كَيفَ نَجحَ ماكرون في إعادةِ ضبظِ السياسات الأميركية تِجاهَ أوروبا؟


تقرير - مروة شاهين - بث:
بعد أشهر من بدء دعوته لتحرير أوروبا من المظلة الأميركية و انشاء جيش أوروبي موحد لحماية القارة الأوروبية من اي اعتداء خارجي دون الحاجة إلى دعم أميركي، إضافة إلى دعواته المتكررة لاستقلال السياسات الخارجية الأوروبية عن سياسات الولايات المتحدة الأمريكية و انشاء علاقات أوروبية مستقرة مع روسيا و الصين؛ عاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من خلال زيارته إلى الولايات المتحدة لِيُقر بضرورة تنسيق السياسات الاقتصادية و الخارجية و العسكرية بين الحلفاء الأوروبيين و الأمريكيين، كوسيلة وحيدة لضمان أمن و مصالح الجانبين ضدّ التهديدات و التحديات الصادرة عن ما يُمكن تسميته غربياً ب"الدول المارقة" ، و هو مصطلح غربي يُطلق على الدول المتمردة أو المعارضة لسيطرة الغرب و خصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية على النظام العالمي.
محاسبةُ روسيا و مواجهةُ الصين .. مَهَمةٌ مُشتركة بين الأميركيين و الأوروبيين:
إذ تعهد الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون بمواصلة دعم أوكرانيا و"محاسبة" روسيا بسبب الحرب التي تشنها على جارتها الغربية، ومواجهة "التحدي" الذي تشكله الصين.
كما اتفقا على منع إيران من حيازة السلاح النووي، مؤكدين في الوقت نفسه على متانة التحالف بين بلديهما رغم بعض الاختلافات.
وفي مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض عقب محادثاته مع ماكرون الذي قام بزيارة دولة لواشنطن، ندد بايدن بما وصفها بحرب روسيا الوحشية على أوكرانيا، وتعهد بمواصلة الدعم القوي للشعب الأوكراني"، مؤكدا أنهم عازمون على مواجهة ومحاسبة روسيا على كل أعمالها.
وقال إنه مستعد للحديث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا أظهر رغبته بإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنه أكد أنه لن يتفاوض معه قبل التفاهم مع الشركاء الأوروبيين، معتبرا أن انتصار روسيا في أوكرانيا أمر غير وارد.
وشدد الرئيس الأميركي على أن الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب هي انسحاب روسيا من أوكرانيا.
كما ندد ماكرون بما سماها جرائم الحرب التي ترتكبها روسيا على الأراضي الأوكرانية، قائلا إن الحرب الروسية على أوكرانيا أدت إلى ضرر كبير للبنية التحتية المدنية.
كما تعهدا بتنسيق رد بلديهما على "التحديات التي تطرحها الصين"، خصوصا على صعيد حقوق الإنسان، لكنهما أوضحا أن بلديهما سيعملان في المقابل مع بكين في قضايا عالمية مهمة مثل التغير المناخي .

زيارة ماكرون تَهدُف إلى إصلاح العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة و حليفتها الأوروبية :
وفي الشأن الإيراني، أعلن بايدن وماكرون أن واشنطن وباريس مصممتان على ضمان ألا تتمكن إيران من تطوير أو الحصول على سلاح نووي.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، قال بايدن إن الولايات المتحدة لديها أجندات مشتركة مع فرنسا، مشيرا إلى وجود بعض الاختلافات البسيطة معها.
ووصف الرئيس الأميركي فرنسا بأنها واحدة من أقوى حلفاء الولايات المتحدة، مشددا على أهمية الحفاظ على العلاقات معها في مواجهة ما وصفه بالعدوان الروسي.
بدوره، أكد ماكرون أن "التحالف" بين البلدين هو "الأكثر صلابة، لأن هذه الصداقة متجذرة عبر القرون".
ومن جهة أخرى، شدد الرئيسان الأميركي والفرنسي في البيان المشترك على أهمية وجود دفاع أوروبي قوي وأكثر فعالية.
وقال ماكرون إن على أوروبا أن تمضي "بسرعة أكبر وفي شكل أقوى" من أجل "طموح" صناعي يماثل طموح الولايات المتحدة.
وصرح الرئيس الفرنسي بأن الحرب تعود إلى الأراضي الأوروبية بسبب العدوان الروسي على أوكرانيا، قائلا إن "على باريس وواشنطن أن تكونا شريكتي سلاح، وعلينا أن نحقق توازنا عالميا جديدا".

