اليوم الخامس : ترامب يُهدد… إسرائيل تهاجم… وطهران تترنح

BETH – إدارة الإعلام الاستراتيجي
في اليوم الخامس للمواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، تصاعدت حدة التصريحات والهجمات، بينما ظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددًا ليُطلق تحذيرًا شديدًا:
"على الإيرانيين إخلاء طهران فورًا."
تصريحٌ صادم، يحمل أبعادًا تتجاوز التحذير العادي، ويضع العالم أمام سؤال جوهري:
هل اقتربت اللحظة التي تُستهدف فيها العاصمة الإيرانية بشكل مباشر؟
ما المقصود بتحذير ترامب بـ"إخلاء طهران"؟
ليس من عادة ترامب استخدام العبارات المجانية في لحظات المواجهة.
إعلانه العلني بضرورة إخلاء طهران يمكن قراءته على أنه:
تمهيد لضربة عسكرية نوعية ومباشرة على العاصمة الإيرانية.
محاولة لبث الرعب في الداخل الإيراني بهدف إرباك النظام.
تصعيد رمزي لاستعادة الهيبة الأميركية بعد أن أصبحت إسرائيل في الواجهة وحدها.
والأخطر أن هذا التصريح قد يكون بمثابة إذن غير مباشر لإسرائيل لتجاوز الخطوط الحمراء.
ترامب والنووي الإيراني… هدف لم يتحقق بعد
ترامب لا يزال يُكرر مطلبه القديم الجديد:
تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني.
ورغم العقوبات، والانسحاب من الاتفاق النووي، والضربات الإسرائيلية، لم تنجح واشنطن حتى الآن في إجبار طهران على الاستسلام الكامل.
وما يردع ترامب حتى هذه اللحظة هو:
الخوف من تفجر المنطقة بالكامل .
عدم ضمان انهيار النظام الإيراني بضربة واحدة.
تردد في الداخل الأميركي من فتح جبهة جديدة مع انتخابات تلوح في الأفق.
هل تعتمد واشنطن على إسرائيل لحسم الصراع؟
الجواب: نعم… جزئيًا.
إسرائيل تقوم بالدور العسكري الهجومي المباشر.
واشنطن تقدم الدعم الاستخباراتي والسياسي والحماية الدولية.
لكن حتى إسرائيل، رغم "تفوقها الجوي"، لم تنهِ المهمة، والسبب يعود إلى:
توزّع المنشآت الحساسة تحت الأرض، وفي مناطق مدنية.
ردود إيران عبر المليشيات وخلق جبهات مشتتة.
خشية من أن يؤدي إسقاط النظام بشكل مفاجئ إلى فوضى أكبر، أو سيطرة روسية/صينية على المشهد.
🚀 إذا كانت إسرائيل تسيطر على الأجواء… كيف ترد إيران بالصواريخ؟
سؤال محوري.
الرد الإيراني يتم عبر مسارين متوازيين:
وكلاء إقليميون (حزب الله – الحوثيون – مليشيات العراق)، يطلقون الصواريخ نيابة عن طهران.
صواريخ باليستية بعيدة المدى تُطلق من عمق إيران، بعضها ينجح في تجاوز الدفاعات الجوية.
لكن المهم:
نوعية الردّ الإيراني حتى الآن لا تُغيّر المعادلة… بل تُثبت استمرار القدرة على الرد فقط.
لماذا لم تنهِ إسرائيل "المهمة"؟
لأن "المهمة" الحقيقية ليست تدمير منشأة… بل:
تفكيك بنية النظام
ضمان عدم ولادة نظام أكثر خطورة
إقناع روسيا والصين بعدم التدخل الحاسم
وبينما إسرائيل قادرة على الضرب، فهي غير قادرة وحدها على "إدارة اليوم التالي لسقوط طهران".
إلى أين تتجه الحرب؟
🧭 المآلات المحتملة حتى الآن:
تصعيد محدود يتدحرج:
ضربات متبادلة لا تصل إلى إسقاط النظام، لكن تُضعف مؤسساته العسكرية.
انفجار شامل:
ضربة مفاجئة لعاصمة القرار (طهران):
بتحريض أميركي وتنفيذ إسرائيلي.
خيار الاتفاق القسري:
تفاوض تحت النار، يفضي إلى "اتفاق إذعان" نووي محدود.
ما تحت الأكمة؟
واشنطن تختبر حدود إيران… بصوت نتنياهو.
إسرائيل تتقدّم… وتنتظر أن تفتح أميركا الباب الكبير.
إيران تُريد الاحتفاظ بحق الرد… دون الوصول للانهيار.
الصين وروسيا يراقبان بصمت… بانتظار لحظة ملء الفراغ.

🎭 حرب نفسية… أم تمهيد لصوت الحقيقة؟
وسط وابل من التهديدات المتبادلة، وعبارات من نوع: "الأضخم في التاريخ" – "نهار في قلب الليل" – "أهداف بالغة الأهمية"…
يتحوّل الرأي العام تدريجيًا من الترقّب إلى التشكك.
📉 هل يفقد الناس الثقة في التصريحات؟
نعم، حين يتكرر الوعد دون أثر، تصبح المبالغة جزءًا من حرب نفسية تستهلك ذاتها.
لكن… 🧠
ما وراء الأكمة قد لا يكون صمتًا بل إعدادًا.
قد تُخفي الجعجعة أحيانًا صخبًا حقيقيًا… لم يُفتح بعد.