الصراع بين رئيس وزراء أثيوبيا والمواطنين في تيغراي / فيديو

القاهرة- محمد وازن

الوضع يسير من سيء إلى أسوأ في أثيوبيا.

العالم كله يدين ما يحدث الآن في تلك البلاد ، وتحديدا ناحية الشمال، في إقليم التيغراي، ذلك الإقليم المترامي الأطراف والذي يسكنه نحو 6 ملايين إثيوبي، التوتر زاد منذ رفض الإقليم فكرة تأجيل الانتخابات البرلمانية، بقرار من رئيس الوزراء، أبي أحمد، بحجة الوضع الوبائي في البلاد، ومنذ إعلان التأجيل زادت الأوضاع سوء بين الإقليم وحكومته المحلية وقواته العسكرية مع الحكومة الفيدرالية الإثيوبية، وخروج رأس الدولة، أبي أحمد في بيان متلفز لإعلان الحرب على الإقليم الإثيوبي، أمر أثار دهشة الكثيرين..

اليوم التاسع

اشتعل الصراع بين أبي أحمد والحكومة المحلية في إقليم تيغراي منذ حوال عشرة أيام، والنتيجة كارثية، نزوح جماعي، تشريد لعشرات الآلاف.

تفيد التقارير الرسمية الواردة من ولاية كسلا عن استقبال نحو 11 ألف نازح إثيوبي على مدار الأيام الماضية، والعدد مرشح للزيادة بشكل لا يصدق، وكلهم فروا من القتال الدائر بين الجيش الإثيوبي الذي تلقى أوامره من أبي أحمد، وبين الحكومة المحلية في إقليم تيغراي.

بيانات صادمة

طالعنا الإعلام الأمهري لنرى البيانات الصادمة من الإعلام المؤيد لأبي أحمد، وكأن الجيش الإثيوبي دخل حربًا مع عدو خارجي، وحتى الآن وقع أكثر من 600 قتيل بين صفوف المدنيين والمدافعين عن إقليم تيغراي.

الوضع الكارثي جعل منظمة العفو الدولية تعترف أن ثمة مذبحة وقعت في الإقليم بحق المدنيين، وشهدت ليلة التاسع من نوفمبر الحالي، مذبحة جماعية لمدنيين، وهناك 9 ملايين شخص معرضون للنزوح بسبب الصراع المحتدم في إقليم تيغراي بإثيوبيا بحسب الأمم المتحدة.

وعثرنا على مقطع فيديو نشره موقع mereja الناطق باللغة الأمهرية، وفيه جنازات جماعية، للمدنيين من شعب تيغراي، وصدرت إدانة واسعة من الأمم المتحدة لمحاولات القتل الجماعي للإثيوبيين في تيغراي، خاصة أن من ضمن القتلى أطفال وشيوخ ونساء.

منظمة العفو الدولية وثقت بعض المشاهد الخاصة بالضحايا، بأن كثيرون ماتوا بسبب جروح غائرة نتيجة الضرب بسواطير وسكاكين، وليس باطلاق النيران فقط، ومن المدهش أن رئيس الوزراء يصدر بيانات أولية عن تحرير مناطق داخل إقليم تيغراي، جعل البعض على مواقع التواصل الاجتماعي يعلقون على أن الجيش الإثيوبي لم يدخل في حرب مع عدو خارجي، واستنكرو بيانات الحكومة الفيدرالية حول الوضع في إقليم تيغراي، خاصة أن حكومة أبي أحمد انتزعت من الناس في تيغراي أي لقب عدا لفظ “المتمردين”، بل طالب الشعب الإثيوبي بدعم الجيش في حربه ضد المتمردين في تيغراي على حد وصفه، خاصة أنهم هاجموا معسكر تابع للجيش واستولو على أسلحة ثقيلة.

إقالات جماعية

يرى رئيس الوزراء الإثيوبي أبي احمد ان الحكومة الحالية في تيغراي متمردة، وتشن حربًا قد تساعد على الانفصام داخل الدولة الواحدة، لذلك قرر أبي أحمد إقالة الحكومة، وتعيين حكومة جديدة في الإقليم، حيث يرى أبي أحمد أن زعيم الجبهة الشعبية دبرصيون جبر ميكائيل وحاكم تيغراي، خائن ومتمرد ويواجه اتهامات مع معاونيه بالتمرد المسلح وارتكاب جرائم إرهابية ضد الدولة والجيش.

ويرى ميكائيل أن الجيش يشن حرب إبادة جماعية ضد سكان إقليم تيغراي، وحصل أبي أحمد على تصديق البرلمان الفيدرالي على إقالة الحكومة الخاصة بالإقليم، بحسب ما اعلنته هيئة الإذاعة الإثيوبية في وقت سابق، كما أن حملة الاقالات لم تتوقف عند هذا الحد بل شملت قائد الجيش ورئيس المخابرات ووزير الشؤون الخارجية، دون ذكر أسباب الإقالة، واكتفى مكتب أبي أحمد بإعلان الخبر على تويتر دون تفاصيل تذكر.

هل أبي أحمد لا ينسى ثأره؟

سيطر شعب تيغراي على السلطة في إثيوبيا لثلاثة عقود، قبل أن يتربع أبي أحمد على العرش في إثيوبيا، ويصل لحكم البلاد في 2018، ومنذ ذلك الحين والعلاقة متوترة بين “جبهة تحرير شعب تيغراي” والتي كان منها رئيس الوزراء الإثيوبي السابق، لكن أبي أحمد منذ تولي الحكم، وبدأ في إقالة أي مسؤول ينتمي للإقليم وزادت حة التوتر، وتعقب أبي أحمد كل مسؤولي وقادة اقليم تيغراي، لكن الأحداث في الوقت الحالي دخلت في إطار الحرب المباشرة، واستهداف المدنيين، والعسكريين، والقادة داخل إقليم يحتوي على 6% من سكان إثيوبيا.