حزب الله يسيطر على الجيش اللبناني


رفض حصر السلاح بيد الدولة يؤكد مساعي تقويض السلطة
تقرير- بث:
غالباً ما يقول حزب الله الإرهابي إنه قادر على حماية لبنان عسكرياً، وخاصة من العدو الاسرائيلي، في حين أن الجيش اللبناني غير قادر على حماية لبنان، فهل يسعى حزب الله الإرهابي الى السيطرة على الجيش اللبناني على المدى البعيد ليحل محله، أم أنه يريده أن يتحول الى قوى أمن داخلي فقط تحت مظلته، وحرس حدود له، كي يتمكن من تنفيذ الحروب التي يريدها ساعة ما يشاء، كما يفعل الآن؟
في الواقع، لا يختلف أحد في لبنان على شجاعة عناصر الجيش اللبناني، فهو لم يتقاعس بالقيام بدوره في المعارك الكبرى مع الارهاب وغيره، في حين كان من الخطأ زجه ضد المتظاهرين وإعطاءه أوامر بمواجهتهم بالعنف أحياناً، ولا تمنع إرادة المحافظة على الجيش، من انتقاد بعض قرارات قيادته أو سوء تصرفات بعض ضباطه وعناصره أحياناً.
لا يدعم سلاح حزب الله الإرهابي في لبنان سوى جمهوره وفريقه السياسي، وبالتالي، فإن ميليشيا حزب الله الإرهابي غير مقبولة في الداخل لتحل مكان الجيش، ولا تتمتع بثقة اللبنانيين. بل تعمل على السيطرة على حياتهم سياسياً وأمنياً، وتسهم بفشل لبنان اقتصادياً ومالياً! وبالتالي، فإن الخيار الوحيد أمام اللبنانيين هو الجيش اللبناني، وإلا فإن الخيار الآخر هو الأمن الذاتي لكل منطقة وبالتالي التقسيم!
في المقابل يجد الجيش اللبناني نفسه في وضع استثنائي وفي مواجهة متصاعدة مع حزب الله الإرهابي، في بلد يعاني من أزمات كبرى سياسية واقتصادية قد تقرر مصير بقائه وحيدا.
ويعول اللبنانيون على الجيش كواحدة من المؤسسات السيادية الأخيرة الصامدة وكضامن لوحدة البلاد، لكن الجيش يرى نفسه أمام أزمة تمويل لا تنحصر في الدعم اللوجستي لوحداته، بل تمس رواتب الجنود والضباط وتجعلهم في وضع يصعب معه استمرارهم في أداء واجباتهم.
وأفادت مصادر لبنانية بأن عدد الفارّين من الخدمة في الجيش اللبناني تجاوز عتبة الخمسة آلاف بين ضباط وجنود، بينما لامس العدد خمسمئة في قوى الأمن الداخلي وتجاوز العشرات في بقية الأجهزة الأمنية.
واعتاد الجيش اللبناني على دفع ما يعادل ألف دولار شهريا للجنود، لكن هذا المبلغ انخفض منذ أواخر عام 2019، وبلغ 30 دولارا وفقا لقيادة الجيش اللبناني، وذلك بسبب فقدان الليرة اللبنانية أكثر من 90 في المئة من قيمتها مقابل الدولار.
ويصر الجيش رغم هذه الأوضاع التي يعيشها على إظهار قوته والاضطلاع بدوره في فرض الأمن ولو كان داخل المناطق الخاضعة لنفوذ حزب الله الإرهابي.
وتتطلع الدول إلى دور أكبر للمؤسسة العسكرية اللبنانية نظرًا إلى ما تتمتع به من تقدير من كافة القوى السياسية في الداخل اللبناني، وستكون الداعمة الأساسية لذلك الدور لترجيح كافة الردع العسكري للدولة في مواجهة تنامي قدرات حزب الله الإرهابي العسكرية، لمنع أي ضغوط من الحزب لتحقيق مصالح سياسية في الداخل اللبناني أو تجاه ملفات إقليمية.
فيما ذكر مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن إدارة جو بايدن ترغب في تفعيل قدرات الجيش اللبناني من أجل التصدي لحزب الله الإرهابي واحتواء نفوذ إيران في لبنان.
وأوضح المسؤول أن إدارة بايدن تدرك أن طهران تؤدي دورا فاعلا ومؤثرا في لبنان عبر تنظيم ميليشيا حزب الله الإرهابي، وهي بالتالي ستبقى متمسكة بنفوذها في هذا البلد رغم التقارب الممكن حصوله على مستوى المحادثات غير المباشرة مع طهران والمتعلقة بملفها النووي.