ماكرون: سنحرِصُ على دعم و أوكرانيا و عدم التصعيد ضدّ روسيا في الوقت عينه:
إذ قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الدعم العسكري الذي تقدمه بلاده لأوكرانيا لن يشمل معدات تمكّن كييف من مهاجمة الأراضي الروسية.
وذكر الرئيس الفرنسي -في مقابلة مع قناة "تي إف 1" (TF1) الفرنسية أذيعت أمس السبت- أن بلاده ستواصل دعم أوكرانيا عسكريا وستزودها بمزيد من الأسلحة، لكنه أوضح أن هذا الدعم لن يشمل أي معدات عسكرية تمكنها من مهاجمة الأراضي الروسية بما يقحم فرنسا في الصراع.
وقال "هذا يعني أن إحدى النقاط الأساسية التي يجب أن نتناولها كما يقول الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين دائما، هي الخوف من أن يأتي حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى أبوابه ومن نشر أسلحة يمكنها أن تهدد روسيا".
وأضاف الرئيس الفرنسي أن هذا الموضوع سيكون "جزءا من موضوعات السلام. لذلك نحن بحاجة إلى إعداد ما نحن مستعدون للقيام به، وكيف نحمي حلفاءنا والدول الأعضاء، وكيف نقدم ضمانات لروسيا في اليوم الذي تعود فيه إلى طاولة المفاوضات"، في إشارة إلى مفاوضات لإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط 2022.
الاستخبارات الأمريكية: روسيا غير قادرة على إنتاج الذخيرة و وتيرة القتال ستتباطأ في أوكرانيا:
إذ قالت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أمس السبت، خلال مشاركتها في منتدى ريغن للدفاع الوطني المقام في ولاية كاليفورنيا غربي أميركا، "نتوقع أن يستمر القتال في أوكرانيا بالتباطؤ خلال الأشهر القادمة".
وأضافت المسؤولة الاستخبارية أن سعي روسيا للحصول على ذخائر دقيقة من إيران "أمر مقلق للغاية"، قائلة إن موسكو غير قادرة على إنتاج الذخائر التي تحتاج إليها.
وبحسب مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، فإن الصين تساعد روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا، لكنها لا تدعمها عسكريا.
الخِلافُ الاقتصاديّ و تفتيتُ الوحدةِ الغربية.. لِماذا تنزعجُ فرنسا من الدعم الحكومي الأمريكي للشركاتِ الأمريكية:
و في الإطار الاقتصادي حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في واشنطن من أن برنامج الولايات المتحدة للاستثمارات والإعانات لمساعدة الشركات المحلية يهدد "بتفتيت الغرب".
وفي كلمة ألقاها أمام الجالية الفرنسية في سفارة بلاده بواشنطن، حذر ماكرون أيضًا من خطر أن تذهب أوروبا عموما وفرنسا تحديدا ضحية التنافس التجاري الراهن بين واشنطن وبكين؛ أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
وفي اليوم الأول من ثاني زيارة دولة يقوم بها إلى الولايات المتحدة بعد تلك التي أجراها في 2018 إبان عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، أوضح الرئيس الفرنسي أنه كان "مباشرا" وسمى الأمور بأسمائها خلال غداء عمل مع أعضاء في الكونغرس.
وقال "لقد أبلغتهم بصراحة وصداقة كبيرتين بأن ما حدث في الأشهر الأخيرة يمثل تحديا لنا: الخيارات المتخذة -لا سيما قانون خفض التضخم- ستؤدي إلى تفتيت الغرب".
ما هون قانون التضخم؟ :
والقانون الأميركي لخفض التضخم يقدم دعما كبيرا بقيمة 430 مليار دولار للمنتجات أميركية الصنع، ويهدف إلى معالجة أزمة المناخ.
وترتبط الإعانات والإعفاءات الضريبية بالشركات التي تستخدم المنتجات الأميركية أو تنتج في الولايات المتحدة. وتوجد انتقادات كثيرة لهذا الأمر في أوروبا.
ويقول القادة الأوروبيون إن القانون الذي وقعه الرئيس الأميركي جو بايدن -أغسطس/آب الماضي- غير عادل للشركات غير الأميركية، وسوف يمثل ضربة قاصمة للاقتصادات الأوروبية في الوقت الذي تحاول فيه أوروبا السيطرة على تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا التي بدأت فبراير/شباط الماضي.
وشدد الرئيس الفرنسي على أن "قضايا الطاقة وتكلفة الحرب (في أوكرانيا) ليست هي نفسها في أوروبا والولايات المتحدة".
