إعادةُ رسمِ الإستراتيجيّاتِ في قِمّةِ النّاتو المَصيرِيّة..

news image

لِماذا غيّرت تُركيا موقفها من السويد؟ و كيفَ يُمكن أن تَتعامل روسيا مع ضمِّ السويد وإمكانيةِ انضمام أوكرانيا إلى الحِلف؟
 

مروة شاهين - تقرير خاص - بث:

انطلقت أمس الثلاثاء في العاصمة الليتوانية فيلنيوس قمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) لمناقشة عدد من الملفات، أبرزها دعم أوكرانيا ووضع آليات دفاع ضد روسيا وانضمام السويد للحلف، في حين أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استياءه لعدم تحديد إطار زمني لعضوية بلاده في الحلف.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي مع الرئيس الليتواني في العاصمة فيلنيوس إن الحلف أقوى من أي وقت مضى رغم التحديات، موضحا أن الاجتماع سيؤكد على دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا وتقديم مساعدات عسكرية لها وتعزيز دفاعات الحلف.
بدوره، قال رئيس ليتوانيا غيتاناس ناوسيدا إن أمن الجبهة الشرقية للناتو يجب أن يكون أولوية للحلف.
فرنسا تُقِرُّ تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى:
وفور وصوله إلى ليتوانيا، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستشرع في إمداد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، لمساعدتها في الدفاع عن نفسها.
وقال "قررت زيادة شحنات الأسلحة والعتاد لتمكين الأوكرانيين من امتلاك القدرة على تنفيذ ضربات عميقة، مع الحفاظ على قناعتنا بالسماح لأوكرانيا بالدفاع عن أراضيها".
ورفض ماكرون الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول عدد الصواريخ أو أنواعها.

مُماطلةٌ أميركية بضمّ أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي:

إذ أعلن البيت الأبيض  أن حلف شمال الأطلسي سيعرض مسارا يتيح في نهاية المطاف انضمام أوكرانيا إلى صفوفه، لكن من دون تحديد "جدول زمني" لذلك.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان إن الحلف الذي يبدأ اليوم اجتماع قمة في فيلنيوس، سيحدد "مسار إصلاح لأوكرانيا"، لكن "لا يمكنني تحديد جدول زمني لذلك". وأوضح المسؤول الأميركي أن الرئيس جو بايدن سيلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في العاصمة الليتوانية اليوم  الأربعاء.
واستبعد سوليفان أي انضمام فوري لأوكرانيا بسبب صراعها المستمر مع روسيا، قائلا إن ذلك "سيجرّ الناتو إلى حرب مع روسيا".
وأشار إلى أن هناك "الكثير من حسن النية" لدى الحلفاء المجتمعين في قمة فيلنيوس، فيما دعا زيلينسكي إلى الحصول على "إشارة واضحة" من أصدقائه الغربيين حول احتمالات انضمام بلاده إلى الناتو.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت عضوية الناتو ستكون مستحيلة طالما أن هناك قوات روسية على الأراضي الأوكرانية، ترك سوليفان الباب مفتوحا أمام الحلول الوسط.
وتابع "اليوم، لن نحدد كيف ستنتهي الحرب ولن نضع تعريفا لذلك".
وبعيدا عن مسألة العضوية، تناقش الدول الأعضاء في الناتو إجراءات أمنية مؤقتة ملموسة لعرضها على أوكرانيا، بالإضافة إلى المساعدات الحالية التي تتدفق لمساعدة جيش كييف في صدّ القوات الروسية.
وقال سوليفان إن هذه المسألة ستناقش خلال اجتماع  الأربعاء بين بايدن وزيلينسكي، موضحا أنهما سيبحثان "كيف أن الولايات المتحدة -إلى جانب شركائنا- مستعدة لتقديم التزامات طويلة الأمد لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها الآن، وردع أي عدوان في المستقبل".


