كيف استطاعت أوكرانيا دَحْر القوات الروسية شرقي البلاد؟ و كيف سيؤثر ذلك على مسار الميدان العسكري للحرب ؟ - تقرير خاص (بث)


كتبت- مروة شاهين - بث:
أعلنت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني، أن أوكرانيا استعادت 3800 كيلومتر مربع من أراضيها في منطقة خاركيف منذ السادس من سبتمبر/أيلول الجاري.
وقالت ماليار، في كلمة ألقتها، من بلدة بالاكليا التي استعادتها أوكرانيا، إن الأراضي المحررة من القوات الروسية تضم أكثر من 300 تجمع سكاني ويقطنها نحو 150 ألفا من السكان حاليا.
وأضافت أن "العملية مستمرة. وهدفها التحرير الكامل لمنطقة خاركيف… نعتقد أن هذا سيحدث في أقرب وقت ممكن".

هجومٌ أوكراني مُضاد يقهرُ التقَدُّم الروسيّ:
اذ سقطت منطقة خاركيف جزئيا في قبضة القوات الروسية في بدايات الحرب التي اندلعت في 24 فبراير/شباط الماضي، حتى استطاعت القوات الأوكرانية هذا الأسبوع استعادة جزء من تلك المساحات التي سيطرت عليها روسيا منذ بداية الحرب.
أما مدينة خاركيف (ثاني أكبر مدن البلاد) فتتعرض لقصف متكرر من قبل القوات الروسية التي لم تتمكن حتى اليوم من الاستيلاء عليها.
من جانبه، وصف مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عمليات الجيش الأوكراني في المناطق الجنوبية من أوكرانيا بأنها تقدم "مهم" في ساحة المعركة.
وقال وكيل البنتاغون كولين كال خلال مؤتمر عقده موقع "ديفينس نيوز" (Defense News) إنه "لا يزال من المبكر الحكم على الأمر، لكني أعتقد أن الأوكرانيين يحققون تقدما بطيئا لكنه مهم، وسنرى كيف تسير الأمور".
وتعليقا على التقدم الأوكراني، قال الرئيس الأميركي جو بايدن "من الواضح أن الأوكرانيين حققوا تقدما ميدانيا كبيرا، لكنني أعتقد أن العملية ستكون طويلة".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا في المجمل "حررت أكثر من 6 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية في الجنوب والشرق" منذ الأول من سبتمبر/أيلول. ويشمل تصريحه الأراضي التي قالت ماليار إنها عادت لسيادة بلادها في الأسبوع الماضي.
تدويل الصراع في أوكرانيا و إعادة انشاء محاور الشرق و الغرب.. و إيران تنضم إلى معسكر روسبا:
إذ أعلنت أوكرانيا أنها تمكنت بفضل هجومها المعاكس من استعادة نحو 4 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي في أسبوع، كما قالت للمرة الأولى إنها أسقطت طائرة مسيّرة إيرانية الصنع تستخدمها القوات الروسية.
و تتهم أوكرانيا، إيران بتقديم بعض الدعم لروسيا فيما يتعلق بالصراع الأوكراني، مما قد يؤدي إلى زيادة التأزم في العلاقات الإيرانية الأوروبية، التي شهدت انحداراً كبيراً بسبب العرقلة التي يشهدها الملف النووي الإيراني، الذي تتولى أوروبا نيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية مهمة التفاوض مع إيران بشأنه، إذ لا تشارك الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني.
وذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها أسقطت الطائرة من طراز "شاهد-136" في منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد، حيث تشن القوات الأوكرانية هجوما معاكسا ضد القوات الروسية منذ مطلع الشهر الجاري.
ونشرت الوزارة صورا لما بدا أنه أجزاء من طائرة مسيّرة مدمرة،وأوضحت الوزارة أن الطائرة أسقطت بالقرب من كوبيانسك، وهي بلدة في منطقة خاركيف استعادت أوكرانيا السيطرة عليها في الأيام الأخيرة.
