شائعات القطيع الخائف
كتب - عبدالله العميره
الإشاعة ، والشائعة..
مالفرق بينهما.. أنواع الشائعة ، والإستخدامات.
أبدأ بالتعريف، والفرق.. أختار لكم الأسهل للمفهوم:
تعريف
الإشاعة لغة اشتقاق من الفعل “أشاع”. أما الشائعة لغة فهي اشتقاق من الفعل (شاع) الشيء يشيع شيوعاً وشياعاً ومشاعاً ظهر وانتشر، ويقال: شاع بالشيء؛ أذاعه.
"الإشاعة هي تضخيم للأخبار الصغيرة، وإظهارها بصورة تختلف عن صورتها الحقيقية، فهي إذن أخبار موجودة، ولكن إظهارها بصورة مختلفة عن حقيقتها بالتهويل والتعظيم أصبحت إشاعة.
أمّا الشائعة؛ فهي أقوال أو أخبار أو أحاديث يختلقها البعض لأغراض خبيثة، ويتناقلها الناس بحسن نية، دون التثبت في صحتها، ودون التحقق من صدقها".
والشائعات - تختلف عن الدعاية.
"فالإشاعة هي خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع و تُتداول بين العامة ظناً منهم على صحته".
هذا التعريف لترسيخ المعنى . وبالتالي، يجب عدم تصديق أي معلومة لم تصدر عن مصدر رسمي..
من الدولة، أو من أي جهة ذات علاقة بالشائعة: تنفيها أو تؤكدها.
وفي كثير من الأحيان، يتم إهمال الشائعة، ليكون الوقت كفيل بالرد ( ويمكن أن تشكل خطر على من أطلقها / الإنعكاسية).
وتُقسم الشائعة، والإشاعة إلى عدة أنواع:
- الزاحفة( البطيئة) : تروج ببطء ، وهمسا وبطريقة سرية، وهذا التكتم يجعل المتلقي يجعله يعتقد بصدقها .
- السريعة (الطائرة): سريعة الانتشار،وسريعة الاختفاء أيضا.
- الراجعة : تروج ثم تختفي ، ثم تعود وتظهر من جديد إذا تهيئات لها الظروف ، او في الأوقات التي يريدها مطلق الإشاعة.
- الاتهامية(الهجومية): يطلقها شخص بهدف الحط من مكانه منافس له.
- الاستطلاعية: محاولة لاستطلاع ردة فعل الشارع ،لذلك يطلقها منشئوها للتعرف ماذا يكون رد فعل الشارع لو تم اتخاذ قرار ما .
- الإسقاط: التي يسقط من خلالها مطلقها صفاته الذميمة على شخص أخر،واغلب الإشاعات المتعلقة بالشرف هي من هذا النوع،وقد أشارت بعض النصوص إلى إلي هذا النوع من الإشاعات وصفات مطلقها كما في قوله تعالى ( وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ. هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ .مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ.عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ)(القلم: 10-13) ورد فى تفسيرابن كثير(…قَالَ اِبْن عَبَّاس الْمَهِين الْكَاذِب… وَقَوْله تَعَالَى ” هَمَّاز ” قَالَ اِبْن عَبَّاس وَقَتَادَة يَعْنِي الِاغْتِيَاب ” مَشَّاء بِنَمِيمٍ” يَعْنِي الَّذِي يَمْشِي بَيْن النَّاس وَيُحَرِّش بَيْنهمْ…”مناع” أَيْ يَمْنَع مَا عَلَيْهِ وَمَا لَدَيْهِ مِنْ الْخَيْر ” مُعْتَدٍ ” فِي تَنَاوُل مَا أَحَلَّ اللَّه لَهُ يَتَجَاوَز فِيهَا الْحَدّ الْمَشْرُوع ” أَثِيم ” أَيْ يَتَنَاوَل الْمُحَرَّمَات… أَمَّا الْعُتُلّ فَهُوَ الْفَظّ الْغَلِيظ…َ وَالْأَقْوَال فِي هَذَا كَثِيرَة وَتَرْجِع إِلَى مَا قُلْنَاهُ وَهُوَ أَنَّ الزَّنِيم هُوَ الْمَشْهُور بِالشَّرِّ الَّذِي يُعْرَف بِهِ مِنْ بَيْن النَّاس وَغَالِبًا يَكُون دَعِيًّا وَلَهُ زِنًا…).