الخُطوات الغربية تزيد من تعقيد الأوضاع في الأزمة الأوكرانية:
 

إذ نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الدبلوماسي الروسي قسطنطين غافريلوف، قوله إن إعلان الولايات المتحدة عن خطط لزيادة إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا يظهر عدم اهتمامها بالتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة.
وأضاف غافريلوف في تعليقات نشرت امس اليومالثلاثاء أن أوروبا ستكون أول من يواجه "عواقب كارثية" في حالة تصعيد الحرب. 
وحذّر الكرملين من أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ستكون له عواقب وخيمة على هيكلية الأمن في أوروبا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “ستكون لعضوية لأوكرانيا في الناتو تداعيات سلبية جداً على الهيكل الأمني برمته في أوروبا”، مضيفاً أن ذلك سيشكل أيضاً “خطراً مطلقاً، تهديداً لبلدنا” سيستدعي “رداً جدياً”.
كما أعلن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، أن الوضع في العلاقات بين موسكو والغرب يتجه نحو السيناريو الأكثر سلبية، وهو المواجهة بين روسيا والناتو.
وقال أنطونوف للصحافيين: “عشية قمة الناتو، الجو في الفضاء المعلوماتي الأميركي أصبح ساخناً للغاية. يتم تحضير كل شيء لإخضاع الرأي العام هنا لقبول أي قرارات معادية لموسكو التي سيتم اتخاذها بالأيام القريبة في فيلنيوس”، وفق وسائل إعلام روسية.
كما شدد على أن “الوضع يواصل التدهور نحو النتيجة الأكثر سلبية وهي المواجهة بين روسيا ودول أعضاء الحلف”.
في الموضوع ذاته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن عدم تقديم إطار زمني لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي خلال قمة فيلنيوس ، سيكون أمرا "عبثيا".
وكتب زيلينسكي باللغة الإنجليزية على تطبيق تليغرام "سيكون أمرا غير مسبوق وعبثيا إذا لم يتم تحديد إطار زمني، سواء لتقديم دعوة (للانضمام إلى الحلف) أو لعضوية أوكرانيا".
وأضاف أن الغموض المستمر حول انضمام أوكرانيا لعضوية حلف شمال الأطلسي من شأنه أن يمدّ روسيا "بدافع لاستمرار إرهابها".
وتابع قائلا -في إشارة إلى أنه سيحضر القمة- "عدم التيقن ضعف.. وسأناقش ذلك بكل وضوح خلال القمة".

إهتماماتُ قمّة الناتو.. أبعدُ بكثيرٍ من الحرب في أوكرانيا:

و بالذهاب إلى أبعد من مسألة الحرب الروسية على أوكرانيا، سيناقش حلف شمال الأطلسي مسائل تخص انضمام السويد للحلف، إذ وافقت تركيا على عرض بروتوكول انضمام السويد إلى الناتو في البرلمان.
وعقب محادثات في فيلنيوس مع أردوغان ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ "يسرني إعلان أن الرئيس أردوغان وافق على عرض بروتوكول انضمام السويد" على البرلمان "في أسرع وقت ممكن، وعلى العمل مع المجلس لضمان التصديق" عليه، مضيفا أنه "يوم تاريخي".
وتابع ستولتنبرغ أن "استكمال انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي خطوة تاريخية تفيد أمن كل الحلفاء في الناتو في هذه الأوقات الحرجة، وتجعلنا جميعا أكثر قوة وأمنا".
كما رحّب رئيس وزراء السويد بالموافقة التركية، واصفا موقف أنقرة الجديد بأنه "خطوة كبيرة جدا".
وقال كريسترسون -خلال مؤتمر صحفي- "نخطو خطوة كبيرة نحو التصديق رسميا على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، إنه يوم جيد للسويد"، معربا عن "سعادته الكبيرة" بالاتفاق.
أما رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، فقد قال إن انضمام السويد إلى الناتو سيزيد من أمن الحلف وأمن أوروبا.
ورحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بما قالت إنها خطوة تاريخية مهمة، كما رحّبت وزيرة الخارجية النرويجية بإعلان الناتو بشأن انضمام السويد، مؤكدة أن وجودها في الحلف مهم لدول البلطيق وللجميع، بحسب تعبيرها.
ورحّب سوليفان بقرار تركيا، لافتا إلى أن "القيادة الشخصية للرئيس جو بايدن" كانت أساسية في دفع الرئيس التركي إلى التوقف عن عرقلة محاولة السويد الانضمام إلى الناتو، وهو أمر يتطلب إجماع كل أعضاء التحالف.
واتصل بايدن بأردوغان من الطائرة الرئاسية وهو في طريقه إلى لندن، قبل توجّهه إلى قمة الناتو، ومن المقرر أن يجتمع معه وجها لوجه في فيلنيوس في وقت لاحق.
بدورها، أعطت المجر -التي لم تصادق بعد على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي- إشارة إيجابية لذلك، ما يعني أن العقبات قد بدأت تزول من طريق العضوية الكاملة للسويد في حلف شمال الأطلسي.

