نظام الملالي يستعد للشيطنة في المنطقة والعالم .. والشعب الإيراني يتصدى
يقوم نظام الملالي الحاكم في إيران على القمع في الداخل وتصدير الإرهاب والتطرف إلى الخارج، ولتحقيق هذين الهدفين يضع الأساس وتهيئة الظروف أولاً لذلك.
كانت الظروف مهيأة له في عهد الرئيس الأمريكي أوباما .
ثم جاء ترمب ليكتم أنفاس الإرهاب الإيراني.
واليوم بعد اختيار بايدون، نائب أوباما، ليكون رئيساً للولايات المتحدة ، يعود الإرهاب ليطل برأسه ، محاولاً إستشراف مستقبله في المنطقة والعالم. معتقداً أن بايدن هو أوباما ، وأن بايدن وصل نتيجة خطط أوباما.
النظام في طهران مازال يعيش هوس قمع الشعب الإيراني في الداخل، تصدير الإرهاب إلى الخارج ،رغم المتغيرات.
هذا هو حال نظام الملالي في إيران، الذي فرح بمغادرة ترمب ، مع أن الرئيس ترمب لم يتخذ مايكفي من إجراءت لكتم أنفاس الإرهاب المهدد للعالم، والصادر من إيران.
وكان النظام يروج لخط الإرهاب ويصدر التطرف لسنوات تحت ستار ما يسمى بالأنشطة الثقافية تحت إشراف كبار قادة النظام.
قبل 25 عاماً، نظم ودمج خامنئي كل الهيئات التي كانت تنشط في تصدير التطرف والإرهاب إلى الخارج وجميع الأجهزة التي عملت في "اللجنة الثقافية" لمواجهة المعارضة ونشر الإرهاب والفوضى في البلدان الأخرى، في منظمة واحدة باسم "منظمة الثقافة الإسلامية والاتصالات الإسلامية".
وسلم قيادة هذه المنظمة إلى الهيئة الدولية لمكتب خامنئي، التي كانت على رأس أهم جهاز للتطرف والإرهاب.
يتم تحديد الخطوط والقرارات الهامة لهذه المنظمة من قبل المجلس الأعلى للسياسة، الذي يرأسه خامنئي نفسه، ويضم أعضاؤه رئيس مكتب خامنئي، وأمين سر مجلس صيانة الدستور، ورئيس منظمة الإعلام الإسلامي، ووزير الإرشاد، ووزير الخارجية، ووزير المخابرات.
وتضم "رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية" 5 هيئات، لكل منهم عدة إدارات عامة.
ولكن؛ الحال تغيرت ..
اليوم ، لايشبه الأمس.
القوى في المنطقة قادرة على ردع إيران، ومن يقف معها.
كما أن المعارضة الإيرانية صارت أقوى وأكثر فاعلية وتواجداً في الداخل الإيراني وخارجه.
عام من انتفاضة الشعب الإيراني النارية
انتفاضةٌ تحدى فيها الشعب المضطهد المحروم نظام الحكم الملالي المجرمين في أكثر من 200 مدينة و 800 منطقة في الوطن الأسير عاقدًا العزم على الإطاحة بهذا النظام الفاشي احتجاجًا على الفساد والنهب.
وتقول منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، أن "انتفاضة الشعب الإيراني سلطت الضوء على القدرة والغضب الخامل للشعب الإيراني لعقود في مواجهة ديكتاتورية ولاية الفقيه بتوجيه صفعة قوية على صدغ خامنئي وضرب جسد نظام الملالي برمته بالسوط".
واستنادًا إلى تصريحات المسؤولين في الحكومة، كانت المرأة الإيرانية والشباب الثائر رواد هذه الانتفاضة، حيث تدفق أبناء الوطن في الشوارع وضحوا بحياتهم للإطاحة بالديكتاتور.