أوكرانيا تستغل التقدم الميداني لدفع الغرب إلى مساندة أوكرانيا في حربها مع روسيا:
و بعيد الإعلان عن نجاح القوات الأوكرانية في استعادة مساحات هائلة من الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية في بداية الحرب، نشر مكتب الرئيس الأوكراني مسودة بشأن الضمانات الأمنية التي تطلبها بلاده، تحت عنوان "معاهدة كييف الأمنية" على الموقع الإلكتروني للرئاسة.
وجاء في نص هذه الوثيقة أنه يجب أن تكون الضمانات الأمنية مؤكدة، وتحدد الالتزامات التي ستتعهد بها مجموعة الدول الضامنة أمام أوكرانيا.
وتنص الوثيقة على أن الدول الضامنة يمكن أن تشمل الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وبولندا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وأستراليا وتركيا، بالإضافة إلى دول شمال أوروبا، ودول البلطيق، وأوروبا الوسطى والشرقية.
وحسب هذه المسودة، يتعين على الدول الموقعة على الضمانات الأمنية لأوكرانيا تقديم المساعدة العسكرية لكييف في حال تعرضها لاعتداء.
و في هذا الإطار، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة تلفزيونية مع شبكة الإذاعة البريطانية،،إنه لا مجال للتفاوض مع روسيا في الوقت الحالي، مؤكدا أن الجيش الأوكراني سيواصل القتال إلى حين استعادة السيطرة على كامل الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية.
روسيا تعتبر الوثيقة بمثابة حربٍ من الناتو على روسيا.. و تحذر من الحرب العالمية الثالثة :
وفي أول ردة فعل من روسيا على المسودة الأوكرانية، قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن مشروع الضمانات الأمنية هو في الواقع "مقدمة للحرب العالمية الثالثة".
وأضاف أن "الأصدقاء الملعونين من الرؤساء الغربيين الذين يُوجّه هذا النداء الهستيري إليهم" عليهم أن يفهموا أن الأمر يتعلق مباشرة بـ"حرب هجينة من قبل الناتو" ضد روسيا.
وحذر ميدفيديف من أن إرسال "أخطر أنواع الأسلحة إلى نظام كييف من دون قيد" سيؤدي عاجلا أو آجلا إلى انتقال الحملة العسكرية إلى مستوى آخر.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت السبت الماضي سحب قواتها من بلدات إستراتيجية في جنوب منطقة خاركيف، وتحدثت عن إعادة تمركز، وبررت الانسحاب رسميا بالقول إنه يجب تعزيز وحداتها في منطقة دونيتسك.
كما أعلنت، مقتل نحو 250 عسكريا أوكرانيا في غارة لقواتها الجوية على القوات الأوكرانية بمدينتي كوبيانسك وإيزيوم بمقاطقة خاركيف.
ألمانيا.. الخاسر الأكبر بعد أوكرانيا من الحرب، تحاول أخذ الصراع إلى الحل الدبلوماسي:
اذ، ناقش المستشار الألماني أولاف شولتز في محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تطورات الصراع في أوكرانيا.
وقال شتيفن هيبشترايت المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن شولتز حث الرئيس الروسي على إيجاد حل دبلوماسي للصراع في أوكرانيا يقوم على وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الروسية في أسرع وقت ممكن.
وأضاف المتحدث أن المستشار الألماني أكد في المحادثة -التي استمرت 90 دقيقة- ضرورة ضمان سلامة محطة زاباروجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، وحث بوتين على الاستمرار في التنفيذ الكامل لاتفاق الحبوب الذي تدعمه الأمم المتحدة.
وذكر هيبشترايت -في بيان- أن شولتز أكد أن "أي خطوات روسية أخرى لضم مناطق لن تمر من دون رد، ولن يُعترف بها تحت أي ظرف من الظروف".
و نظرا لسعي ألمانيا إلى الدفع بالجانبين المتحاربين إلى التوصل إلى حل ينهي هذا الصراع الذي سبب حالة دراماتيكية من الركود و التضخم الاقتصادي في القارة الأوروبية، قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت إن بلادها لم تسلم أوكرانيا أي دبابات قتالية، وإنها لن تتخذ إجراء كهذا بشكل منفرد.