أردوغان يُقايِضُ عضوية السويد في الناتو بعضوية تركيا في الإتحاد الأوروبي:

إذ قال أردوغان في مطلع هذا الأسبوع إنه سيدعم عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي إذا أعاد الاتحاد الأوروبي إطلاق مفاوضات انضمام بلاده للتكتل القاري.
لكن البيان الصادر عن تركيا و السويد و الإتحاد الأوروبي إثر محادثات ثلاثية أشار إلى أن تركيا والسويد ستعملان بشكل وثيق "لتنسيق مكافحة الإرهاب" وتعزيز الروابط التجارية الثنائية و لم يأت على ذكر انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي كثمن مباشر لموافقة تركيا على ضم السويد إلى حلف شمال الأطلسي. 
وجاء في البيان أن "السويد ستدعم جهود تنشيط عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تحديث الاتحاد الجمركي بين الاتحاد الأوروبي وتركيا وتحرير التأشيرات".
وتم التوصل للاتفاق بعدما علّق أردوغان محادثاته مع ستولتنبرغ وكريسترسون لعقد اجتماع جانبي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
وأشاد ميشال في تغريدة "بالاجتماع الجيد"، مضيفا أنهما "بحثا الفرص المستقبلية لإعادة التعاون بين الاتحاد الأوروبي وتركيا إلى الواجهة وإعادة تنشيط علاقاتنا".
من جهة أخرى، نقلت وكالة بلومبيرغ عن مسؤول تركي قوله إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي وافقوا على تسريع مفاوضات عضوية أنقرة في التكتل الأوروبي، وإن المفاوضات تشمل انضمام تركيا للاتحاد الجمركي والسماح لمواطنيها بالسفر من دون تأشيرة.
وتحظى تركيا بوضع مرشح رسمي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 2005، وهي تطمح إلى العضوية منذ فترة طويلة قبل ذلك، لكن المحادثات متوقفة منذ أعوام.
لكن هذه تشير إلى إمكان مضي أنقرة وبروكسل قدما في تعزيز التجارة وتحديث اتفاقياتهما الجمركية وتخفيف القيود المفروضة على منح التأشيرات بسبب توقف مفاوضات الانضمام.
وقدمت تركيا ملف ترشحها للمجموعة الاقتصادية الأوروبية (سلف الاتحاد الأوروبي) عام 1987، ونالت وضع دولة مرشحة للانضمام للاتحاد في 1999، وأطلقت رسميا مفاوضات العضوية مع التكتل في 2005.
وتوقفت المفاوضات في 2016 على خلفية مخاوف أوروبية بشأن ما تعدّه انتهاكات لحقوق الإنسان في تركيا.
إلا أن المستشار الألماني أولاف شولتز على عدم وجود رابط بين انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي وانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي مؤتمر صحفي في برلين، قال شولتز إن السويد مستوفية كل متطلبات العضوية في حلف شمال الأطلسي.
وتابع شولتز "يجب عدم اعتبارهما موضوعين مرتبطين"، مبينا أنه لا شيء يمنع انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.

