب وتونس والجزائر ومصر!
والملفت أن تصنيف المنتخب السعودي، ظهر الأول على آسيا.
معادلة غريبة " الخامس عربيا، والأول على آسيا " !
ومن مؤشرات سوء العمل والفساد الإداري في، خروج المنتخب السعودي للناشئين من كأس آسيا على يد المنتخب اليمني !
ونتائج فريق نادي الإتحاد في كأس العالم للأندية وخروجه على يد الأهلي المصري.
وتأتي بعض البرامج " تهايط" فرحة بخروج نادي الإتحاد؛ بأن الهلال أفضل نادي بالعالم، وهو لم يشارك، ولا علاقة له بالعدالة، وأن الدوري السعودي هو الأقوى عربياً!
أساليب جعلونا أضحوكة في العالم، بـ "الهياط" الفارغ، والنقل التلفزيوني السئ، وسوء التحكيم، وتلاعب اللجان بالدوري، وتسخير الفأر.. الخ من الفساد المؤدي إلى فشل المشروع الرياضي السعودي.
__________
أختتمت فعاليات كأس العالم للأندية بأروع ما يكون.
شكراً للفيفا على الإشراف" الإحترافي" للبطولة، واستثمارهم الرائع للإمكانات السعودية ( هي نفس الإمكانات الممنوحة للإتحاد السعودي لكرة القدم في الدوري ).. الفارق؛ حسن الإدارة ، وحسن الإستثمار ومنح الفرصة للشباب والفتيات السعوديين والسعوديات لتنفيذ هذا الحدث في وطن المناسبات الضخمة والفخمة والمستقبل الرائع.
سنعود للتركيز على الدوري.. وأتمنى الاستفادة من إدارة فعاليات كأس العالم للأندية، بأن يظهر دورينا في بقيته إلى العالم كما ظهر كأس العالم للأندية من روعة التنظيم والنقل التلفزيوني وعدالة التحكيم.
أمامنا أسبوعان.. أعتقد سيتم إظهار الدوري بشكل عادل وجيد أمام العالم. ثم فترة توقف، سننسى فيها روعة تنظيم كأس العالم!
ثم تعود حليمة إلى عادتها القديمة، بإخضاع الدوري للفريق المدلل إلى الكأس.. إلا؛ إذا حدثت معجزة العصف وتصفية العقول التعيسة التي لاتريد للدوري أن يظهر مشرفاً عادلاً مميزاً بشكله العام.
أتمنى فرض العدالة، وأن تكون المهنية حاضرة منصفة في الملاعب، وفي البرامج. وليس العكس بدون مراعاة لمشاعر كل الجماهير التي تعرف ماذا يجري أمامها. وبدون أدنى اهتمام بسمعة الدوري أمام العالم.
الجماهير الرياضية ليست مغفلة. ويسعدها أن يحقق الدوري من يستحقه بجدارة بدون دفع من حكم أو فأر أولجان. وأن يحقق المشروع أهدافه، والظهور أمام العالم بمظهر مشرف : نقلاً تلفزيونياً وتحكيماً، وإدارة للملاعب.. وحتى وجود محللين وطنيين.. يمتلكون العمق والحيادية والمهارة والمهنية العالية.
__________
للزملاء والزميلات:
الصحفي البارع هو السيكولوجي الماهر.
والصحفي المتمكن؛ هو من ينزل لمستوى المتلقي للإرتقاء به، وليس مسايرته على طريقة " المخرج عاوز كدا".
والإثارة الإيجابية؛ لايستطيع أن يصنعها؛ إلا الإعلامي المتمكن من أدوات مهنته.
أما الإثارة السلبية وضرب الجماهير في بعضها، فهذه صناعة الصغار التافهين.
المسألة؛ ليست " أشغلوهم بكرة القدم، وغذوهم بالعداء والفرقى والتمزيق"..
المسألة الأعمق والأكثر تأثيراً إيجابياً، وهو الصحيح: " أشغلو الجماهير بالمتعة، وتغذية الروح الوطنية، والرفع من مستوى تفكيرهم، وتهذيبهم بالرقي والإحترام ، والاعتزاز بالمنجزات الوطنية الرياضية وغيرها. وتقديم المنجزات السعودية للعالم بأبهى وأصدق صورة.
__________
مصطلحات سلبية جاءت في المقال:
شائعة، إشاعة
السحر، زالشعوذة
التعصب ، والتحريض
التحكيم، والفأر
الإدارة العميقة، والإنحياز
الجهل، والتطرف في التعصب
أشغلوهم بكرة القدم، وغذوهم بالعداء والفرقى والتمزيق
__________
مصطلحات إيجابية جاءت في المقال:
منابر المساجد
العدالة الرياضية المجتمعية
كأس العالم للأندية، والتنظيم الرائع
أشغلو الجماهير بالمتعة، وتغذيتهم بالروح الوطنية.