لبنان.. شَهرٌ متبقٍ على الانتخابات الرئاسية.. وجعجع يُصَعّد الحرب الكلامية ضدّ عون و حزب الله

بيروت - مروة شاهين - بث:
أطلّ رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع على الشعب اللبناني بتصريحات اتسمت بأسلوب تصعيد الصراع السياسي الدائر في لبنان بين القوى المعارضة و القوى الموالية للنفوذ الإيراني.
و أتت هذه التصريحات في وقت ينتظر فيه اللبنانيون و معهم المجتمع الدولي و أصدقاء لبنان و أشقّائه العرب نتيجة الانتخابات الرئاسية التي اقترب موعدها، حيث ينتهي معها عهد الرئيس الحالي ميشال عون، حليف حزب الله و نظام الأسد في سوريا، و الذي يحمله اللبنانيون مسؤولية كبيرة في تسليم البلاد إلى قبضة حزب الله.

إذ أعلن رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع, أنَّه, "ليس مهمًا اليوم طرح سؤال حول ترشحي لرئاسة الجمهورية لأنه في المكان الذي وصلنا إليه لا مكان للطموحات الشخصية على الرغم من أنني أعتبر أنني قادر على استقامة الأمور في حال وصولي إلى سدة الرئاسة".
وأضاف, "المطروح في الوقت الحاضر الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية فقط وأنا لست مرشحًا لكن ذلك يرتبط بإمكانية الوصول إلى الرئاسة, ولم أترشح إلى رئاسة الجمهورية لإبعاد اللعبة الشخصية عن المعركة، ولن أدخل في الأسماء لضرورات خوض المعركة الإنتخابية كما يجب".
واستكمل, "اتصالاتنا متشعبة وتطاول المجتمع اللبناني وبالتالي من المعروف ما هو الممكن لكن هدفنا الوصول إلى إيصال رئيس للجمهورية، و ليس هدفي أيضاً صنع رئيس للجمهورية فعلينا أن نتواضع كلنا ولو كان لدينا أكبر كتلة نيابية ولكن الهدف هو إيصال رئيس للجمهورية.
وأشار جعجع إلى إنَّ, "مقولة "كلن يعني كلن" أكبر خطأ في تاريخ لبنان والمنظومة الحاكمة في أواخر الـ10 سنوات هي التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل وحلفاؤهم هم الذين حكموا وهم من صلب المنظومة وهم الذين أوصلونا إلى ما نحن عليه".
وشدّد على أنَّ, "لا نستطيع أن نتعامل مع الأمور "دُكما" و"كلو متل بعضو" ومن رأى حاصباني أو قيومجيان أو أبو سليمان ونجار وكرم وبو عاصي وغيرهم فهل هؤلاء يُشبهون جبران باسيل وعلي حسن خليل؟".