وأوضحت الوزيرة الألمانية أنه لم تسلم أي دولة حتى الآن مركبات مشاة قتالية أو دبابات غربية الصنع لكييف، وأضافت أن برلين بحاجة إلى تكييف القوانين الألمانية للصادرات العسكرية بطريقة تسمح بتعاون أوروبي أفضل في مشاريع الدفاع.
الصراع في أوكرانيا يُحدث خلافاً بين حلفاء "الناتو" :
مما لا شك فيه، أن الولايات المتحدة الأمريكية تضررت اقتصادياً بشكل كبير جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، و لكن أيضاً، لا خلاف على أن كل الضرر الذي لحق بالولايات المتحدة الأمريكية لا يساوي الكثير أمام التداعيات الكارثية للحرب في أوروبا الشرقية على الاقتصاد الأوروبي، مما جعل مسألة الحرب الروسية الأوكرانية محَطّ خلاف بين الأوروبيين و باقي أعضاء حلف الناتو الذين لم يتأثروا بشكل خطير جراء الصراع الدائر في القارة الأوروبية.
فوفقاً لتقديرات متبانية حتى نهاية إبريل/نيسان الماضي، فإنّ النمو الاقتصادي الأوروبي سيتعرض لخسارة تراوح بين 0.5% و1% من ناتجه المحلي خلال العام الجاري، أي ما يتراوح بين 895 مليار دولار و1.79 تريلون دولار، وذلك وفقاً لتقديرات مصلحة الإحصاء الأوروبي "يورو ستات" لحجم الناتج المحلي الإجمالي للكتلة الأوروبية بنحو 17.9 تريليون دولارفي 2021، ويضاف إلى ذلك كلفة إعادة إعمار أوكرنيا المقدرة بنحو 600 مليار دولار.
وفي تقرير للبنك المركزي الأوروبي صدر أخيراً، فإنّ الحرب الأوكرانية ستخفض النمو الاقتصادي بنسبة 0.7% إلى 3.7% خلال العام الجاري. كما أشار بنك الاستثمار العالمي غولدمان ساكس إلى أنّ الحرب ستخفض معدل النمو الاقتصادي لمنطقة دول اليورو الـ 19 بنسبة 1.4%.
وتشير بيانات "يوروستات" إلى أن التضخم بلغ 7.4% في منطقة اليورو، إذ قفزت أسعار الطاقة في المتوسط بنسبة 45% منذ بداية العام وحتى مارس/آذار، بينما من المتوقع أن يسفر أي حظر أوروبي على النفط الروسي عن رفع تكاليف المحروقات إلى مستويات أعلى خلال الأشهر المقبلة، خصوصاً أنّ روسيا في المقابل وسّعت من استخدام ورقة الغاز في الضغط على الأوروبيين.
كما أنّ الاعتماد على إمدادات الغاز الروسي، بلغ نسبة تجاوزت الـ 90% بالنسبة لفنلندا ولاتفيا، بينما وصل إلى 89% بالنسبة إلى صربيا. أما بلجيكا فبلغت نسبة تبعيتها للغاز الروسي 77%، وألمانيا 49%، وإيطاليا 46%، وبولندا 40%، أما فرنسا فوصلت النسبة إلى 24%.
وفي منتصف إبريل/نيسان الماضي، حذرت خمسة معاهد اقتصادية تقدم المشورة للحكومة الألمانية، في تقرير مشترك، من أنّ ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا ستتكبد وحدها خسائر تقدر بنحو 220 مليار يورو (240 مليار دولار) على مدى العامين المقبلين في حالة الوقف الفوري لإمدادات الطاقة الروسية.
