السعودية وأمريكا - توقيع اتفاقيتين:لاستكشاف القمر والمريخ .. وشراكة في تقنيات الجيلين 5 و6

 


اتفاقية شراكة في تقنيات الجيلين الخامس والسادس


وقعت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، مُذكرة تعاون بين البلدين في مجالات تقنيات الجيل الخامس والجيل السادس، وذلك بهدف تسريع نمو الاقتصاد الرقمي وتعزيز وتيرة البحث والتطوير والابتكار في المنظومة الرقمية في المملكة.
تأتي الاتفاقية في ظل ما يحظى به قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة من دعم كبير لمنظومة الاقتصاد الرقمي من القيادة السعودية؛ تحقيقًا لأهداف رؤية 2030، كما تأتي ترجمة لنتاج جهود البلدين الصديقين في الدفع بالعلاقات الاستراتيجية في الجانب الاقتصادي لمستويات أعلى؛ خاصةً في مجالات التقنية وتعزيز نمو الاقتصاد الرقمي.
جرى التوقيع على مراسم هذه الاتفاقية على هامش زيارة فخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى المملكة، حيث مثّل الجانب السعودي فيها معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه، بينما مثّل الجانب الأمريكي مدير إدارة الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات NTIA مساعد وزير التجارة للاتصالات والمعلومات آلان ديفيدسون.
ومن المتوقع أن تُسهم الاتفاقية بشكل كبير في دعم مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي للمملكة، إضافة إلى إيجاد الآلاف من الوظائف؛ وتعزيز مكانة المملكة كقائد إقليمي في تقنيات المستقبل والابتكار، حيث تشير تقديرات الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (GSMA) إلى أن العائد الاقتصادي من تقنيات الجيل الخامس ستسهم بقرابة 60 مليار ريال في الناتج المحلي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول 2030، حيث ستحتفظ المملكة صاحبة أكبر اقتصاد رقمي في المنطقة بالحصة الأكبر من هذه المساهمة بتقديرات تصل إلى 18 مليار ريال في الناتج المحلي للمملكة بحلول نفس الفترة، إضافة إلى إيجاد مئات آلاف الوظائف الحديثة في المنطقة من خلال رفع الإنتاجية وإطلاق أسواق جديدة رقمية.
وبموجب المذكرة؛ سيتعاون الجانبان السعودي والأمريكي على تعزيز وتشجيع التعاون في مجاليّ الاتصالات وتقنية المعلومات والاقتصاد الرقمي من خلال دعم تقنيات الجيل الخامس وحلول التوسع التجاري، والتعاون في البحث والتطوير في تقنيات الجيل السادس.
وتُعد المملكة أضخم سوق تقني ورقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ 40 مليار دولار، وثاني أسرع دولة نموًا في تقرير التنافسية الرقمية حسب المنتدى الاقتصادي العالمي وضمن أسرع 10 دول نموًا في التقنيات المالية والمحتوى الرقمي والتجارة الإلكترونية.

القمر والمريخ 


أعلنت المملكة العربية السعودية، توقيع اتفاقية "أرتميس" مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، للانضمام للتحالف الدولي في مجال الاستكشاف المدني واستخدام القمر والمريخ والمذنبات والكويكبات للأغراض السلمية، التي تتضمن أيضًا الانضمام إلى التحالف العالمي لعودة الإنسان مجددًا إلى القمر.

وتنسجم هذه الاتفاقية مع الأولويات الوطنية للابتكار التي أعلنت عنها المملكة نهاية شهر يونيو، التي تتضمن اقتصاديات المستقبل، حيث يمثل الفضاء الفرصة التريليونة القادمة للعالم بحلول 2040، وبإمكانه دعم النمو في قطاعات متعددة، إضافة إلى توفير الألاف من الوظائف.

وتم التوقيع على هذه الاتفاقية على هامش زيارة فخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى المملكة، بحضور معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء المهندس عبدالله بن عامر السواحه، وسفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، حيث مثّل الجانب السعودي في توقيع الاتفاقية معالي الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للفضاء المكلف الدكتور محمد بن سعود التميمي، بينما مثّل الجانب الأمريكي مدير وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) السيناتور بيل نيلسون.

وتتضمن الاتفاقية 13 بندًا، وتهدف في مجملها إلى تعزيز حضور المملكة دوليًا والمساهمة الفاعلة في المشاريع الدولية المشتركة، وترسيخ مكانة المملكة دولة رائدة في مجال "الفضاء الجديد" من خلال مساهمتها في أنشطة الفضاء الناشئة من خلال المهمات العلمية والاستكشافية وتعزيز اقتصاد الفضاء، وتطوير القدرات البحثية ورأس المال البشري.

ويأتي انضمام المملكة إلى اتفاقية "أرتميس" ضمن أوائل الدول في العالم تأكيدًا لالتزامها بالاستكشاف والاستخدام السلمي والمسؤول المستدام للفضاء، وتعزيزاً لطموح المملكة في مجال الفضاء من خلال مساهمتها في أنشطة الفضاء الناشئة عبر المهمات العلمية والاستكشافية، وفي إطار خطتها للتنويع الاقتصادي التي تهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتوفير آلاف الوظائف للشباب السعودي.

يُشار إلى أن اتفاقية "أرتميس" ستنطلق مراحل تنفيذها الثلاث بالمرحلة الأولى التي تعتمد على إرسال مهمات فضائية غير مأهولة لإجراء الاختبارات والتجارب العلمية، فيما تتمثل المرحلة الثانية في إرسال مهمات فضائية مأهولة برواد فضاء وخبراء للاستكشاف والعودة دون النزول على سطح القمر، وذلك استعدادًا للمرحلة الثالثة التي يتم فيها النزول على سطح القمر واستكمال الأبحاث والاستكشاف، وهذه المراحل الثلاث تُمهد للبشرية لاستكشاف الفضاء والأجرام السماوية الأخرى.