يوم الحج الأكبر.. اكتمال التصعيد إلى عرفات


يوم عرفات - الوقفة - الحج الأكبر..اليوم الثلاثاء، التاسع من ذي الحجة 1444هـ الموافق 27 يونيو 2023م، يستقر الحجاج في عرفات.
ويحظى دعاء يوم عرفة باهتمام جموع المسلمين بمختلف الأنحاء، حيث عظمّ الرسول- صلى الله عليه وسلم- من فضل دعاء يوم عرفة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة».
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
أدعية يوم عرفة :
الرسول صلى الله عليه وسلم علم المسلمين الكثير من الأدعية لقضاء الحاجة ، ولعل من أشهر أدعية قضاء الحاجة التي نقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
“اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، ياحي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتدرون بم دعا، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى”.
كما أشير إلى أنه في يوم عرفة لا يوجد دعاء خاص ، بل يطلب المسلم المساعدة في هذا اليوم لتلبية احتياجاته من الالتماسات العامة المسموح بها ، بما في ذلك ما يلي:
“اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي فِي كُلِّ كُرْبَةٍ، وَأَنْتَ رَجَائِي فِي كُلِّ شِدَّةٍ، وَأَنْتَ لِي فِي كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِي ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ، كَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الْفُؤَادُ، وَتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ، وَيَخْذُلُ عَنْهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، وَيَشْمَتُ بِهِ الْعَدُوُّ، وَتَعْنِينِي فِيهِ الْأُمُورُ، أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَشَكَوْتُهُ إِلَيْكَ رَاغِباً فِيهِ عَمَّنْ سِوَاكَ، فَفَرَّجْتَهُ وَكَشَفْتَهُ وَكَفَيْتَنِيهِ، فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَاجَةٍ، وَمُنْتَهَى كُلِّ رَغْبَةٍ، فَلَكَ الْحَمْدُ كَثِيراً، وَلَكَ الْمَنُّ فَاضِلً”.
“اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ : أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي ، وَنُورَ صَدْرِي ، وَجِلَاءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي ؛ إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا”.
اللهم ونسألك فرجًا بعد كرب، ورخاءً بعد الشدة، اللهم إنا نحمدك ونشكرك، وما أصابنا من نعمةٍ فمنك وحدك لا شريك لك.
اللهم أنت ربنا ونحن عبيدك لا إله إلا أنت خلقتنا، ونحن على عهدك ووعدك ما استطعنا، اللهم إنا نبوء لك بنعمتك ونبوء لك بذنوبنا فاغفر لنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
اللهم عافنا في الدنيا والآخرة، عافنا في ديننا وفي دنيانا وأهلينا ومالنا، اللهم واستر عوراتنا وآمن روعاتنا واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا.
رب اغفر لي وتب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم أتم علينا نعمتك، وأنزل في قلوبنا سكينتك، وانشر علينا فضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم لا تحرمني العافية والرزق ولا تكلني إلى خلقك بل تفرد لي بحاجتي وتولني برحمتك.
اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
اللهم اجعل سريرتي خيرًا من علانيتي، واجعل علانيتي صالحةً.
اللهم اجعلنا من الذين تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم.
اللهم احفظني بالإسلام قائمًا، واحفظني بالإسلام قاعدًا، واحفظني بالإسلام راقدًا، ولا تشمت بي عدوًا ولا حاسدًا.
اللهم بك أستعين وعليك أتوكل، اللهم ذلل لي صعوبة أمري وسهل لي مشقته وارزقني من الخير كله أكثر مما أطلب واصرف عني كل شر.
اللهم أعنا فنحن ضعفاء إليك، وخُذ بأيدينا إذا تعثرنا وسامحنا يا مولانا على ما كان منا.
اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيءٍ أن تغفر لي.
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك.
ويستمر المسلمون في تضرعهم ذلك اليوم، والحجاج في عرفات حتى غروب الشمس، ثم ينفرون إلى المزدلفة لالتقاط سبع حصوات ، لآداء شعيرة رجم الجمرات في مني يوم العيد، ثم طواف الإفاضة وذبح الأضحية والتحلل.. وبذلك أتم الحاج فريضة الحج، والبقاء أيام التشريق أو يعضها في منى، ليؤدوا بعد ذلك طواف الوداع، مغادرين إلى بلادهم في رعاية الله.