و قالت صحيفة يني شفق التركية في تقرير لها أعده كمال أوزر،  إن الهدف الأساسي من كل هذا ( أي من ضم حلفاء جدد إلى حلف شمال الأطلسي) هو وضع تركيا -التي تتمتع بعلاقات جيدة مع روسيا والتي تزداد قوة عسكريا واقتصاديا وسياسيا- في موقف صعب.
و قال اوزار انه "ومثلما تتبادر إلى الذهن عائلة روكفلر في أميركا، وروتشيلد في إنجلترا- تتبادر للذهن عائلة والنبرغ عند ذكر السويد، وهي عائلات ذات تأثير إيديولوجي، وهناك بعض الدول التي تكون فيها هذه العائلات الثرية أكثر أهمية من الدولة" .
وأضاف أن عدم منع حرق المصحف ينم عن غباء حكام السويد، لكنه تساءل عن صمت عائلة والنبرغ" التي تملك مصالح اقتصادية وعلامات تجارية كبيرة مثل أطلس كوبكو، إريكسون، أسترازينيكا، إضافة إلى كونها شريكة في شركات مثل آيكيا، فولفو، إتش آند إم، وتتحكم في العديد من العلامات التجارية الكبيرة.
وأشار الكاتب إلى أنه -ورغم كون تلك العائلة غير معروفة- فإن إمبراطوريتها من الممتلكات المهمة والإستراتيجية بالسويد مما يعني أن الملك كارل غوستاف الـ 16، ورئيس الوزراء أولف كريسترسون، يحكمان السويد صوريا.


مسألة انضمام السويد إلى الناتو في عيون الإعلام الأوروبي :
 

