وزير الشؤون الإسلامية:"نتحاور لنتسامح"
بث - أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ أن التسامح خُلقٌ كريم فُطر الناس عليه، وسِيّر الأنبياء تُمثل قيم السماحة مع موافقيهم ومخالفيهم، ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم جاء داعياً لحُسن الخُلق وللتسامح.. مشيراً معاليه إلى أن وثيقة المدينة ــ والتي كانت وما زالت ــ شاهدة على حرص الإسلام على التسامح والتعايش، فاختلاف الدين والعقائد لم يمنع من التعايش.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لملتقى حوارات المملكة عن بُعد (نتسامح لنتحاور)، الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عبر الاتصال المرئي، والذي انطلقت أعماله اليوم.
وبين الوزير آل الشيخ أن اختلاف الدين والاعتقاد في المجتمع الإسلامي لم يمنع من أنواع التعاملات بين المختلفين في الدين من بيع وشراء ورهن وإجارة، موضحاً أن سماحة الإسلام لم تنحصر في حدود التعاملات من بيع وشراء ونكاح وإجارة، بل إنه حث المسلم على حسن التعامل مع غير المسلمين، والمبادرة بإعطاء شيء من أموالهم وطعامهم لغير المسلمين في حال كون أحدهم جاراً أو قريباً.
وقال: إن الإسلام دين مُنَظِّمْ ومُنَظَّمْ للعلاقات بين المسلمين وغير المسلمين، وكما أنه يحفظ حقوق غير المسلمين، فإنه يحفظ في ذات الوقت حقوق المسلمين، ولا يضيع حق أحد على حساب الآخر.. مبيناً أنه بعد أن ابتعد بعض الناس عن هذا المنهج النبوي بدأت الأمور تتغير ووجد من يفسر الإسلام بهواة، ومن يحمل كل أمر قبيح عليه، ثم ظهر ما يسمى بفوبيا الإسلام الذي أنكر كل معاني التسامح في الدين الإسلامي، وصوره بأبشع صورة، وكأنه الإرهاب بعينه.
ونوه الدكتور عبداللطيف آل الشيخ بالدور الريادي للمملكة في نشر قيم التسامح والتعايش في المجتمع، وفي العالم أجمع، مبيناً أنها اليوم رائدة التسامح والتعايش بين فئات المجتمع كله، وبين الشعوب، وتصنع السلام وتدعو إليه، حيث نادت في المحافل الدولية والإقليمية إلى التعايش بسلام بين الشعوب، ونزع فتيل ما يؤجج العنف والفساد، وسعت إلى القضاء على الإرهاب بصورة كافة.
وأكد أن توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح العادل والإمام العادل سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظهما الله ــ، تأتي دائماً حاملة لهذه المعاني، ومكرسة الجهود فيها، فكم من بلاد سعت حكومتنا الرشيدة إلى الصلح بينها، وكم من شعوب كادت تعصف بها عواصف الحروب الطاحنة والفتن المهلكة كان سببا في منع حصولها، وهذا من توفيق الله تعالى لهذه الحكومة الراشدة.
وقدم وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ــ في ختام كلمته ــ شكره وتقديره لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني على إقامة هذا الملتقى، وحسن إدارته، ولجميع المشاركين والحاضرين.. داعياً الله للجميع بالتوفيق والسداد.
الجدير بالذكر، أن الجلسة الأولى شارك فيها رئيس مجلس إدارة بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز، ومعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس، وأدار الجلسة معالي رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالعزيز السبيل.