مساعٍ أمريكية للتوصل إلى اتفاق بشأن الغاز بين لبنان وإسرائيل.. و الجيش الإسرائيلي يتجهّز لمعركة

مروة شاهين - بث:
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلاً عن مصادر أوروبية، عن رغبة الولايات المتحدة الاميركية بتوصل كل من إسرائيل ولبنان إلى اتفاق بعد الانتخابات الرئاسية في لبنان.
وقد حصل منذ يومين بين الوسيط الأميركي المكلف بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين ونائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بو صعب اتصالًا مطولًا جرى خلاله استعراض لمسار المفاوضات.
وفي السياق، زار الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين لبنان الشهر الماضي، وقدّم رئيس الجمهورية ميشال عون حينها ردًا شفهيًا للوسيط، على اقتراحه الذي تقدم به عبر السفيرة الأميركية في آذار الماضي وتضمن الرد اقتراحًا جديدًا من لبنان, ونقل هوكشتاين وجهة النظر اللبنانية إلى الإسرائيليين.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ ولاية الرئيس ميشال عون تنتهي في 31 تشرين الأول من هذا العام, ووفق الدستور يمكن لرئيس مجلس النواب دعوة النواب لإنتخاب الرئيس قبل شهرين من نهاية الفترة الرئاسية.
وقال "موقع نيوز 1" الإسرائيلي، أن "إسرائيل تطالب الحكومة اللبنانية، عبر الوسيط الأميركي آموس هوكستين، بضمانات بأن يجمّد حزب الله تهديداته بمهاجمة جميع منصات الغاز في البحر الأبيض المتوسط، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل منتصف أيلول".
وأضاف الموقع الإسرائيلي، أن "حزب الله غير مستعدّ لتقديم أي ضمانات إلى الحكومة اللبنانية، قبل أن تتسلّم الأخيرة مسوّدة اتفاقية واضحة تحفظ حقها في استخراج الغاز الطبيعي من البحر الأبيض المتوسط، وترسيم دقيق للحدود البحرية".
وأوضح أن "هناك مصادر في لبنان تقول إن الشركات الدولية تخشى كثيراً تهديدات حزب الله بضرب كل منصات الغاز لإسرائيل في مياه البحر المتوسط، وهي تمارس ضغوطاً على إسرائيل لمنع أي توتر أو تصعيد. لذلك، تطالب حكومة إسرائيل بهذه الضمانات من حزب الله، عبر الوسيط الأميركي، الذي يتواصل مع الحكومة اللبنانية".
وأكد الموقع الإسرائيلي، أنه "الجيش الإسرائيلي يستعد حالياً لاحتمال مواجهة عسكرية مع حزب الله"، مؤكداً أن "إسرائيل تأخذ، على محمل الجد، التهديدات المتكررة" لحزب الله .
ولفت إلى أن "إسرائيل تتحضّر لإمكان دخول قتال، لعدة أيام، إذا هاجم حزب الله منصات الغاز الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط".
وذكر الموقع أن "واشنطن ليست معنية بالتصعيد في المنطقة، فهي تبحث عن بديل عن الغاز الروسي، وتريد أن تتوصل إسرائيل ولبنان إلى اتفاق بعد الانتخابات الرئاسية في لبنان".
وأكد الموقع الإسرائيلي أنه "يمكن لإسرائيل في النهاية، تأجيل موعد استخراج الغاز الطبيعي من البحر في حقل كاريش أشهراً قليلة، إلى ما بعد انتخابات الكنيست وخفض التوتر".
وكشف أن "الأميركيين يعملون على صيغة تسمح لإسرائيل ولبنان ببدء إنتاج الغاز الطبيعي في الوقت نفسه بعد التوصل إلى اتفاق بشأن حقوق الغاز وترسيم الحدود البحرية بينهما".
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن المصادر قولها إن "إسرائيل ستبدأ في ضخ الغاز الطبيعي من منصة كاريش أواخر شهر سبتمبر/أيلول المقبل".
من جانبه، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الاثنين حزب الله من أن أي هجوم على حقل الغاز البحري الحدودي كاريش قد يؤدي إلى حرب.
وقال غانتس الاثنين إن عمليات استخراج الغاز ستبدأ "عندما يكون (الحقل) جاهزا للإنتاج"، مشددا على أن حقل كاريش يقع ضمن المياه الإقليمية لإسرائيل.
وصرّح وزير الدفاع لإذاعة "103 إف إم" بأن "إسرائيل على استعداد لحماية مقدراتها والتوصل إلى اتفاق مع الحكومة اللبنانية بوساطة أميركية بشأن حقل صيدون"، وهو حقل غاز آخر يعرف في لبنان باسم "حقل قانا".
وأضاف "أعتقد أنه سيكون هناك حقلان للغاز في المستقبل، واحد من جانبنا والآخر من جانبهم (لبنان)".
وعبّر غانتس عن أمله "ألا نضطر إلى خوض جولة أخرى من المواجهات قبل ذلك الوقت".
وفي معرض رده على سؤال حول احتمال نشوب حرب في حال شن حزب الله هجوما على حقل غاز إسرائيلي، رد غانتس بالقول "نعم قد يؤدي ذلك إلى رد فعل".
وأكد الوزير أن ذلك قد يؤدي إلى "قتال لعدة أيام وإلى حملة عسكرية، نحن أقوياء ومستعدون لهذا السيناريو لكننا لا نريد ذلك".
ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعا، وفق خرائط مودعة من الطرفين لدى الأمم المتحدة، وتتوسط الولايات المتحدة في المفاوضات غير المباشرة لتسوية النزاع وترسيم الحدود البحرية بينهما.
وكانت مفاوضات "غير مباشرة" انطلقت بين بيروت وتل أبيب في أكتوبر/تشرين الأول 2020، برعاية الأمم المتحدة، بهدف ترسيم الحدود بين الجانبين، حيث عُقدت 5 جولات من التفاوض كان آخرها في مايو/أيار 2021.
و ينتظر الطرفان، (لبنان وإسرائيل) التوصل إلى اتفاق لكي يستطيع كل منهما الاستفادة من الثروة الموجودة في المنطقة الحدودية بين الجانبين، و تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى التوسط بينهما لتسريع عملية التفاوض و إنجازها بما يسمح بزيادة الإنتاج العالمي للغاز، و هذا ما تريده واشنطن، و تهدف من خلاله إلى تعويض النقص في الغاز الروسي بعد العقوبات التي تم فرضها على روسيا على إثر قيامها بغزو جارتها أوكرانيا.