وأوضح ماكرون أن تداعيات برنامج المعونات الحكومية للشركات في الولايات المتحدة ستكون كارثية على الاستثمارات في أوروبا.
وقال إن هذا البرنامج "يخلق فروقا بين الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا لدرجة أن أولئك الذين يعملون في العديد من الشركات سيقولون لأنفسهم سنتوقف عن القيام باستثمارات على الجانب الآخر من المحيط" الأطلسي.
وأكد ماكرون أنه ندد خلال غدائه مع البرلمانيين الأميركيين بالإجراءات "شديدة العدوانية" التي اتخذها الرئيس الديمقراطي جو بايدن لتعزيز الصناعة الأميركية، داعيا إلى تنسيق اقتصادي أفضل بين ضفتي المحيط الأطلسي.
وشدد الرئيس الفرنسي على أن "هذه الخيارات لا يمكن أن تنجح إلا إذا كان هناك تنسيق بيننا؛ إذا اتخذنا القرارات سويا، وإذا تناغمنا مجددا".
وقال "فلنحاول معا أن نرتقي إلى مستوى ما نسجه التاريخ بيننا، إلى تحالف أقوى من كل شيء"، مذكرا في كلمته بمتانة الصداقة التي تجمع بين بلاده والولايات المتحدة.
أسفَرَت عن قَرارٍ خطير.. هل ساهمت زيارة ماكرون بتسريع قرار تحديد سقف لأسعار الغاز الروسي؟:
في خِضّمِ زيارة ماكرون للولايات المتحدة الاميركية، أكّد بيانٌ لمجموعة الدول السبع الكبرى، أن دول الاتحاد الأوروبي اتفقت على تحديد مبلغ 60 دولاراً، سقفا لسعر برميل النفط المنقول عبر البحر من روسيا، و قال الاتحاد الأوروبي أن هذا القرار سيمنع الزيادات الكبيرة في أسعار النفط.
و تجدر الإشارة إلى أن بعض الدول الأوروبية المستوردة للنفط والغاز، و على رأسهم فرنسا، كانو يطالبون منذ أشهر من الزمن بتحديد سقف عالمي لأسعار النفط والغاز الطبيعي بهدف خفض تكاليف الطاقة على الأفراد و الشركات، فيما عارضت الولايات المتحدة الأمريكية و ألمانيا فرض سقف لأسعار الغاز، لأن الشركات الأمريكية كانت تستفيد من العائدات المرتفعة للغاز الطبيعي المسال الذي يتم تصديره إلى اوروبا، فيما تخوَّفت ألمانيا من إمكانية حصول نقص شديد في إمدادات الطاقة في حال رفض الدول المصدرة للغاز الطبيعي بيع الغاز لألمانيا بالسعر المتفق عليه عالمياً (أي بحسب سقف أسعار الغاز).
كما أكد الاتحاد الأوروبي أنه سيقلص قدرات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في إطار الحرب التي يشنها على أوكرانيا.
وكانت دول مجموعة السبع وأستراليا قد أعلنت التوصل إلى اتفاق مبدئي لتطبيق حد أقصى لسعر النفط الروسي المنقول بحرا عند 60 دولارا للبرميل.
كما أكدت المجموعة إقرارها "آلية تعديل"، لإبقاء سعر النفط الروسي أدنى من مستوى السوق، في حال انخفاض أسعار النفط العالمية. وقالت مجموعة السبع إن القرار الذي تقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم الاثنين، يهدف إلى حرمان موسكو من وسائل تمويل حربها على أوكرانيا.
انزعاجٌ روسيٌّ كبير من القرار الغربي.. و روسيا تُحضّر ردّا سريعاً على قرار سقف أسعار الغاز:
وفي السياق ذاته، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الدوما الروسي، إن الاتحاد الأوروبي عبر قراره تحديد سقف لسعر النفط الروسي المنقول بحرا، سيسبب لنفسه أزمة في مجال الطاقة، واعتبر أن القرار يصب في مصلحة الولايات المتحدة، التي ستزداد ثراء بسبب القرار، حسبما قال.
كما حذرت السفارة الروسية في الولايات المتحدة من زيادة واسعة النطاق ومن ارتفاع تكاليف المواد الخام، بسبب تحديد سقف للنفط الروسي. كما أشارت السفارة إلى أن جميع الدول أضحت غير محصنة ضد فرض سقف على صادراتها لأسباب سياسية، بحسب تعبيرها.
وفي إطار الرد الروسي على قرار تحديد سقف لسعر النفط، جدد الكرملين رفضه، وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف إن بلاده استعدت لهذا القرار، مضيفا أن موسكو لن تقبل هذا السقف، وأنها ستدرسه على جناح السرعة، تمهيدا لإعلان ردها عليه.
