" يوم التأسيس" التاريخ والهوية ..

news image


اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة.. وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون

بث: صدر يوم الخميس 24 / 6 / 1443هـ أمر ملكي بأن يكون يوم (22 فبراير) من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم (يوم التأسيس)، ويصبح إجازة رسمية.

الأمر الملكي جاء كالتالي:

الرقم: أ / 371

التاريخ: ـ

بعون اللــــه تعالـــــى

نحـــــن سلمـــــان بـــن عبدالعزيــــــز آل سعـــــــود

ملـــك المملكـــــــــــة العربيــــــــة السعوديــــة

بعد الاطلاع على النظام الأساسي للحكم, الصادر بالأمر الملكي رقم ( أ / 90 ) بتاريخ 27 / 8 / 1412هـ.

واعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه في منتصف عام 1139هـ (1727م) للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233هـ (1818م)، وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها، إذ لم يمضِ سوى سبع سنوات على انتهائها حتى تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240هـ (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309هـ (1891م)؛ وبعد انتهائها بعشر سنوات، قيض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام 1319هـ (1902م) ليؤسس الدولة السعودية الثالثة ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها.

وبما أن منتصف عام 1139هـ الموافق لشهر فبراير من عام 1727م هو بدء عهد الإمام محمد بن سعود وتأسيسه للدولة السعودية الأولى.

أمرنا بما هو آت:

أولاً: يكون يوم (22 فبراير) من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم (يوم التأسيس)، ويصبح إجازة رسمية.

ثانياً: يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه.

سلمان بن عبدالعزيز آل سعود



الهوية البصرية

أُعلن يوم الجمعة 3 رجب 1443 هـ الموافق 4 فبراير 2022 م، عن الهوية البصرية ليوم التأسيس تحت شعار “يوم بدينا” التي تحمل معانيَ جوهريةً تاريخيةً متنوعةً ومرتبطةً بأمجاد وبطولات وعراقة الدولة السعودية؛ حيث يظهر في منتصف الشعار أيقونة “رجل يحمل راية” في إشارة إلى بطولة رجالات المجتمع السعودي والتفافه حول الراية التي حماها ورفعها ودافع عنها بالغالي والنفيس.

ويحيط بأيقونة الهوية أربعة رموز هي: التمر الذي يدل على النماء والحياة والكرم، والمجلس الذي يعبِّر عن الوحدة والتناغم الثقافي المجتمعي، والخيل العربي وهو العنصر الذي يعرض فروسية وبطولة أمراء وشجعان الدولة، والسوق؛ في إشارة إلى الحراك الاقتصادي والتنوع والانفتاح على العالم.

وكُتبت عبارة “يوم التأسيس - 1727م” بخط مستلهم من مخطوطات عديدة وثَّقَت تاريخ الدولة السعودية الأولى لتكون الرسالة الشاملة للشعار مرتبطةً بالقيم التي تمثل الثقافة السعودية المشتركة، وموصلةً لمعاني الفخر والحماس والأصالة والترابط، ومرتبطة بالضيافة والكرم والمعرفة والعلوم.

وأتت الهوية البصرية ليوم التأسيس هذا العام تحت شعار “يوم بدينا” لتعزز القيم والمعاني المرتبطة بهذه المناسبة الوطنية المميزة، ومرسِّخَةً للاعتزاز بالإرث الثقافي والاجتماعي لهذه الدولة ومجتمعها.

الفعاليات

تشهد مدن المملكة العربية السعودية ابتداءً من يوم 22 من شهر فبراير الجاري، عددًا من الفعاليات -التي تقام احتفاءً بمناسبة “يوم التأسيس”، الذي يوافق يوم 22 فبراير من كل عام- اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة الممتدة لأكثر من ثلاثة قرون، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد تأسيس الدولة السعودية في منتصف عام 1139هـ، الموافق 1727م حتى عهدنا الميمون.

وتُقام في العاصمة الرياض جملة من الفعاليات، منها فعالية “مسيرة البداية” في وادي نمار، وتحكي عبر 10 مشاهد قصة ثلاثة قرون مضت بمشاركة 3500 مؤدٍّ، فيما يستعرض “أوبريت التأسيس” الذي سيقام يوم 23 فبراير على مسرح محمد عبده في بوليفارد الرياض ستي أيقونات تاريخية مرت خلال الثلاثة قرون بداية من المؤسس في قالب مسرحي غنائي.

