ما يحدث في ملاعبنا
كتب - عبدالله العميره
أصبحت مادة دسمة لصنّاع الشائعات والإشاعات بكل أنواعها.. والهدف معلوم .
والمثير وجود من يستهين بها، أو لايلقي لها بالاً. ولا يتم الإلتفات لأثارها السلبية، رغم تكرار مكوناتها الأساسية!
طبعاً لايمكن القول ، وجود بيننا من يشجع على صناعة وبث الشائعات والإشاعات بين المجتمع لأهداف مسمومة ( عن علم وإصرار!). هذا لا يمكنني أنا أو أي فرد قوله، هذا يحتاج لتقصي وتحقيق أجهزة أمنية وقائية.
المهم؛ لايجب التساهل؛ فيما نراه.. وتشديد العقوبة على الخفي.
التهاون في موا جهتها أول بأول يعني أحد أمرين :
إما عجز ، أو كسل وبلاهة.
أعني التهاون في ردع من يقدم مواد يتغذى عليها العدو وتصبح مادته الأساسية لبث العبث بواسطة شائعات وإشاعات.
ليس لدي أدنى شك، من أن الوعي يلعب دوراً مهماً للغاية في مواجهة الشائعات والإشاعات .
ومجتمعنا يظهر عليه الوعي، ولكن يبقى - كأي مجتمع عربي - يفكر من نخاعة الشوكي ، أي؛ أنه شعب عاطفي، يتأثر بسرعة دون إعمال العقل بالدرجة المطلوبة.
ويبقى مرهوناً - إلى حد كبير - بإعلام يقدم وعياً مشروخا ومنحرفاً ..
في المجال الرياضي، بواسطة جهلاء تعمق فيهم التعصب.
أو ضعف إعلامي عام في برامج التوعية الذكية.
ودرجة الوعي؛ تجعل صنّاع الإشاعات والشائعات في الغرف المظلمة العدائية؛ يستخدمون مواداً جيدة يصنعها لهم ذات المجتمع ( سخافات في المجتمع الرياضي، وحركات في الملاعب مكررة؛ ولا يتم معالجتها)، فيبقى دور بسيط لتهيئة الطبخة في الغرف المظلمة.
ومما يحقق أهداف العدو، أننا - كجزء من عقلية الإنسان العربي في زمن الخرافة والتهميش - تتميز بردة الفعل، ولا تصنع الفعل.
فرصة كبيرة للعدو .. وكم من شائعات وإشاعات ظهرت ؛ رماح يطعننا بها الأعداء..
العدو يصنع جسم الرمح، ونحن نصنع لهم الرأس!
_____
قال قائل منهم؛ لا تكبروا الموضوع !
طبعاً ؛ صاحب الطبع يرى طبعه صغيراً وليس له أثر.
ولا أريد القول ، أن صاحب ذلك الرأي العاجز، يستسقي رأيه من عقل أبله، أو يعجبه العبث.
آخر من غيرهم - فطين - حذّر من غرف صنّاع الإثارة والفتنة ، وهي غرف صهيونية معروفة ولجان تعمل في الخفاء تضخ الشائعات والفتنة بين حين وآخر.
وتساءل ثالث - أكثر فطنة - ؛ من يغذي تلك الفتن، والبلبلة بالمواد البلهاء والحركات والتصرفات الغبية؟
_____
من المعلوم في الإعلام أن الشائعة والإشاعة؛ أنواع..
وطبعاً هناك فرق بين الشائعة والإشاعة.
الشائعة؛ من الفعل (شاع) ، ظهر وانتشر.
والاشاعه: من الفعل (أشاع) وهي لأفكار،التي يتناقلها الناس، دون أن تكون مستندة إلى مصدر موثوق به يشهد بصحتها، أو الترويج لخبر مختلق، أو يحتوي جزءاً من الحقيقة. ويجري تخيم الرسالة و " همبكتها "..
" الهمبكة " مصطلح تولت إليه يختصر الأسلوب المعتمد على معلومة صغيرة ، يتم تضخيمها بالكذب والدجل بأداء إنفعالي وصوت عالي، وبما يسمى بـإسلوب " المهايطي".
والأمثلة كثيرة .. وستجدون خير مثال في صاحب الطبل والمايكرفون، وجحوظ العينين والزعيق الفارغ.
" هياط فارغ ".. إذا تكرر وأهمل، قد يتأثر به أصحاب العقول الناقصة قليلي الخبرة.. ثم تتسع الدائرة ، ليتسيد المرجفون والأغبياء والجهلة؛ الساحة .. فيصعب العلاج - حينذاك .
والشائعة والإشاعة؛ تنتشر بسرعة في أوساط المجتمعات الأقل تعليماً، ووعياً، أو تعاني..
