الحج.. نجاح في الإفاضة وبدء أيام التشريق


بنجاح كبير في خطط التشغيل؛ والمتابعة؛ شارف حجاج بيت الله الحرام على إتمام فريضتهم بعد يوم عرفة وليلة المزدلفة، ورمي الجمرة الكبرى في مشعر منى، وأداء طواف الإفاضة ونحر الهدي في يوم عيد الأضحى.. بقي قضاء أيام التشريق ..
وأيام التشريق هي الأيام الثلاثة بعد يوم النحر، أي أنها أيام الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة، وهي الأيام المعدودات التي أمر الله تعالى بذكره فيها في قوله جل شأنه: (واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون).
ثم طواف الوادع، والعودة إلى الديار سالمين غانمين.
ويتميز الحج بتنظيم عالي من الحكومة السعودية، نتيجة الخبرات المتراكمة، والدعم السخي من القيادة السعودية، والتوجيه والإشراف المباشر من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد.
وتسخير كافة الإمكانات والطاقات البشرية والآلية بالمسجد الحرام لتهيئة خدمات المسجد الحرام لاستقبال الحجاج لأداء الفريضة بسهولة ويسر، ومواصلة تنفيذ الخطط التشغيلية التطويرية لموسم الحج المستمدة من الخبرات التراكمية لكافة الإدارات الميدانية بالمسجد الحرام وساحاته.
وتتضمن الإستعدادات للحجاج والقاصدين لأداء طواف الإفاضة وصلاة العيد تجهيز (9) آلاف عربة عادية وكهربائية، وربطها عبر تطبيق "تنقل" وتشغيلها عبر خطط منهجية تتضمن تكثيف عمليات التعقيم الدوري، والإشراف على تنظيم مهام دافعي العربات.
وأوضحت رئاسة شؤون الحرمين أن الرئاسة جندت مراقبين على أبواب المسجد الحرام، لاستقبال الحجاج وتوجيههم إلى الأماكن المخصصة لهم، وتنظيم عملية دخولهم وخروجهم وإرشادهم إلى أماكن أداء النسك والعبادة والصلاة ومساندة رجال الأمن في توجيههم حال امتلاء صحن المطاف والرواق السعودي ولحظة رصد أي تزاحم لهم.
وأشار المتحدث الرسمي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي هاني بن حسني حيدر إلى أن التقانة الحديثة ووسائل الذكاء الاصطناعي تساند في تنفيذ الخطط التشغيلية لعمليات التعقيم والتطهير بالمسجد الحرام حيث يعمل (11) روبورتاً ذكيا للتعقيم حتى (8) ساعات دون تدخل بشري عبر خريطة مبرمجة مسبقاً لتعقيم أنحاء المسجد الحرام، و(20) بايوكير لمهام التعقيم بالبخار الجاف للهواء والأسطح في آن واحد وبسرعة عالية وبشكل فعال بمساحة تقدر ب (1000) متر مربع في كل ساعة، كذلك (20) جهاز تعقيم ضبابي يستخدم لتعقيم المناطق التي يصعب الوصول إليها مثل الأسقف والأعمدة، و(600) جهاز آلي لتعقيم الأيدي حديثة و عالية الجودة تعمل بخاصية عدم التلامس، يساندهم عدة فرق تعمل على تعقيم كافة جنبات المسجد الحرام وساحاته الخارجية ودورات المياه بأكثر من (70) ألف لتر من المعقمات، وفق آلية عمل تراعي أعلى المعايير الصحية العالمية في تنفيذ عمليات الوقاية البيئية ومكافحة الأوبئة بالمسجد الحرام.
وتضاعف الرئاسة جهودها لتوجيه الحجاج عبر موظفين مؤهلين بتنظيم الساحات والممرات من كل ما يخل براحتهم وفق الحالة التشغيلية على مدار الساعة، كما يقوم (200) مشرف سعودي مؤهل للقيام بمراقبة الأعمال الميدانية على (4000) عامل وعاملة، لغسل المسجد الحرام (١٠) مرات يومياً، وتهيئة (7000) عبوة ماء زمزم و(800) عامل لتوزيع الماء المبارك على المصلين في أرجاء المسجد الحرام، فيما وُزعت (4500) حافظة ماء زمزم في أرجاء المسجد الحرام، يستهلك من خلالها حوالي (500) ألف لتر.