وإحياءً لذكرى آلاف الشهداء والأسرى في انتفاضة نوفمبر 2019، وصفت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في بيانها الصادر في ديسمبر 2019، مجزرة الشعب الإيراني بأنها "جريمة ضد الإنسانية" وأعلنت أنها سجلت أكثر من 1500 شهيدًا من شهداء انتفاضة الشعب الإيراني في مختلف المدن، وأن عدد المعتقلين يربو عن 12000 شخصًا منذ انطلاق الانتفاضة حتى الآن. (بيان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية رقم 55 بشأن الانتفاضة الإيرانية - 15 ديسمبر 2019).
والجدير بالذكر أن الانتفاضة النارية في نوفمبر 2019 انطلقت في وقت انتفضت فيه جماهير الشعب الإيراني الغفيرة المطحونة في ظل القمع والتمييز والغلاء في شهر يناير 2018 وهلم جرا في أغسطس 2018، ردًا على الارتفاع المفاجئ في أسعار البنزين في نوفمبر 2019، ووجهت ضربات جسيمة لنظام ولاية الفقيه الفاسد، من المستحيل إصلاح عواقبها.
وكانت قوة وسرعة وشدة التدمير الناجم عن الغضب المتفجر للشعب والشباب الثائر للأجهزة القمعية والمؤسسات التابعة للولي الفقيه الرجعي كبيرة جدًا لدرجة أن ما يربو عن 900 منطقة في إيران تحولت إلى ساحة لإراقة الدماء وإضرام النيران والتفجير خلال فترة زمنية قصيرة تمتد من 15 حتى 21 نوفبمر 2019.
فيما وقعت اشتباكات مسلحة في أكثر من 10 مدن، أسفرت عن قتل ما يربو عن 1500 شخصًا واعتقال آلاف الأشخاص والزج بهم في غرف التعذيب.
والحقيقة هي أن عاصفة الانتفاضة أجبرت خامنئي سفاك الدماء بعد يومين من انفجار كراهية الشعب للنظام الفاشي، وتحديدًا في 17 نوفمبر 2019، على أن يتصدر المشهد مهرولًا ليصدر أوامره الشيطانية بارتكاب المذبحة في حق أبناء الوطن داعمًا قرار رفع أسعار البنزين.
وبوجه وقح لا يعرف الخجل، وصف خامنئي المتعطش للدماء أبناء إيران بالبلطجية، وقال: " لا أملك دفة السفينة في هذا القرار بشكل كبير وآراء الخبراء مختلفة، بيد أنني كنت قد قلت أنني سأدعم ما يتخذه رؤساء السلطات الثلاث من قرارات، وهلم جرا. وانعدام الأمن هو أكبر كارثة تتعرض لها أي بلد". (صحيفة "سازندكي"، 18 نوفمبر 2019).
وردًا على ما ارتكبه نظام الملالي من جرائم وفساد على مدى 4 عقود، تدفق مئات الآلاف من أبناء الوطن في فترة زمنية قصيرة في شوارع المدن الصغرى والكبرى وهزوا جسد خامنئي ونظامه بزلزال الغضب والكراهية.
وعبر الملا حامد كاشاني عن خوف وذعر نظام الملالي من غضب الناس قائلًا: "أحيانًا ما أعتقد أن القنبلة النووية خطيرة، وهلم جرا. بيد أنني أرى ما حدث خلال هذه الأيام القليلة مثل القنبلة النووية". (قناة "أفق" المتلفزة التابعة لنظام الملالي، 19 نوفمبر 2019).
وقال المعمم المجرم شكر الله بهرامي، رئيس الجهاز القضائي في القوات المسلحة التابعة لخامنئي: "لم يبق بنك واحد في مدينة صدرا في شيراز إلا وتم تدميره، كما تكبد غرب طهران خسائر فادحة". (موقع "انتخاب" التابع لنظام الملالي، 24 نوفمبر 2019).
وخوفًا من تلقي ضربات صاعقة ومن انتفاضة الشعب النارية، قال المعمم عليرضا أدياني، زعيم الأيديولوجية السياسية لقوة الشرطة القمعية: "في يوم واحد فقط، اندلعت الاضطرابات في 165 مدينة و 900 منطقة على مستوى البلاد. لذا، فإن الأحداث التي شهدتها الأيام القليلة الماضية أكثر تعقيدًا من الأحداث التي شهدتها البلاد في أعوام 1999 و 2009 و 2018 ". (موقع "رويداد" الحكومي، 21 نوفمبر 2019).