ترحيبٌ أميركي و أوكرانيٌ بالقرار:
إذ رحبت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين بإعلان مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا، عن سقف لسعر النفط الروسي المنقول بحرا.
وقالت الوزيرة الأميركية إن القرار سيساعد في تقييد مصدر دخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتمويل حربه في أوكرانيا، مع الحفاظ على استقرار إمدادات الطاقة عالميا.
وذكرت الوزيرة في بيان، أن تحديد سقف للأسعار، مصمم للمساعدة في حماية المستهلكين والشركات، من اضطرابات الإمدادات العالمية.
وكانت كييف قد رحبت في وقت سابق أمس السبت بقرار الاتحاد الأوروبي وأستراليا ومجموعة السبع، إذ قال أندريتش يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني على تطبيق تليغرام "نحقق هدفنا دائما، وسيتم تدمير اقتصاد روسيا، وستدفع الثمن وستتحمل مسؤولية كل جرائمها"، لكنه أضاف "كان يجب خفض (سقف السعر) إلى 30 دولارا لتدميره بشكل أسرع".
زيلينسكي غيرُ راضٍ عن نسبة التصعيد الغربي ضدّ روسيا:
إذ انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قرار القوى الغربية تحديد سقف أسعار النفط الروسي المنقول بحرا عند سعر 60 دولارا للبرميل، ووصفه بأنه ضعيف وغير جاد في الضغط على عائدات الخزينة الروسية.
وأوضح الرئيس الأوكراني زيلينسكي -أمس السبت- أن تحديد سقف الأسعار عند 60 دولارا للبرميل بدلا من 30 دولارا كما اقترحت بولندا ودول البلطيق، سيضيف لروسيا سنويا نحو 100 مليار دولار.
وقال الرئيس الأوكراني : "أن يتم تحديد هذا السقف للأسعار الروسية فهو ليس قرارا جديا، فهذا الأمر مريح تماما لموازنة الدولة الإرهابية" بحسب تعبيره.
وقال زيلينسكي إن هذه الأموال لن تستخدم فقط للحرب، بل ستستخدم لزعزعة استقرار البلدان التي تجنبت اتخاذ قرار جاد في هذا الصدد.
أميركا تُحاول استرجاع الحلفاء خوفاً من خسارتهم.. هل اقتنعت الإدارة الأمريكية بوجودِ خللٍ في التعامل مع أوروبا:
يبدو أن جُهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تبيان مدى أنانية الولايات المتحدة الأمريكية في تعاملها مع حلفائها و تفضيل المصالح الأميركية على مصالح الحلفاء الأوروبيين و تجاهل مخاوفهم لم تذهب سُدَاْ، إذ يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الرئيس الحالي جو بايدن بدأت تغيير نهجها و سياساتها لتحقيق التوافق بين تحقيق مصالح الولايـات المتحـدة و مصالح حلفائها في الوقت عينه دون أن تتعارض هذه مع تلك.
و إن قرار تحديد سقف أسعار الغاز الروسي هو المثال الأبرز على هذا، إذ أن الولايات المتحدة الأمريكية – شأنها شأن كل الدول المصدرة للنفط – تستفيد بشكل او بآخر من ارتفاع أسعار الطاقة و الغاز الطبيعي، لا سيما أن الولايات المتحدة أصبحت من أكبر مصدري الغاز إلى اوروبا عبر البحر، و بالتالي فإن الشركات الأميركية فد ضاعفت أرباحها من عائدات النفط المصدر إلى أوروبا، لكن الولايات المتحدة اختارت هذه المرة تقديم مصالح حلفائها الأوروبيين على مصلحتها الخاصة من خلال قرار تحديد سقف أسعار الغاز الذي سيساهم في تخفيض تكاليف الطاقة على الدول الأوربية.
و إن هذا القرار الشديد الأهمية بالنسبة لروسيا و الغرب على حدٍ سواء، يُبين مدى التحول في سياسات إدارة بايدن تجاه القارة الأوروبية بشكل خاص و تجاه حلفاء الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم بشكل عام، إذ يمكن القول ان الولايات المتحدة الأمريكية أدركت أخيراً أن لا قيمة لأي إستراتيجية لمواجهة روسيا و الصين و إيران في ظلّ اعتماد سياسات التعنُّت و الأنانية مع الحلفاء، و ان القوة العسكرية و الاقتصادية و الدبلوماسية التي تملكها واشنطن لا قيمة لها دون تحالفاتٍ إقليمية و دولية وثيقة مع أصدقاء الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق و الغرب..