و تفادياً لتنامي الخسائر، أصبحت القارة الأوروبية تسعى لدفع الصراع في أوكرانيا نحو طاولة المفاوضات، مع تجنب التمادي في تسليح القوات الأوكرانية تجنباً لإثارة غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يمسك أوروبا من اليد التي تؤلمها، في ما يتعلق بورقة الطاقة التي استخدامها بوتين منذ بداية الحرب للضغط على الاتحاد الأوروبي سعياً منه لإبقاء أوكرانيا معزولة عن أي دعم عسكري أوروبي.
فيما تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى دعم القوات الأوكرانية لصد الجيش الروسي، بما يمكن وصفه بأسلوب حرب الوكالة بين روسيا و الغرب ، إذ أن التفكير الاستراتيجي الأميركي و السياسات الخارجية الأميركية تجاه روسيا تمحورت منذ الحرب الباردة على مبدأ الصراع غير المباشر، و هذا هو ما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية إعادته مرة أخرى، إذ يعتقد الأميركيون انه بالامكان عزل روسيا و القضاء عليها عبر جعلها في صراع مباشر مع جيرانها، تماماً كما حدث مع الاتحاد السوفيتي بعد الحرب في أفغانستان.
كيف استطاعت أوكرانيا هزيمة القوات الروسية التمركزة شرقاً على المناطق الحدودية :
على الرغم من احتلال الجيش الروسي المرتبة الثانية في مؤشر أقوى جيوش العالم، إضافة إلى كون روسيا أكبر دولة نووية، إلا ان ذلك لم يمنع تمكن القوات الأوكرانية من الدفع بقوات الجيش الروسي للانسحاب من شرق أوكرانيا.
و مع هذه المعطيات الجديدة التي طرأت على ميدان الحرب، قد يظن البعض انه قد اخطئ و بالغ في تقدير قوة الجيش الروسي، إذ كيف لجيش غير موجود على قائمة أقوى عشرون جيشاً في العالم ان يهزم القوة العسكرية الثانية على العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
و قد يكون هذا صحيحاً لو كان الجيش الأوكراني يحارب القوات الروسية وحيداً بدون دعم غربي، إذ أن الولايات المتحدة الأمريكية و أصدقاء أوكرانيا، قد أمدّوا الأوكرانيين بأسلحة متطورة قادرة على شل الأسلحة الروسية، كنطام هيمارس، بالإضافة إلى بعض الأسلحة السرية التي لم يعلن عنها في وسائل الإعلام، كنظام HARM، و Excalibur.
إذ تحدثت العديد من التقارير و المصادر عن أن الولايات المتحدة الأمريكية قد زودت الأوكرانيين ليس فقط بأسلحة سرية، و انما أيضاً بمقاتلين محترفين أميركيين قد شاركوا سابقاً في حروب عديدة في الشرق الأوسط كأفغانستان و العراق، إضافة إلى بعض العناصر المدربة تدريباً خاصاً و الواقعة تحت إشراف وكالة الاستخبارات المركزية.
و قد سبق و حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب من التمادي في تسليح القوات الأوكرانية، محذراً أن ذلك قد يؤدي إلى إطالة أمد الصراع، و ربما تحويل الصراع من صراع إقليمي بين دولتين إلى صراع دولي تدخل فيه دول أخرى بخلاف روسيا و أوكرانيا.
قهرُ القوات الروسية في شرق أوكرانيا.. كيف سيؤثر هذا التطور اللافِت على مَسارِ الأحداث؟ :
لا شك في أن التطورات الأخيرة في ميدان الحرب في أوكرانيا حملت معها الكثير من التغيرات في وتيرة النزاع، إذ منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا كانت أوكرانيا تتخذ دائماً وضعية الدفاع بينما تمسك القوات الروسية زمام الهجوم، لكن الأحداث الأخيرة حملت معها تبادلاً للأدوار، إذ شنت القوات الأوكرانية هجوماً عنيفاً جعل القوات الروسية تنسحب من مساهحات واسعة كانت قد احتلتها سابقاً، و هذا ما يُنذِر بتغيُّر قادم في مآلات النزاع، فما هي السيناريوهات المحتملة لمسار الصراع العسكري بعد كل هذه التغيرات؟
للإجابة عن هذا التساؤل، يمكن اختصار السيناريوهات المتوقعة في ميدان الحرب في أوكرانيا بالآتي :
السيناريو الأول: و هو الأقل ترجيحاً، و هو استمرار الحرب بذات الوتيرة التي كانت عليها قبل الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية، و استمرار التقدم البطيئ للقوات الروسية نحو المراكز الأوكرانية ، و قد يكون هذا السيناريو مرجحاً أكثر في حالة أدرك الطرفان أن التقدم نحو مزيد من التصعيد في القتال سوف يلحق خسائر مدمرة بالطرفين، و بالتالي تستمر العمليات القتالية حتى التوصل إلى حل دبلوماسي عن طريق التفاوض.