وتتضمن الخطط الميدانية تهيئة مداخل وممرات المسجد الحرام، وتنظيم دخول قاصدي المسجد الحرام عبر السلالم الكهربائية، والتنسيق مع العمليات بتوجيه الحجاج إلى صحن الطواف والرواق السعودي حسب خطة الرئاسة المعتمدة، ومراعاة عدم الجلوس في الممرات المؤدية إلى صحن الطواف أوالسعي وعدم الجلوس خلف المقام، والتأكد من جاهزية وسائل السلامة، وفاعلية أنظمة الإطفاء، وأجهزة الإنذار وسلامة طرق المشاة وتأهب خطة الطوارئ في حالة الأمطار وتقلبات الطقس.
كما جندت الرئاسة فريق عمل هندسي ميداني مدعوم بكوادر فنية وإدارية، والكفاءات والخبرات لتجهيز المنظومة الصوتية والتأكد من سلامتها في مكبرية الأذان وموقع مصلى الإمام ومخارج الصوت المتعلقة بخطبة العيد ، بالإضافة إلى عمل الاختبارات الفنية اللازمة لمكبرات الصوت وأجهزته قبل صلاة العيد بوقت كاف وتشغيل وصيانة الأنظمة الإلكترونية والكهربائية والميكانيكية بالمسجد الحرام ومرافقه، حيث يجري تغطية كافة أعمال الصيانة وإجراء الاختبارات اللازمة للتأكد من جهازية الأنظمة كالنظام الصوتي بالمسجد الحرام وأنظمة الطاقة غير المنقطعة و(2353) حساس وكاسر لأنظمة إنذار الحريق، والتأكد من نوعية عمل جميع وحدات التكييف (AHU) و أخذ قياسات درجات الحرارة داخل المصليات لتأكد من كفاءة التبريد ومدى التناسب مع درجات الحرارة الخارجية.
وحشدت القطاعات النسائية لخدمة قاصدات المسجد الحرام واستقبالهن بالحفاوة والترحيب وتقديم الهدايا كالمصاحف وعبوات ماء زمزم وتهيئة المصليات وتجهيزها بخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة كالقلم القارئ ومصاحف برايل، وحافظات زمزم، كما تنفذ الكفاءات النسائية خطط تفويج ميسرة في يوم الجمعة لتضمن آلية دخول وخروج القاصدات انتظام وصولهن إلى صحن المطاف والمسعى والمصليات، مجالات التطوع الصحي والتوجيه والإرشاد المكاني و المشاركة في تنظيم الحشود وسقيا زمزم بالإضافة إلى الترجمة واللغات لخدمة أكبر فئة من قاصدات البيت الحرام.
وتتنوع خدمات الرئاسة في التوسعة الشمالية للمسجد الحرام بين مشربيات ماء زمزم، وتكييف ودواليب للمصاحف ونظام صوتي وأنظمة الإنارة وتأمين السجاد وتهيئة دورات المياه، بالإضافة لتشغيل عدد من السلالم الكهربائية التي تنقل المصلين و كبار السن إلى جميع الأدوار المتاحة، وذلك من خلال كفاءات تمتلك الخبرة في التعامل المباشر مع دخول وخروج المصلين للتأكد من سلامتهم وتوجيههم إلى المساحات المخصصة لأداء الصلوات والمحافظة على تنظيم المشايات والممرات بمشاركة الجهات ذات الاختصاص وفق الخطط المعدة مسبقاً لتسهيل حركة قاصدي التوسعة الشمالية للمسجد الحرام.
الصحة
أوضحت وزارة الصحة أن عدد الحجاج الذين تلقوا الخدمات العلاجية عبر المستشفيات والمراكز الصحية في مكة المكرمة والمدينة المنورة بلغ 111,761 حاجاً وحاجةً منذ اليوم الأول من شهر ذي القعدة وحتى يوم أمس الموافق التاسع من شهر ذي الحجة 1444 هـ.
