هل أردوغان مرعوب من بايدن؟

القاهرة - محمد وازن
في انتخابات وصفت بالأكثر جدلًا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنها الإعلام الأمريكي لصالح المرشح الديمقراطي، جو بايدن ، ضد الرئيس دونالد ترمب، والنتيجة يرفضها ترمب ويؤكد أن هناك تزوير وتلاعب في النتائج، ولجأ للقانون ولن يستسلم لبيع إرادة الناخبين، وقال صراحة إن الديمقراطيين سرقوا نتيجة الانتخابات الأمريكية 2020.
نشرت شبكة “CNN” الأمريكية تقريرًا عن الرؤساء والدول التي لم تهنئ جو بايدن فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية، ووصوله للبيت الأبيض، مثل روسيا، والصين، والبرازيل، والمكسيك. بحجة أن الحسم في الإنتخابات لم يُعلن ، فمازالت القضية تحت حكم المحكمة العليا.
وعلى عكس ما يردده البعض من أنصار الرئيس التركي في بعض الدول العربية من أن سياسة بايدن ستكون مؤيدة للتيارات الإسلامية واليمين، بالتالي فإن حظوظ الجماعات الإرهابية مثل الاخوان وغيرها ستكون حاضرة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، لكن هناك أمور لا يعلمها الكثيرون وهي أن خريطة التحالفات في العالم تغيرت في السنوات الماضية، وأن واشنطن تبحث فقط عن مصلحتها الشخصية ومجدها الشخصي، ويهمها مصلحتها، وأصبح كارت الجماعات الإسلامية والإرهابية غير مرغوب بها، بل وبشكل واضح تم حرقه لدى الكثيرين، بعدما تكشفت خيوط اللعبة للعديد من دول العالم.
بايدن: “ستدفع الثمن على أفعالك”
يبدو للمتابعين أن العلاقة بين أردوغان وبايدن متوترة ، وتظهر هذا العداء فيديو هدد فيه بايدن وبشكل واضح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه سيدفع الثمن على أفعاله، حيث قال بايدن بالنص: “على عكس الرئيس ترامب، أعرف ما يتطلبه الأمر للتفاوض مع أردوغان. ولو كنت رئيسا، لكنت أجعله يدفع ثمنا باهظا لما فعله”.
ونشر بايدن هذا المقطع على حسابه الرسمي على تويتر في 17 أكتوبر من العام الماضي، وانتشر الفيديو هذه الأيام مجددًا من العديد من المغردين، في محاولة لاستشراف طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا خلال الفترة المقبلة، خاصة أن بايدن يرفض ما يفعله أردوغان ضد الأكراد، وأعلن أيضا وبشكل واضح في وقت سابقه أنه سيعمل مع المعارضة التركية على اسقاط اردوغان.
وبالعودة للفيديو الخاص ببايدن فقد أعلن بايدن أنه رأى ما يحدث في سوريا والعراق واتهم كل القادة الأمريكان بالخجل لما يراه يحدث في تلك البلاد، بحسب “سي إن إن”، وقال في هذا الفيديو مهاجمًا أردوغان، “تركيا هي المشكلة الحقيقة هنا وسيكون لي حوار مغلق حقيقي مع أردوغان وتعريفه بأن سيدفع ثمنا باهظا على ما فعله”.
هل تركيا مرعوبة ؟
فيما يتعلق بالمخاوف التركية من وصول بايدن لسدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، فكان الأمر واضحًأ من خلال تصريحات نائب أردوغان نفسه، حيث صرح فؤاد أوقطاي نائب أردوغان بأنه لا توجد مخاوف لدى تركيا من انتخاب بايدن، لكنه وصف تصريحاته السابقة ضد تركيا بأنها مؤسفة، وقال أوقطاي حول المخاوف التركية من وصول بايدن للحكم بأن الوضع اختلف وأن تركيا القديمة تغيرت، وحدث تحول في العقلية التركية.
وحاول نائب أردوغان إزالة المخاوف لديهم بالتصريح والتلميح بأن تركيا لا يهمها من يحسم سباق الانتخابات الأمريكية، وأن بلاده تركز فقط على مصالحها الشخصية، لكنه أكد مجددًا في التصريحات التي أدلى بها لقناة تركية الجمعة الماضية بأن تركيا لن تسمح بالتدخل فيما يخصها أو في شؤونها الداخلية.
لاننسى أن الرئيس الأمريكي الأسبق الديمقراطي أوباما ، وهو الداعم الأكبر لبايدن من أجل الوصل إلى البيت الأبيض ، قد بدأ مشواره - بعد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة ، بدأ بمغازلة الدول العربية الكبرى ، والعالم الإسلامي.. ثم حدث ماحدث من أوباما من دعم للإخوان ولإيران وللفوضى في المنطقة .
صحيح أن اللعبة تغيرت، بسبب تغير موازين القوى والسياسات في المنطقة ،لكن المؤكد أن الولايات المتحدة ، يهمها مصالحها أولاً، وإن كان يؤخذ عليها، عدم التفكير ملياً في المستقبل، وفي كل الإحتمالات النافعة والمضرة لها.