- التبرير:التي يهدف مطلقها إلى تبرير سلوكه غير الاخلاقى تجاه شخص او جماعه معينه.
- التوقع: التي تنتشر عندما تكون الجماهير مهيأة لتقبل أخبار معينة أو أحداث خاصة، مهدت لها أحداث سابقة .
- الخوف: التى دافعها الخوف من وقوع حدث ماساوى معين فى المستقبل.
- الأمل: التى دافعها الامل فى وقوع حدث سار فى المستقبل كإشاعات النصر في زمن الحرب .
- الكراهية:التى دافعها كراهيه شخص او جماعه معينه.
ومن أبرز عوامل انتشار الاشاعه / الشائعة:
الشك، الغموض، إختفاء المعلومات الصحيحة .. وجهل المتلقي / في المجتمع.
_____
وهناك ثلاثة أنواع من الشائعات:
غبية: وهي الإنعكاسية، التي تعود على مطلقها بالسوء.. بمعنى أن يطلق (من يغتقد أنه غامض) فترتد عليه لأن نهايتها كاذبة وتكشفها الحقيقة بذاتها دون عناء رد من المستهدف.
مستذكية: التي تقوم على جزء من معلومة صحيحة، وعندما تظهر الحقيقة ، يظهر غيها جزء من معلومة، قد تكون مسربة .
ذكية: التي تنطلق من معلومة مؤكدة ، وهذا النوع - عادة - تحترق قبل أن يتم إطلاقها ، لأن المستهدف يسبق الشائعة أو يواجها بالمعلومة - في تصريح واضح.
_____
حضر ت لي فكرة المقال؛ بعد شائعة استهدفت نادي النصر ، وبخاصة قبل المواجهة مع الهلال - قد تكون حقيقة ، وليست شائعة..
وأنا شخصياً أمعبر أي معلومة تشاع من غير مصدر، هي شائعة أو إشاعة، بحسب حجمها ودورتها / الهدف أو الغاية والوقت.
منن شائعة الخلاف بين النصر ورونالدو، وقبلها الحملة المسعورة على النصر، نطلقت منهافكرة هذا المقال، وسنأخذها مثال! .
مضمون الشائعة؛ مضحك، ويمكن إدراجها تحت ، نوع : " الخوف".. وهي محاولة فاشلة للنيل من أعصاب الخصم، مثل تلك الشائعة في هذا التوقيت ( وإن كانت ستحدث في المستقبل) هي شائعة تقوي الخصم وتشحنه أكثر ضد من هو خائف من العاقبة.
ومن الواضح أن من أطلقها ؛ جاهل : لايفقه في الإعلام النفسي ولا في تأثير الشائعة، ولا في صياغتها، ولايعرف أبعاد أهدافها..ولا يدرك أن المجتمع لم يعد ذلك المجتمع المغفل.
كما أسلوب الحملة البليدة على النصر.
يعني سواليف استراحات ومجلس لشلة تعمق الجهل والكراهية فيهم.. صراخ، وحركات تشويح وتلويح شوارعية، وأسلوب “عرابجة” في اللغة وطريقة الطرح!
_____
المهم، بالنسبة للمتلقي؛ عدم تصديق الشائعات بأي نوع، إلا إذا أعلنت (المعلومة) مؤكدة من مصدرها الرسمي.
_____
ما مر من تعريفات وأمثلة هي للشائعات السلبية.
فهل للشائعات إيجابية؟
، نعم، إذا أطلقت بحرفية عالية، وتهدف إلى مصلحة عامة، كتهيئة لخبر جميل قادم.
ولاحظ أنه يمكن الإستخدام المفيد والإيجابي لكل أنواع الشائعة التي ذكرتها، ما عدى :
الاتهامية ، و الإسقاط الذميم، والترير غير الأخلاقي، والكراهية.
_____
التأخر في اتخاذ القرارات؛ أو التأخر في إيضاح الحقائق؛ لاتُحسب - دائماً - حكمة، بقدر ما تحسب ضعف في قراءة النتائج.. أو كسل ممكن أن يجر وراءه خسائر أكبر.
الصمت، أو اعلان القرار ؛ يتركان أثراً صعب إزالته، أو مستحيل نسيانه.