انقطاع الإنترنت، والتعتيم على ارتكاب المذبحة في 16 نوفمبر 2019
بادر نظام الملالي المرعوب من تصاعد الانتفاضة بقطع الإنترنت قطعًا كاملًا اعتبارًا من مساء يوم السبت 16 نوفمبر 2019 بهدف قطع الاتصال بين الثوار والتمهيد لارتكاب المذبحة، بناءً على قرار خامنئي سفاك الدماء وموافقة مجلس الأمن في نظام الملالي. بالإضافة إلى ذلك، قطع نظام الملالي شبكات الهاتف المحمول "همراه اول" و "راتيل" و "إيران سل" حتى يتمكن بذلك من الحيلولة دون استخدام الثوار لشبكة الإنترنت والتنسيق فيما بينهم.
وقال آلب تاكر، مدير موقع "نت بلاكس": "إن انقطاع شبكة الإنترنت في إيران، فضلًا عن تعطل أكثر من 300 شبكة، هو أحد أكثر الحالات تعقيدًا التي اكتشفناها". (تغريدة آلب تاكر،، مدير موقع "نت بلاكس"، 16 نوفمبر 2019).
وقال دوج مادوري، الخبير في مجموعة أوراكل: " إن ما فعلته الحكومة الإيرانية خلال هذه الفترة هو تعتيم تاريخي نظرًا لحجمه وتعقيده". (موقع "إذاعة فرنسا"، 20 ديسمبر 2019).
تأريخ انتفاضة نوفمبر الشاملة، والاحتجاجات التي اجتاحت البلاد في 15 نوفمبر 2019
اعتبارًا من منتصف ليلة الجمعة 15 نوفمبر 2019، احتج أبناء الوطن المضطهدون على ارتفاع أسعار البنزين، وسرعان ما اجتاحت الاحتجاجات 75 مدينة.
وانطلقت مسيرات احتجاجية أكبر حجمًا بعد ظهر يوم الجمعة في مدينتي قلعة حسن خان (شهر قدس) وشهريار في محافظة طهران، وفي بعض المدن الواقعة غرب البلاد، ولاسيما في محافظة خوزستان.
فيما نظم المواطنون في مدن الأهواز وماهشهر وأميدية وبهبهان مسيرات احتجاجية بإحراق صورة خامنئي وترديد بعض الهتافات المناهضة لنظام الملالي من قبيل "البنزين أصبح أغلى، وازداد الفقراء فقرًا" و " لا غزة ولا لبنان، روحي فداء لإيران"
وردد أهالي الأهواز شعار " الأهوازي متحمس، الدعم الدعم" و " الأهوازي متحمس، إطفئ سيارتك". وردد أهالي بهبهان هتاف "الإيراني يموت ولايقبل الإذلال" وأضرموا النيران في عدة بنوك.
وفي الأهواز، شنت قوات الشرطة القمعية هجوما على المحتجين وحطمت زجاج عدد من سياراتهم.
فيما بادرت النساء والشباب الثائر بإغلاق طرق الأهواز - أنديمشك وشوشتر - دزفول بإحراق الإطارات.
وفي مدن مشهد وكرج وسيرجان وطهران ورباط كريم وهشتكرد وشهريار وشيراز واصفهان وتبريز وباكدشت وشهرك قدس وكركان وساري وكرمانشاه وجوانرود ومريوان وسنندج وساوه وفرديس ورشت، وغيرها من المدن، قام المواطنون بإيقاف سياراتهم في الشوارع احتجاجًا على رفع أسعار البنزين.
وأسفر هجوم قوات الحرس الخاص على المحتجين في سيرجان وبهبهان وماهشهر عن استشهاد العديد من الأشخاص.
هذا واستشهد روح الله نظري فتح آباد، عن عمر يناهز الـ 37 عامًا، أثناء انتفاضة أهالي سيرجان، وأصيب عدد كبير من الثوار.