وروى مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده) فدل الحديث صريحاً على أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب السنتين.
ويستحب القيام بالكثير من الأعمال الصالحة ، كالإكثار في الصلاة ، والصيام ، والصدقة ، والذكر ، وغيرها في العشر ذي الحجة عامة ، ويوم عرفة خاصة ، قال صلى الله عليه وسلم (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء).

مسجد نمرة بعرفات.. ثاني أكبر مسجد مساحةً بمكة المكرمة بعد المسجد الحرام
يُعد مسجد نمرة بمشعر عرفات ثاني أكبر مسجد مساحةً بمنطقة مكة المكرمة بعد المسجد الحرام، وشهد المسجد في عهد الدولة السعودية وتحديداً في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - أضخم توسعاته، وبتكلفة بلغت 237 مليون ريال، على طولٍ بلغ 340 متراً من الشرق إلى الغرب، وعرضٍ يقدر بـ 240 متراً من الشمال إلى الجنوب، ومساحة تجاوزت 110 آلاف متر مربع، إلى جانب ساحة مظللة خلف المسجد تقدَّر مساحتها بـ 8000 متر مربع، ليستوعب بعد هذه التوسعة نحو 400 ألف مصلّ، ويظهر بست مآذن، ارتفاع كل مئذنة منها 60 متراً، وله ثلاث قباب وعشرة مداخل رئيسة تحتوي على 64 باباً، ويضم غرفة للإذاعة الخارجية مجهزة لنقل الخطبة وصلاتي الظهر والعصر ليوم عرفة مباشرة بواسطة الأقمار الصناعية.
وبني المسجد في الموضع الذي خطب فيه الرسول عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع، وذلك في أول عهد الخلافة العباسية في منتصف القرن الثاني الهجري ، ويقع إلى الغرب من المشعر وجزء من غرب المسجد في وادي عرنة، وهو وادٍ من أودية مكة المكرمة، نهى النبي عليه الصلاة والسلام من الوقوف فيه، حيث قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "وقفت هاهنا وعرفات كلها موقف إلا بطن عرنة"، وبطن وادي عرنة ليس من عرفة ، ولكنه قريب منه.
ومنذ صباح اليوم، توافدت أعدادٍ غفيرة من الحجاج لمسجد نمرة لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم.
من جهتها أنهت وزارة الشؤون الإسلامية الأعمال الفنية للمسجد من صيانة وتشغيل ونظافة وتزويده بالسجاد الفاخر ومتابعة مشروع تطوير أنظمة التكييف وتنقية الهواء، وصيانة المولدات الكهربائية، والكاميرات لمتابعة تقديم جميع الخدمات وفق أعلى معايير الجودة، مما يضمن أن يؤدي الحجاج نسكهم بكل يسر وطمأنينة.
وزارة الحج والعمرة تعلن اكتمال التصعيد إلى مشعر عرفات
أعلنت وزارة الحج والعمرة اكتمال عمليات التفويج والتصعيد إلى مشعر عرفات، وخلو مشعر منى من الحجاج اليوم، منذ الساعة الـ 10 صباحًا.
وأوضحت الوزارة أن نسبة الالتزام بالتفويج تجاوزت 98%، وذلك وفقًا للعدد المستهدف من وسائل النقل، وهو 20 ألف حافلة بأنماط النقل كافة وهي الترددي، والتقليدي، بالإضافة إلى استخدام الطاقة الكاملة لنقل الحجاج عبر قطار المشاعر المقدسة.
وأفادت أنه تم نقل الحجاج بكل يسر وسهولة وفق الجدول الزمنى المحدد لذلك، كما أدّى الحجاج صلاتي الظهر والعصر في عرفة، وفق الخطط المنظمة لذلك، ومن ثم ستتم نفرتهم من مشعر عرفات إلى مشعر مزدلفة بانسيابية حسب الخطط المحددة لهم، بعد ذلك ستتم إفاضتهم إلى مشعر منى فجر غدٍ الأربعاء.
وأشارت إلى أن هذا النجاح يأتي بفضل الله ثم بفضل تضافر جهود منظومة النقل وكذلك شركات مقدمي الخدمة، بالإضافة إلى التزام الحجاج بالخطط الموضوعة لهم، سائلة الله لهم القبول.