أعطت وسائل الإعلام الأوروبية مساحة ضخمة لتغطية مسألة ضم السويد و أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي و مسألة دعم أوكرانيا عسكرياً لما تتمتع به هذه المسألة من أهمية محوري على المستقبل السياسي و الأمني لأوروبا، و ذكرت وسائل إعلام أوروبية أن دول الناتو متوجسة من أنه سيتعين على قادتها تقديم ضمانات لكييف حول انضمامها للحلف في قمة فيلنيوس. 
وأوضحت صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية، في مقال نشرته، أن قلق دول الحلف نابع من عدم رغبتها في إلزام نفسها بضمانات كبيرة تجاه كييف، بما سيتعين عليها لاحقا الوفاء به".
وأوردت الصحيفة في مقالها أنه "عند الحديث عن نوايا دول الحلف فهي ترغب في رؤية تقدم في علاقة كييف مع الناتو، وفي الوقت ذاته، تسعى لتجنب إلزام نفسها بضمانات محددة، مثل تقديم موعد محدد لانضمام أوكرانيا".
وأضاف المقال أن "الحلف يتبنى نهجا حذرا في مسألة انضمام أوكرانيا إليه، وهو ما تتشارك فيه كل من ألمانيا والولايات المتحدة"، مشيرة إلى أن دبلوماسيي الحلف يعملون على صياغة بيان ختامي يهدف إلى "تعزيز الوعد" الذي قدم لكييف، خلال قمة عام 2008 في بوخارست، بأن تصبح عضوا، لكن دون تقديم خطة عمل واضحة بهذا الصدد".
وأبرز المقال أيضا أن "قرار الولايات المتحدة بإمداد أوكرانيا بالقنابل العنقودية، مجرد وسيلة للتخفيف من خيبة الأمل التي ستصاب بها كييف خلال القمة المقبلة".
و في هذا الإطار، لفتت صحيفة" فاز" الألمانية إلى توافق بين الدول الأعضاء في الحلف على انضمام أوكرانيا إلى الناتو، ففي الوقت الذي تريد فيه دول البلطيق وبولندا دعوة كييف للانضمام بعد انتهاء الأزمة الأوكرانية، لا تريد كل من الولايات المتحدة وألمانيا تقديم التزامات واضحة بهذا الصدد.
وأضافت أنها "ترغب بإرسال إشارة إيجابية لأوكرانيا، تتجاوز وعود قمة بوخارست، إلا أنها لا تريد تقديم وعود، لن تتمكن من الوفاء بها في ظل التطورات غير المتوقعة للصراع الأوكراني، وما يتبعها من مفاوضات سلام مع روسيا".
أما من جانب السويد، فأفاد تلفزيون ERT اليوناني الحكومي، بأن انضمام أوكرانيا إلى الحلف غير وارد حاليا، مشيرا إلى أن قمة الناتو المرتقبة ستتمحور حول "رهان" الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الشخصي على تحقيق التوافق بين أعضاء الناتو بشأن الاستراتيجية الجديدة التي يعتزم تعزيزها في إطار الأمن الجماعي للناتو كتدبير مضاد لروسيا.
صحيفةٌ أميركية الخُطوات الأميركية تهدفُ بالدرجةِ الأولى إلى إطالةِ أمَد الصّراع:
إذ ذكرت ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إنّ "الغرب يتعلّم مجدداً أنّ الحرب تحتاج إلى الصناعة"، مضيفةً أنّ "الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة الناتو سيركزون على إعادة بناء الجيوش وإمداداتها"،
ورأت الصحيفة أنّ ثمة "معركةً محتدمةً" أقل لفتاً للأنظار، "خلف الخطوط الأمامية المميتة حيث يخوض الجنود الأوكرانيون والروس قتالاً".
وتابعت الصحيفة أن هذه المعركة تهدف "لإبقاء القوات مزوّدةً بالأسلحة والذخيرة"، بحسب الصحيفة الأميركية، و"الجانب الذي يخسر تلك المعركة، هو الذي سيخسر الحرب".
ووفقاً لـ"وول ستريت جورنال"، فإنّ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا "كشفت عن نقص كبير في قدرة وتنظيم الصناعة الدفاعية الغربية".
واعتبرت الصحيفة أيضاً أنّ "الولايات المتحدة وحلفاءها غير مستعدّين لخوض حرب طويلة الأمد في المحيط الهادئ، وسيكافحون مع صراع أوروبي طويل".
كذلك، أشارت الصحيفة إلى ما قاله الضابط العسكري الكبير في "الناتو"، الأدميرال روب باور، الذي رأى أنّ "كل حرب، بعد نحو خمسة أو ستة أيام، تصبح متعلقة باللوجستيات".
وأكّدت الصحيفة الأميركية أنّ اشتباك الولايات المتحدة وجهاً لوجه مع روسيا أو الصين، سيؤدي إلى استنفاد مخزونات الأسلحة الدقيقة في "ساعات أو أيام"، وستنفد الإمدادات الحيوية الأخرى بعد فترة وجيزة.
وللتعامل مع الخصوم الجدد، من دون السيطرة على الصناعات أو تفجير الميزانيات الوطنية، ستحتاج واشنطن وحلفاؤها، وفق الصحيفة، إلى "تجربة مناهج جديدة (غير تلك التي استخدمت في أعقاب الحربين العالميتين الأولى والثانية)، لتطوير وشراء وصيانة الإمدادات العسكرية".

في الختام ، فإن عضوية السويد المحتملة في الناتو ووعد انضمام أوكرانيا إلى الناتو لهما تداعيات كبيرة على الأمن الإقليمي والسياسة الدولية. من المرجح أن يعزز قرار السويد بالانضمام إلى الناتو القدرات الدفاعية للحلف في منطقة البلطيق ويكون بمثابة رادع ضد أي عدوان محتمل. علاوة على ذلك ، فإن انضمام أوكرانيا إلى الناتو من شأنه أن يوفر للبلد ضمانات أمنية معززة ودعمًا لمواجهة الغزو الروسي. ومع ذلك ، يمثل كلا السيناريوهين أيضًا تحديات وتعقيدات محتملة ، بما في ذلك التوترات الدبلوماسية مع روسيا والحاجة إلى تنسيق سياسي وعسكري مكثف بين أعضاء الناتو.

