لويزة قادري / تبليسي ـ جورجيا

صرحت وزارة خارجية جورجيا في بيان رسمي لها اليوم الثلاثاء، على أن جورجيا تؤيد الحوار بين أرمينيا وأذربيجان، وتأمل في أن يسهّل الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بين البلدين لإنهاء النزاع العسكري حول ناغورنو كاراباخ، عملية تسوية كاملة للنزاع.

” نحن على استعداد لتسهيل تنفيذ عملية السلام مع المجتمع الدولي. نحن على يقين من أن الجهود النشطة للمجتمع الدولي ستؤدي إلى إقامة سلام دائم سيفتح فرصا جديدة للمنطقة بأسرها “، حسبما جاء في بيان الوزارة.

كما نوهت الرئيسة الجورجية سالومي زورابيشفيلي على نهاية “الحرب المأساوية” على موقع تويتر، حيث قالت إن حقبة جديدة بدأت الآن في القوقاز.

“تبدأ حقبة جديدة في القوقاز، أهنئ أصدقائنا أرمينيا وأذربيجان على إنهاء حرب مأساوية ، وأشكر جميع الوسطاء. تعاطفي مع أسر الضحايا. ولا بديل عن السلام والاستقرار.”

هذا وقد وقعت أرمينيا وأذربيجان وروسيا اتفاقًا اليوم الثلاثاء لإنهاء ستة أسابيع من القتال في ناغورنو كاراباخ في صفقة وصفها رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بأنها “مؤلمة بشكل لا يوصف”.

وبموجب الاتفاق، ستتمسك أذربيجان بمناطق ناغورني كاراباخ التي احتلتها خلال الصراع. وعلى الانسحاب الأرميني من عدة مناطق نائية أخرى خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وقال رئيس وزراء أرمينيا إن قراره استند إلى “تحليلات عميقة للوضع القتالي ومناقشات مع أفضل الخبراء في الميدان”. وأضاف باشينيان “أن هذا ليس انتصارا ولكن لن تكون هناك هزيمة حتى تعتبر نفسك مهزوما”.

يأتي ذلك بعد ستة أسابيع من القتال بين أذربيجان والأرمن. فالمنطقة معترف بها دوليًا على أنها أذربيجانية، ولكن يديرها الأرمن منذ عام 1994. وقد تم التوقيع على هدنة بوساطة روسية في نهاية الحرب في أوائل التسعينيات ولكن لم يكن هناك اتفاق سلام.

على الرغم من أن كلا الجانبين قد اتخذ خطوات للحد من التوترات العام الماضي، إلا أن القتال اندلع في نهاية سبتمبر وفشلت عدة محاولات لإنهاء الصراع. ولغاية الان، لم يتم التصريح الرسمي بالضبط بعدد القتلى. وينفي الطرفان استهداف المدنيين لكنهما يتهمان الآخر بالقيام بذلك.

وقد دخل اتفاق السلام حيز التنفيذ يوم الثلاثاء على الساعة 01:00 بالتوقيت المحلي (21:00 بتوقيت جرينتش يوم الاثنين). والذي كان قد وقعه كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان.

قال الزعيم الأرميني في ناغورنو كاراباخ، أرايك هاروتيونيان، إن وقف إطلاق النار كان لا مفر منه بعد خسارة شوشا ثاني أكبر مدينة في كاراباخ (المعروفة باسم شوشي بالأرمينية). وأشار في الفيسبوك على ان المعارك كانت تدور بالفعل في ضواحي مدينة كاراباخ الرئيسية، ستيباناكيرت، وإذا استمر الصراع لكانت كاراباخ بأكملها قد ضاعت. وقال “ستكون لدينا خسائر أكبر بكثير”.

هذا وقد أثار اتفاق وقف إطلاق النار الجديد الغضب في أرمينيا، حيث تجمع حشد كبير في العاصمة الأرمينية يريفان للاحتجاج على الاتفاق، حسب وسائل إعلام محلية. واقتحموا مبنى البرلمان والمباني الحكومية وهم يهتفون “لن نتنازل عنها”. فيما نزل العديد من المواطنين الاذربيجانين الى الشوراع في العاصمة باكو، وغيرها من المدن الأذربيجانية، فرحين باسترجاع أراضي كاراباخ والانتصار على الأرمن أخيرا، بحسب قولهم.