الوداع الأخير للملكة إليزابيث..

news image

مروة شاهين - بث:
يتوافد العشرات من قادة الدول إلى بريطانيا، التي تنظّم شرطتها أكبر عملياتها الأمنية لمواكبة ترتيبات الجنازة التاريخية للملكة الأطول عهدا في تاريخها.
وتم استدعاء أكثر من ألفي شرطي من مختلف أنحاء البلاد لمؤازرة شرطة لندن.
وتصف شرطة لندن الجنازة بأنها أكبر عملية أمنية تقوم بها على الإطلاق؛ إذ سيجتمع رؤساء دول وحكومات وأفراد العائلة المالكة وحشود ضخمة في الشوارع.
وزار الملك مقر الشرطة يوم السبت لتقديم الشكر لموظفي خدمات الطوارئ المشاركين في التخطيط.
وبدأت الحشود تتجمع في محيط كنيسة ويستمنستر؛ حيث ستقام الجنازة الرسمية للملكة التي من المتوقع أن تشل الحركة في لندن، وأن يتابعها مليارات حول العالم.
وبعد الجنازة، سينقل نعش الملكة إليزابيث الثانية إلى كنيسة سانت جورج في قصر ويندسور في غرب لندن، حيث ستدفن في مراسم عائلية إلى جانب والدها الملك جورج السادس ووالدتها وزوجها فيليب.
وألقى الرئيس الأميركي جو بايدن وزوجته نظرة الوداع على جثمان الملكة الراحلة إليزابيث الثانية المسَجّى في قاعة ويستمنستر.
يأتي هذا في وقت تستمر فيه أعداد كبيرة من البريطانيين في توديع الملكة إليزابيث الثانية، بإلقاء النظرة الأخيرة على نعشها في مقر البرلمان في لندن.
كما شارك الملك وزوجته الملكة كاميلا باركر في يوم الأحد في تمام الساعة 6 مساء بالتوقيت المحلي، في حفل استقبال رؤساء ومسؤولين خارجيين حضروا إلى لندن للمشاركة في جنازة الملكة إليزابيث الثانية المقررة اليوم وفق الصحيفة.
و بعثت وزارة الخارجية البريطانية دعوات بخط اليد إلى نحو ألف من الشخصيات العامة في أنحاء العالم لحضور الجنازة. 
و لم توجّه أي دعوة لقادة روسيا وأفغانستان وبورما وسوريا وكوريا الشمالية.
والأسبوع الماضي، ندّدت وزارة الخارجية الروسية بسلوك "غير أخلاقي" و"تجديفي" للمملكة المتحدة تجاهها، وذلك بعدما قررت لندن عدم توجيه دعوة لروسيا لحضور الجنازة.
أما الصين، فستشارك في الجنازة، لكن السلطات البرلمانية البريطانية حظرت مشاركة أي من قادتها في إلقاء النظرة الأخيرة على نعش الملكة في قاعة ويستمنستر. 
و بحسب المعلومات المتناقلة في الإعلام العالمي، سترسل الصين نائب رئيسها، وانغ كيشان، بناء على دعوة من حكومة المملكة المتحدة.
وعلى الرغم من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل، سيكونان متواجدين في الجنازة.
ويشارك العديد من القادة من البلدان التي كانت الملكة إليزابيث رئيسة للدولة فيها. ومن بينهم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ونظيره الأسترالي أنتوني ألبانيز، ورئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن.
كما يأتي القادة من ولايات أخرى في الكومنولث الذي يضم 56 دولة، والتي كانت الملكة إليزابيث زعيمة رمزية لها.
ومن بينهم رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، ورئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة، ورئيس سريلانكا رانيل ويكرمسينغ، ورئيس الوزراء الفيجي فرانك باينيماراما.
ويحضر الإمبراطور الياباني ناروهيتو، والإمبراطورة ماساكو، وهي أول رحلة خارجية لهما منذ تولي العرش في عام 2019. وتمثل الزيارة خروجا عن التقاليد اليابانية، التي تمنع حضور الإمبراطور الجنازات، ماعدا جنازات والديه.
ويحضر كل من ملك النرويج هارالد الخامس، والأمير ألبرت الثاني ملك موناكو، والملك الهولندي ويليم ألكسندر، وملك السويد كارل السادس عشر جوستاف، وفيليب ملك بلجيكا.
كذلك، تحضر ملكة الدنمارك مارغريت الثانية، التي ألغت سلسلة من الأحداث بمناسبة اليوبيل الخمسين لها بعد وفاة ابنة عمها الثالثة، الملكة إليزابيث الثانية.
وسيكون ملك إسبانيا فيليبي السادس هناك مع زوجته الملكة ليتيزيا. وكذلك والده الملك السابق خوان كارلوس الأول، الذي تخلى عن العرش عام 2014 ويعيش الآن في منفى اختياري في الإمارات العربية المتحدة.
ومن المرجح أن تحضر أولينا زوجة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، بعد أن زارت نعش الملكة في قاعة وستمنستر يوم الأحد.
و على الصعيد العربي، يشارك كل من أمير قطر تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر، وملك الأردن عبد الله الثاني وزوجته الملكة رانيا العبد الله، وولي العهد الأردني الأمير الحسين.
ومن المتوقع أن يكون سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة حاضرين في الجنازة، .
ويمثل المملكة العربية السعودية الأمير تركي بن محمد آل سعود، وهو وزير دولة وعضو في مجلس الوزراء منذ عام 2018.
كما يشارك في الجنازة رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان، وولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وكذلك رؤساء الوزراء المصري مصطفى مدبولي، والجزائري أيمن بن عبد الرحمن، والفلسطيني محمد اشتية، واللبناني نجيب ميقاتي.
إضافة إلى موسى الكوني نائب رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا، والأمير مولاي رشيد، شقيق ملك المغرب محمد السادس.
وفي الثامن من سبتمبر/أيلول الجاري، فارقت الملكة إليزابيث الثانية الحياة في قلعة بالمورال عن عمر ناهز 96 عاما، بعد 70 عاما من توليها العرش.
و دامت مراسم جنازتها لمدة عشرة أيام، و يشاهد جنازة الملكة و مراسم تشييعها الملايين حول العالم، نظراً لكون الملكة إليزابيث الثانية أطول ملوك بريطانيا جلوساً على العرش، و هي من أشهر الشخصيات الملكية في العالم، و قد خلفها على عرش بريطانيا ابنها الملك تشارلز الثالث، الذي تعهد بأن يواصل المسيرة التي بدأتها والدته، في خدمة بريطانيا و دول الكومنولث.