كيف يمكن لروسيا التعامل مع توسع الناتو نحو السويد وإمكانية انضمام أوكرانيا إلى الناتو؟:

في ضوء توسع الناتو نحو السويد وإمكانية أن تصبح أوكرانيا جزءًا من الناتو ، من المرجح أن تنظر روسيا إلى مثل هذه التحركات على أنها تهديد مباشر لأمنها ونفوذها الإقليمي. وبالتالي ، قد تتبنى روسيا عدة استراتيجيات للتعامل مع هذه المواقف:
المشاركة الدبلوماسية: يمكن لروسيا أن تختار الدخول في محادثات دبلوماسية مع كل من الناتو والسويد ، للتعبير عن مخاوفها والسعي للحصول على تأكيدات بأن مصالحها لن تتعرض للخطر، و قد يشمل هذا النهج التفاوض على اتفاقيات أو إيجاد حلول دبلوماسية لتخفيف التوترات والحفاظ على الاستقرار في المنطقة بما يتناسب مع الأهداف السياسية و العسكرية لروسيا في أوروبا الشرقية.
تعزيز التحالفات الإقليمية: رداً على توسع الناتو ، قد تختار روسيا تقوية التحالفات القائمة مع الدول المجاورة مثل بيلاروسيا أو كازاخستان. من خلال تعزيز التعاون العسكري ، وتبادل المعلومات الاستخباراتية ، والشراكات الاقتصادية ، يمكن لروسيا موازنة نفوذ الناتو وإنشاء كتلة قوة إقليمية خاصة بها.
تعزيز القدرات العسكرية: لمواجهة التهديدات الأمنية المتصورة ، يمكن لروسيا تصعيد قدراتها العسكرية من خلال تطوير وتحديث ترسانتها ، وإجراء التدريبات العسكرية ، وتعزيز وضعها الدفاعي على طول حدودها الغربية، و ستكون هذه الأعمال بمثابة استعراض للقوة وردع أي عدوان محتمل.
النزاعات بالوكالة وحملات التضليل: من أجل تعطيل خطط توسع الناتو ، استخدمت روسيا تاريخياً مجموعة من الصراعات بالوكالة وحملات التضليل، فمن خلال استخدام إستراتيجيات القوة الناعمة والتأثير الإعلامي والعمليات السرية ، يمكن لروسيا محاولة خلق انقسامات داخل الناتو أو تقويض تماسكه ، وبالتالي إضعاف قدرة الحلف على الاستجابة بفعالية.
الانخراط في حرب مختلطة: إذا أدركت روسيا أن أمنها القومي مهدد بشدة ، فقد تلجأ إلى تكتيكات غير تقليدية ، مثل الهجمات الإلكترونية والدعاية والتدخل السياسي ، بهدف زعزعة استقرار الدول الأعضاء في الناتو أو الدول التي تسعى للحصول على عضوية الناتو، وهذا من شأنه أن يخلق حالة من الارتباك وعدم القدرة على التنبؤ ، مما يجعل من الصعب على الناتو مواجهة الإجراءات الروسية.
في الختام ، ستعتمد الطريقة التي تتعامل بها روسيا مع توسع الناتو نحو السويد وإمكانية انضمام أوكرانيا إلى الحلف على عوامل مختلفة ، بما في ذلك السياق الجيوسياسي وتقييم روسيا لأمنها القومي، و لا بد من الإشارة إلى أنه من الأهمية بمكان لجميع الأطراف المشاركة في الحوار الدبلوماسي والسعي إلى حلول مقبولة للطرفين تعطي الأولوية للاستقرار والتعاون الإقليمي، و إلا فإن الخيارات الأخرى التي تعتمد على التعنت و العند السياسي سوف يؤدي إلى تصاعد التوتر بما لا يترك مجالاً للسيطرة على الأوضاع التي قد تتفجر لاحقاً إلى حرب مباشرة بين روسيا و حلف شمال الأطلسي.