يذكر أن الوزارة تشترط لنقل الحجاج عبر الحافلات، التقيد بالجدولة الزمنية، وضرورة توفير مرشد لكل حافلة، بالإضافة إلى التنسيق المستمر مع غرفة متابعة نقل الحجاج، ليتم النقل وفق مسارات مخصصة لكل مركز، بهدف تمكينهم من أداء مناسكهم بيسر وسهولة.
خطبة عرفة: اجتماع الكلمة صلاح للدين والدنيا
حثّ عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية الشيخ الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد في خطبة عرفة التي ألقاها اليوم، في مسجد نمرة بمشعر عرفات المسلمين على تقوى الله تعالى بطاعته والتزام شرعه وحفظ حدوده ليكونوا من المصلحين الفائزين في الدنيا والآخرة.
وأكد أن من حفظ حدود الله عدم صرف شيء من العبادات لغير الله، مشيرًا إلى أن من كان من أهل التوحيد كان من أهل الهداية، وكانت له النجاة والعاقبة الحميدة.
ولفت معاليه النظر إلى أن مما جاء في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في الحج: "يا أيها الناس إن ربكم واحدٌ وإن أباكم واحدٌ ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى ألا بلغت، إن الله حرم بينكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا".
وشدّد على أن اختلاف اللغات والألوان والأعراق ليس مبررًا للاختلاف والنزاع، بل هو آية من آيات الله في الكون، وقال: "إن مما تتابعت النصوص على تأكيده الأمر بالاجتماع والمحبة والتآلف والنهي عن التنازع والتفرق والاختلاف".
وأفاد فضيلة الشيخ يوسف بن سعيد، أن في اجتماع الكلمة صلاح للدين والدنيا وتحقيق للمصالح وزوال للمفاسد، وحصول للتعاون على البر والتقوى، ويُنصر الحق ويُدحر الباطل، ويغتاظ الأعداء وتحبط مساعي الحاقدين والمتربصين، لافتًا الانتباه إلى أنه متى تفرقت الكلمة دخلت الأهواء والضغائن وتضادت الإرادات فسفك الدم الحرام، واستحل المال المعصوم وانتهكت الحرمات، وصعُب على الأمة الرقي في حياتها وعسُر الالتزام بالطاعات، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وأشار إلى أمر الله للمسلمين عند النزاع بالرجوع للكتاب والسنة، مستدلًا بقوله تعالى: "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً".
ونبه إلى أن الشريعة نهــت عن الانسياق وراء الإشاعات والأراجيف التي يقصد منها تفريق الصف، وقال: "ومن هنا يُحذر المؤمنون من الحملات المغرضة بمختلف وسائلها وأساليبها الموجهة لتفريق الكلمة، وتأليب بعض المجتمع على بعضه، كما جعل الله عدداً من الطاعات تؤدى بشكل جماعي كما في اجتماعكم اليوم على صعيد عرفات، ومثل اجتماعكم في صلاة الجمعة والجماعة ".
ولفت النظر إلى أن التأكيد جاء بوجوب السمع والطاعة لولاة الأمر لتحقيق مقصد اجتماع الكلمة مستدلًا بقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
ودعا حجاج بيت الله الحرام إلى التفرغ للذكر والدعاء، حيث قال:" إنكم في موطنٍ شريفٍ وزمانٍ فاضلٍ ترجى فيه مغفرة السيئات وإجابة الدعوات، ولهذا أفطر - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة في حجه؛ ليتفرغ للذكر والدعاء، فأكثروا من دعاء ربكم لأنفسكم ولمن تحبون ولمن لهم عليكم حق وللمسلمين عامة بأن يصلح الله أحوالهم، وأن يجمع كلمتهم على الحق ".
وأضاف " ولا تنسوا الدعاء لمن أحسن إليكم كما في الحديث: (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له)، وإن ممن أحسن للمسلمين من يقوم بخدمة الحرمين الشريفين، ويسهر على راحة ضيوف الرحمن، وفي طليعتهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ومـن يعمل معهم، فادعوا الله لهم ".
بعد ذلك أدّى حجاج بيت الله الحرام الذين توافدوا منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا؛ اقتداءً بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.