وأنواعها:
- الزاحفة / البطيئة
- السريعة / الطائرة : سريعة الانتشار، وسريعة الاختفاء أيضا.
- الراجعة : تروج ثم تختفي ، ثم تعود وتظهر من جديد إذا تهيئات لها الظروف.
- الاتهامية / الهجومية : ويطلقها شخص بهدف الحط من مكانه منافس له.
- الاستطلاعية: لقياس ردة فعل الشارع .
- الإسقاط: : يُسقط من خلالها مطلقها صفاته الذميمة على شخص أخر.
- التبرير : يهدف مطلقها إلى تبرير سلوكه غير الاخلاقى .
ومن الأنواع أيضاً : التوقع، الخوف، الأمل، لكراهية..
الشائعات والإشاعات ، هي من وسائل الحرب النفسية ضد أفراد أو مجتمع أو دولة.
عوامل الانتشار :
- الشك العام يقول مونتغمري بلجيون : يتوقف سريان الإشاعة أو الشائعة على الشك والغموض في الخبر أو الحدث، فحينما تعرف الحقيقة لا يبقى مجال الإشاعة، ويعتبر بعض الباحثين أن الإشاعة أو الشائعة هي "بديل" يعوض غياب الحقيقة والمواجهة الرسمية.
- سرعة نتيجة سذاجة المتلقي، أو عقلية القطيع.
- أجواء التوتر النفسي التي تخيم على المجتمع.
- سوء الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
- الفراغ وتفشي البطالة الظاهرة والمقنعة ، ومن أشكال الاخيره البطالة المقنعة بأوراق البيروقراطية،ممثله في وجود موظفين لا يعملون شيئا إلا البقاء في مكاتبهم لتبرير قبضهم لمرتباتهم،وتعطيل الموظفين العاملين المنتجين فعلا.
- شيوع أنماط التفكير الخرافي، والسحر والشعوذة.
- شيوع ظاهره الحرمان الادراكى، ومضمونها تداول الناس فى المجتمعات المغلقه لمجموعه محدوده من المعارف، وممارسه عادات نمطيه متكرره ،غارقين فى بركه راكده من الحياه الممله غير المتصله بمجريات الحياه خارجها.
_____
لا تكون مواجهة الشائعة بالشائعة، بل بالعمل الذي يحطم الشائعة.
مثال:
صناع الشائعات والإشاعات في الغرف المظلمة، في بداية الحرب على غزة، لم يتركوا سيئة إلا ألصقوها بنا.
تم مواجهتهم بعمليات سيبرانية سعودية ذكية .
وتم القضاء عليهم بالحملة الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني.
( من المتابعة، الأعداء ليسوا بذلك الذكاء الخارق، بل نجاحهم يتحقق بتكاسلنا.. أما إذا واجهناهم فإنهم ينسحبون وينهزمون ، ويهربون .. مجاميع من الذباب الأزرق والفئران النجسة، لاتستطيع مواجهة المصائد وأدوات الطرد القوية.
مثال آخر: يشاع دوماً عن شعب عربي من دولة أفريقية،أنه شعب كفاح، وأنه الشعب الذي سيحرر فلسطين..
ذلك الشعب أشتهر بكثرة مظاهراته وصراخه بالدعم لفلسطين، دون فعل.
وعندما، وقعت حرب غزة ، خرج ذلك الشعب بأسلوبه الغوغائي، صارخين بتحرير فلسطين. فأعلن رئيس تلك الدولة أنه طلب من وزير دفاعه أن يجهز شاحنات عسكرية لحمل المتظاهرين إلى فلسطين للجهاد والشهادة.
ماهي إلا لحظات حتى هرب المتظاهرون وخلت الساحات والشوارع من الضجيج!
وهكذا البلهاء .. غوغائيون في ملاعبنا، وضفادع وسحالي وذباب أمام أندية ومنتخبات العالم.
صراخ وزعيق وحركات رعناء غبية ، والنتائج صفر إلا ببطاريات دفع.
وحتى البطاريات يمكن إحباطها - إذا أردنا تحقيق الهدف الإيجابي بعيد وطويل المدى.
_____
العلاج:
في التعليم والإعلام..
الوعي.. الوعي.. الوعي.
وردع مزودي صنّاع الإشاعة والشائعة.
قبل كل ذلك ، تفكيك أسباب العبث.. ثم إعادة البناء إلى ما يحقق الطموحات الكبرى المفيدة للوطن.
لدينا الكثير والكثير من الإنجازات الرائعة في كل المجالات .. ويجب محاصرة الأفعال ذات الضرر مهما صغرتـ أو نعتقد بأنها صغيرة.. والتي تسئ لإنجازاتنا.