وأوضح جعجع أنَّه, "عندما تضطر الأحزاب إلى القيام بائتلاف ما ينتج عنه سلسلة اتفاقات من خلال رئاسة الحكومة وأمور أخرى, في صلب وفي بداية اتفاق معراب كان هناك مشروع النقاط الـ10 وأنا قرأتها وصفّق ووافق الرئيس عون عليها آنذاك فالأمور لم تكن بالفوضى بل على العكس".
جعجع: عون كان ينافق حزب الله بهدف اسكاته:
إذ قال جعجع :"كان الأنسب لنا البقاء إلى جانب العهد لكن بدأ الخلاف الكبير على خطة الكهرباء على الرغم من أننا لم نحصل على الحصص المتفق عليها في الحكومة الأولى ولم نعلّق على الموضوع".
وأكّد أنَّ, "الخلاف الأساسي مع العهد كان على المبادئ العامة طبعاً وفي أول مقابلة للرئيس عون بعد أشهر عدة قال إن سلاح المقاومة أساسي وفوراً التقيت به في بعبدا فقال لي: "هول كلمتين لنسكّت حزب الله".
وأضاف, "نحن بأمس الحاجة إلى رئيس جمهورية جديد والوضع يتدهور بشكل سريع لذلك نحن بحاجة إلى رئيس يستطيع القيام بتغيير جذري".
جعجع يؤكد: لن نتواصل مع حزب الله و حلفائه.. و هم من أوصلنا إلى هنا:
إذ قال جعجع، المؤكد أننا لن نتحدث مع "التيّار" و"الحزب" و"أمل" لأنهم هم من أوصلونا إلى هنا لكن هناك 67 نائبًا معارضًا لذلك علينا الاتفاق على رئيس لديه المواصفات المطلوبة".
وأشار إلى أنَّ, "نحن على بعد 35 يومًا من الاستحقاق الدستوري والمنظومة تُحاول تشكيل حكومة جديدة وفي حال حصل ذلك عليها كتابة البيان الوزاري والأخير يحتاج إلى اجماع لإعطائها الثقة في الوقت الذي باتت فيه الأولوية اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية".
وشدّد على أنَّه, "لم يعد بالإمكان الاختباء وراء الإصبع لذلك يجب أن يكون لدينا رئيس قادر على أخذ القرار, وهناك أكثر من اسم لديه هذه المواصفات للرئيس المقبل".
جعجع عن الرئيس المقبل: يجب أن بتبع أسلوب" عمرو ما حدا يرضى":
وقال جعجع:"لن أعطي أي رأي بأي اسم لضرورات المعركة الرئاسية ورئيس الجمهورية يجب أن يكون رئاسياً بامتياز وليس تكنوقراط فنحن لسنا في ليتوانيا".
وأضاف, "أهم شيء أن يكون الرئيس المقبل قويًا وألا يفكّر بإرضاء الآخرين "عمرو ما حدا يرضا" وأن يكون مستقيماً وألا يدخل "ببلوتيكات شمال يمين".
وتابع, "البلد لم يعد يحتمل منذ 3 سنوات ولذلك لا نحتمل أي تسوية "خنفوشارية" لأن أي حل كذلك قد يمدّد للأزمة ونحن لا نرى أي حلّ إلَّا اختيار رئيس لديه المواصفات المطلوبة".
وحول العلاقة مع الحزب التقدمي الإشتراكي أوضح جعجع, أنَّ "العلاقة مفتوحة مع الحزب التقدمي الإشتراكي ولا قطيعة بيننا".
وأكّد جعجع أنَّ,"إذا لاقانا حزب الله على مواصفات الرئيس المقبل "يعني كتر خيرالله" ولا تواصل سياسياً بيننا وبينه على الإطلاق, ولا يوجد أي تواصل سياسي بين حزب القوات اللبنانية وحزب الله لأسباب عديدة، من عقيدته إلى خليفته ومشروعه السياسي، وأنا أشك في أن حزب الله قد يوافق على المواصفات التي وضعناها لرئاسة الجمهورية".
جعجع: الحزب و داعش وجهان لعملة واحدة، و لا نعارض ترشيح قائد الجيش:
إذ أضاف جعجع أنه "نظريًا الحزب و"داعش" وجهان لعملة واحدة لكن الفرق أن داعش يريد القيام بمشروعه وبالعنف والحزب حارب داعش لحماية بشار الأسد، والجيش اللبناني والقوى الأمنية هم من قاموا بردع داعش عن لبنان وحزب الله هو من جرّ بعض العمليات لداعش في لبنان".
ولفت جعجع إلى أنَّ, "منذ أول لحظة أسيء فهمي في موضوع ترشيح قائد الجيش جوزف عون فأنا قلت حرفياً إننا لن نكون ضد ترشيحه للرئاسة ولكن من الأفضل الذهاب نحو رئيس سياسي".
و تجدر الإشارة إلى أن تاريخ لبنان حافل بوصول قادة الجيش إلى سدة الرئاسة، و لكن بالطرق السلمية من خلال الانتخابات، ذلك أن الجيش اللبناني يعتبر المؤسسة الوطنية الجامعة و الحاضنة للشعب بأكمله، إذ يحوز الجيش اللبناني بثقة كبيرة من الشعب نظراً لمهنيته و دوره المحوري في الحفاظ على وحدة و استقرار البلاد، بخلاف السلطة السياسية التي يعتبرها الشعب آلة للفساد و السرقة ليس إلا.
تخوّف من إصرار عون و حلفائه على عدم مغادرة القصر الرئاسي:
قال الرئيس اللبناني ميشال عون في تصريحات سابقة، -في إشارة إلى حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي- "إن مثل هذه الحكومة غير مؤهلة لتسلم صلاحياتي بعد انتهاء ولايتي، وأنا أعتبر أنها لا تملك الشرعية الوطنية للحلول مكان رئيس الجمهورية".
وأضاف "ولذلك ما لم يُنتخب رئيس للجمهورية أو تتألف حكومة قبل 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وإذا أصروا على أن (يحشروني بالزاوية)، فإن هناك علامة استفهام تحيط بخطوتي التالية وبالقرار الذي سأتخذه عندها".
وحول أسباب عدم تشكيل حكومة قبل انتهاء ولايته، صرّح عون "لدي شعور بأن العرقلة متعمدة، لكي يضع الرئيس ميقاتي ومن معه وخلفه أيديهم على البلد عبر حكومة تصريف أعمال لا تتوافر فيها شروط الحلول مكان رئيس الجمهورية، وإذا نشأ مثل هذا الوضع النافر فأنا لن أرضخ له وسأواجهه".
وحول مواصفات الرئيس المقبل، قال عون "من المهم أن يكون ملما بالدستور والقوانين وملتزما بتطبيقها حتى لو كان ذلك مزعجا لشركائه في السلطة". وحول أسماء السياسيين المتداولة للرئاسة، قال إن "جبران باسيل غير مرشح، والآخرون لا تتوافر فيهم الشروط الضرورية لتولي المنصب".
ووفق المادة 62 من الدستور اللبناني، "عند خلو سدة الرئاسة، تناط صلاحيات الرئاسة وكالة لمجلس الوزراء".
لكن الدستور لم يتناول إشكالية الحكومة المستقيلة بالفراغ الرئاسي، وهو ما يرفع سقف السجال السياسي وتضارب الاجتهادات بشرح الدستور، خصوصا أن خصوم عون وخبراء قانونيين يعتبرون أن الحكومة المستقيلة تستطيع لعب دور الحكومة غير المستقيلة بحالة الفراغ وأن تستلم صلاحيات الرئاسة، على قاعدة لا يمكن الدخول بفراغ مطلق في السلطة.
وحتى الآن، لم يدع رئيس البرلمان نبيه بري النواب لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية. وفي حال عدم توجيه الدعوة، يجتمع البرلمان حكما وإلزاميا قبل 10 أيام من انتهاء ولاية عون، وهي جلسات قد لا تفضي إلى انتخاب رئيس، مما يدخل البلاد بحالة الفراغ.
و دستوريا يكون انتخاب رئيس الجمهورية بتصويت غالبية الثلثين من مجموع أعضاء البرلمان المكون من 128 عضوا، أي 86 نائبا، وبالدورة الثانية بالأغلبية المطلقة، أي 65 نائبا.