وقالت الوزارة : إن ضيوف الرحمن استفادوا من الخدمات العلاجية التخصصية النوعية، حيث قدمت المستشفيات مجموعة من الخدمات منها إجراء 48 عملية قلب مفتوح، و 776 قسطرة قلبية، فيما أجريت 1446 عملية غسيل كلوي، و 55 عملية مناظير، بينما تم دخول 2548 حاجًا وحاجة إلى المستشفيات، وتم تسجيل 3 حالات ولادة ، وشاركت الصحة الافتراضية ببعض الخدمات حيث بلغ إجمالي المستفيدين من الخدمات الصحية الافتراضية 3573 مستفيدًا .
يذكر أن "الصحة" جهّزت خلال موسم حج هذا العام 1444هـ في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة منشآتها الصحية لتقديم الخدمات العلاجية لضيوف الرحمن، حيث بلغ عدد المستشفيات 32 مستشفى، يساندها 140 مركزًا صحيًّا، وزادت سعتها السريرية إلى 6132 سريرًا، فيما بلغ عدد الأسرة المخصصة للعناية المركزة 761 سريراً، وبلغ عدد الأسرة المخصصة لضربات الشمس 222 سريراً، كما بلغ عدد الكوادر الصحية المؤهلة لخدمة ضيوف الرحمن نحو 32 ألف ممارس.
كما أعدت الوزارة نقاطًا طبية في قطار المشاعر وقطار الحرمين، وكثفت جهودها في المنطقة المركزية للحرم المكي الشريف إضافةً إلى توفير190 سيارة إسعاف، وتهيئة 16 مركز طوارئ على منشأة جسر الجمرات في مشعر منى.
وتحذر الصحة باستمرارحجاج بيت الله الحرام من الوقوف في صفوف الانتظار لمدة طولية بعد التحلل من ملابس الإحرام، حتى لا يتعرضوا للإجهاد البدني، وعدم التعرض لأشعة الشمس مباشرة، واختيار الوقت المناسب للخروج لرمي الجمرات، والابتعاد عن التدافع ومناطق الازدحام.
كما دعت الجميع للإكثار من شرب السوائل، واصطحاب المظلة دوماً، لافتة الانتباه إلى أن مناسك الحج يمكن أن تؤدى بوعي وسلامة لأن الصحة هي ما سيعين الحاج على إتمام نسكه وعباداته.
وتعمل كافة الأجهزة والوزارات في تظافر وتناغم تام من أجل إنجاح خطط الحج، منذ بداية الموسم إلى عودة آخر حاج إلى بلاده. يتلو ذلك البدء فوراً في دراسة الخطط التي تم تنفيذها، والإستعداد للموسم المقبل.
وأدى حجاج بيت الله الحرام صلوات اليوم الأول من أيام التشريق بمسجد الخيف بمشعر منى وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي قدمتها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، حيث أكملت كافة الاستعدادات اللازمة عبر شركات الصيانة والتشغيل والنظافة التي أتمت العمل على تجهيزه بكل ما يحتاجه من متطلبات لتوفير كافة السبل والإمكانات ليؤدي ضيوف الرحمن نسكهم بكل راحة واطمئنان.
حيث أطلقت الوزارة خلال أيام التشريق البرنامج الدعوي الذي يشتمل على محاضرات توعوية يقدمها عدد من كبار العلماء، كما تم تجهيز المسجد بالسجاد الفاخر ومتابعة أعمال الفرش والنظافة والصيانة والتكييف والإنارة ودورات المياه التي تزيد على ألف دورة مياه.
وهيئة الوزارة مقار لكونترات التوعية الإسلامية وكبائن التوعية الشرعية ، و الشاشات الإلكترونية، والمصاحف وكلفت شركات الصيانة بالعمل على مدار الساعة للنظافة والصيانة، وعدد من المشرفين الميدانين على أعمال الصيانة خلال أيام التشريق.