السيناريو الثاني: اشتداد الهجوم الروسي المسلح و اتباع السلوك الانتقامي من قبل الروس بهدف حفظ ماء الوجه و استعادة الهيبة الروسية التي اهتزت بفعل الهجوم الأوكراني المضاد، و هذا سيؤدي بالتأكيد إلى مزيد من التصعيد في ميدان الحرب بالاضافة إلى التصعيد في الميدان الدبلوماسي اي في العلاقات بين روسيا و الغرب، و ما يتبع ذلك من حالة التوتر و التصعيد التي ستسود النظام الدولي و تنذر بإذكاء درجات العداء و التصعيد بين روسيا و الغرب مما قد يُنذر بتطور الصراع إلى صراعٍ دولي محتمل.
السيناريو الثالث: استمرار التقدم الأوكراني نحو المناطق الشرقية الأوكرانية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، و في حال عدم قدرة الروس على صد الهجوم الأوكراني – كما حدث خلال الأسبوع الماضي -، قد يلجأ الروس إلى وسائل أكثر شدة في القتال، كاستخدام الطيران الحربي بشكل مكثف و اتباع سياسة الأرض المحروقة اي تدمير المناطق التي يدور فيها القتال بشكل كلي، أو اللجوء إلى وسائل أكثر شدّة كاستخدام الأسلحة الاستراتيجية او السلاح النووي التكتيكي.
السيناريو الرابع: تغير السلوك الغربي تجاه أوكرانيا، بسبب الأضرار الاقتصادية التي باتت تعاني منها القارة الأوروبية جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ، و بالتالي ممارسة الضغط من قبل الجانب الأوروبي على الولايـات المتحـدة الأمريكيـة لتضغط بدورها على الجانبين الروسي و الأوكراني لوقف الحرب و الجلوس إلى طاولة المفاوضات، علماً أن مثل هذا السيناريو قد يتضمن إعطاء روسيا بعض المقاطعات شرقي أوكرانيا (دونيتسك و لوهانسك) كمحاولة لإرضاء الروس، أو الاعتراف بالحكم الروسي لشبه جزيرة القرم ، علماً أن هذا السيناريو يتوقف على مدى قدرة الدول الأوروبية على الاستمرار في المضي قدماً دون الحاجة إلى الغاز و الطاقة الروسية، و مدى قناعة الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة وقف الصراع الدائر شرقي أوروبا للالتفات إلى الصراع مع الصين في ظل تنامي القدرات الصينية عسكرياً و تقنياً و اقتصادياً، مع قناعة الولايات المتحدة الأمريكية بأن مزيداً من الخسائر لروسيا في حربها مع أوكرانيا ستدفع بالروس أكثر فأكثر إلى الحضن الصيني، و هذا ما لا تريده الولايات المتحدة، إذ انها تدرك مدى خطورة إعادة تشكيل احلاف سياسية او عسكرية مضادة للولايات المتحدة خصوصاً عندنا يكون أعضاء هذه الاحلاف قوتين عظمتين كروسيا و الصين.
________________
خطاب قائد القوات البرية بعد استعادة الأراضي من روسيا
_______________

إجمالي الخسائر للروس من 24 فبراير إلى 15 سبتمبر (بحسب موقع وزارة الدفاع الأوكرانية).