لا تفاؤل بشأن الاتفاق النووي الإيراني.. و استعداد إسرائيلي - غربي لكّافة الاحتمالات


تقرير - مروة شاهين - بث:
كشف مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي في بيان، أن رئيس وكالة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" دافيد بارنيع، استعرض معلومات استخباراتية "حساسة" بخصوص الملف النووي الإيراني، مع مسؤولين أميركيين، في الولايات المتحدة.
و حسب البيان، فإن بارنيغ استعرض هذه المعلومات خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، حيث أجرى سلسلة من اللقاءات شملت كلاً من رئيس الـ CIA (ويليام بيرنز) ورئيس الـ FBI (كريستوفور راي) ومستشار الأمن القومي (جيك سوليفيان) ووزير الدفاع (لويد أوستن)، ومسؤولين كبار آخرين في وزارة الخارجية الأميركية".
و شدد البيان الإسرائيلي على أن تل أبيب "لن تقف مكتوفة الأيدي في الوقت الذي تواصل إيران فيه خداع العالم".
وأشار إلى أن "المسؤولين الأميركيين أكدوا خلال اللقاءات أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي، وأن الإدارة ستواصل العمل بتعاون كامل مع إسرائيل، في قضايا إقليمية تتعلق بأمنها".
الآمال تتلاشى بشأن التوصل إلى اتفاق نووي.. و قلقٌ غربي بشأن النشاط النووي الإيراني:
من جانب آخر، كشف متحدث الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، في تصريحات صحفية، أن "الولايات المتحدة وإيران أصبحتا "بعيدتين" عن أي صفقة بشأن الاتفاق النووي"، مشيراً إلى وجود "فجوات في المواقف بين الطرفين بشأن الاتفاق النووي".
و في السياق، شدد كيربي على أن "الرئيس جو بايدن لا يزال "ملتزماً بالدبلوماسية" تجاه إيران"، مبيناً أنه "يريد ضمان أن تكون هناك خيارات أخرى متاحة لحرمان إيران من قدرة إنتاج سلاح نووي إذا توصلنا لاتفاق".
وتابع، "واشنطن مستمرة في العمل على إعادة إحياء الاتفاق النووي ولكن صبرها بدأ ينفد".
و يشار إلى أن إسرائيل تتهم إيران بالسعي لصنع قنبلة نووية، وهو ما تنفيه طهران التي تقول إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية.
واشنطن ليست راضية عن السلوك الإيراني بشأن المفاوضات:
ومنذ أيام، أعلنت الخارجية الأميركية أن "الرد الإيراني على ملاحظات بلادها بشأن مسودة الاتفاق النووي لم يضعنا على طريق إحياء الاتفاق".
و قالت واشنطن إنها تلقت من خلال الاتحاد الأوروبي الرد الإيراني على ملاحظاتها بشأن مسودة الاتفاق النووي، ووصفته بأنه "غير بناء".
في حين قال متحدث الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، إن "الجواب الإيراني لم يضعنا على طريق إحياء الاتفاق النووي، والفجوات ما زالت قائمة".
ومنذ شهور، يتفاوض دبلوماسيون من إيران وواشنطن و5 دول أخرى في العاصمة النمساوية فيينا، بشأن صفقة إعادة القيود على برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي أعاد فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد انسحاب بلاده من الاتفاق في أيار 2018.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن طهران أرسلت ردا "بنّاء" على اقتراحات أميركية تهدف إلى إحياء اتفاق 2015 النووي الذي أبرمته بلاده مع قوى عالمية، لكن هذا خلّف انطباعا أقل إيجابية من الولايات المتحدة.
وفي أحدث تصريحات قال مستشار الوفد الإيراني المفاوض في فيينا أمس الجمعة، إن "واشنطن تعلم أن رد طهران معقول جدا ويمكن أن يحدث توقيع الاتفاق في غضون أيام إذا اتخذت الولايات المتحدة القرار الصحيح".
وشدد على أن التوقيع على أي اتفاق نووي "يجب ألا يكون فيه أي غموض يستخدم لاحقا للتنصل منه".
وأكد المستشار أن توقيع الاتفاق يمكن أن يتم خلال أيام "فالأمر ليس معقدا وهذا مرهون بالموقف الأميركي".
وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، نقلا عن ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بأن "النص الذي أرسلته (إيران) له أسلوب بنّاء يهدف لاختتام المفاوضات".
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن بلاده تريد ضمانات أقوى من واشنطن لإحياء اتفاق 2015 النووي، مضيفا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ينبغي أن تتخلى عن "تحقيقاتها ذات الدوافع السياسية" بخصوص عمل طهران النووي.
الشُبهات حول نشاط إيران النووي و مطالبها بالضمانات تزيد من عرقلة عملية التفاوض:
اذ نقل موقع أكسيوس الأميركي، عن مسؤول في الولايات المتحدة أنه من المرجح أن تتبادل واشنطن وطهران مزيدا من الردود المكتوبة قبل توقيع اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال المسؤول الأميركي إن واشنطن أبلغت الإيرانيين أن من مسؤوليتهم حل قضية تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن أنشطة نووية مفترضة في بعض المواقع.
وأضاف أن إدارة الرئيس بايدن أوضحت للإيرانيين أنها لا تستطيع تقييد الرئيس المقبل بشأن الاتفاق النووي.
وتطالب طهران واشنطن بضمانات بأنها لن تنسحب من أي اتفاق جديد عقب انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018 من الاتفاق المبرم بين إيران والقوى الكبرى عام 2015.
كما تطالب طهران بإغلاق التحقيقات التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن أنشطة نووية مفترضة في بعض المواقع الإيرانية.
و في هذا الإطار، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن إحياء الاتفاق الذي وقعته بلاده مع القوى الكبرى بخصوص برنامج بلاده النووي يبقى "بلا جدوى" ما لم تغلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية قضية المواقع غير المعلن عنها.
و بعد انقطاع دام لأشهر، تم استئناف المفاوضات في فيينا الشهر الماضي من أجل المحاولة لإحيائه ووقف الإجراءات الإيرانية المتخذة في هذا المجال. وتجرى المفاوضات في قصر كوبورغ تحت إشراف منسق الاتحاد الأوروبي أنريكي مورا المكلف بالتنسيق مع الوفد الأمريكي الذي لا يشارك مباشرة في المفاوضات.
ومن نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل إلى اتفاق نووي جديد، رفع العقوبات عن الحرس الثوري الإيراني، إذ إن الولايات المتحدة ترفض سحب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية "في إطار هذه المفاوضات". وتطالب طهران أيضا بضمانات في حال عاد جو بايدن عن تعهداته فضلا عن إغلاق تحقيق للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وقد تخطّت طهران نسبة تخصيب اليورانيوم المنصوص عليها في الاتفاق بواقع 3,67%، رافعة إيّاها إلى 20% في مطلع 2021، قبل أن تتجاوز للمرة الأولى عتبة 60% مقتربة من 90%، وهي النسبة اللازمة لتصنيع قنبلة.
و تسعى الدول الكبرى، بما فيها روسيا و الولايات المتحدة الأمريكية و الصين مع دول أوروبية، إلى اتخاذ المسار الدبلوماسي كطريق لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، بغية تجنب الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة ضد إيران، التي يعتبر الغرب مسألة حصولها على سلاح نووي خطراً جوهرياً على أمن الشرق الأوسط و الدول العربية و العالم بأسره.