وتزدان سماء الرياض مساء يوم 24 فبراير الجاري بـ “عرض الضوء” التي تمزج لوحاتها الفنية العشر بين الألعاب النارية وعروض الدرونز الجوية والمؤثرات الصوتية، فيما تم تخصيص موقع تقاطع طريق الملك سلمان بن عبدالعزيز مع طريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول للاستمتاع بمتابعة اللوحات الفنية.

وخلال الفترة من 22 حتى 24 فبراير، يحتضن المتحف الوطني بمدينة الرياض فعالية “المجلس” في أجواء مليئة بالمعاني الثقافية تتضمن مجموعة من ورش العمل التفاعلية، بجانب الحوارات والنقاشات المثمرة،وتوثيق الجوانب الثقافية المرتبطة بمرحلة الدولة السعودية الأولى.

كما ستقام بساحة العروض على طريق الدائري الشرقي فعالية “نجناج” وهو المكان الذي تعلو فيه أصوات الباعة والمشترين بحسب ما وصف المؤرخون لتأخذ الزائر إلى عصر حركة الأسواق الشعبية والأصالة في الملبوسات والأزياء التقليدية السعودية، إلى جانب إقامة معرض فني وندوات ثقافية تاريخية وآخر متخصص بالقهوة السعودية، وعروض الألعاب النارية مع مجموعة من البرامج المناسبة لأذواق الجميع بمختلف فئاتهم العمرية.

وستشهد مختلف مناطق المملكة فعاليات متنوعة منها فعالية “نجناج” خلال الفترة 22 ـ 24 فبراير في مدن جدة، والدمام، والمدنية المنورة، والطائف، وحائل، وعرعر، وسكاكا، وأبها، والباحة، ونجران، وجازان، وتبوك، وبريدة، ناهيك عن فعاليات مختلفة تبرز الإرث التاريخي والثقافي والاجتماعي للدولة السعودية حتى وقتنا الحاضر.

للتعرف على الإحتفال بـ #يوم_التأسيس .. ودليل الفعاليات في مناطق المملكة

_________________


اليوم الوطني .. ويوم التأسيس

تحتفل المملكة العربية، إعتباراً من هذا العام، بيوم التأسيس، ويوافق ذكرى تأسيس الدولة السعودية(الأولى ) في عام 1727م.

كما تحتفل المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر من كل عام باليوم الوطني ، وهوذكرى توقيع مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله؛ أمر ملكياً بتوحيد المملكة نحت اسم المملكة العربية السعودية وراية التوحيد الخضراء (لااله إلا الله محمد رسول الله).في 23 سبتمبر/أيلول 1932، الموافق 21 جمادى الأولى 1351 هجري.. (الدولة السعودية الثالثة).

هذا التاريخ كان مسبوقا بثلاثين عاما من التخطيط والقتال لتوحيد أجزاء المملكة، وإعلان كيان لشعب يستحق أن يكون موحداً وقوياً تحت راية التوحيد.

في يوم 5 شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م تمكن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود من استعادة الرياض عاصمة أجداده.

وبعد أن استرد الرياض واصل الملك عبد العزيز كفاحه 30 عاماً من أجل توحيد المملكة.

وشهدت الجزيرة العربية سابقاً قيام الدولة السعودية الأولى على يد محمد بن سعود عام 1744، وعاصمتها الدرعية. لكنها سقطت عام 1818 على يد القوات العثمانية بقيادة إبراهيم باشا، نجل محمد علي والي مصر.

وسرعان ما عادت الدولة السعودية الثانية، على يد تركي بن عبدالله آل سعود عام 1818، وعاصمتها الرياض. لكنها انهارت عام 1891.

ومع مطلع القرن العشرين، دخل الملك عبدالعزيزبن عبدالرحمن آل سعود الرياض في 15 يناير/كانون الأول 1902، وتمكن من السيطرة عليها بقوة ، وبدأ في إعادة الدولة السعودية، بتصميم وعزيمة وحكمة، وانتهى الأمر إلى توحيد القبائل وأطراف البلاد لتكون بالصورة الظاهرة عليها اليوم.

في السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 19 من شهر سبتمبر عام 1932م صدر أمر ملكي بالإعلان عن توحيد البلاد وتسميتها باسم المملكة العربية السعودية.

الهدف الأسمى من الإحتفالات في السعودية، هو إعادة إستذكار الشعب السعودي لتاريخ بلادهم ..

كيف كانت .. وصارت؟

كيف كانت الفرقى تمزق أجدادهم، والحروب سيدة الأرض آنذاك .. تطاحن وقتال وغزوات على الفتات، زادت من الفقر والتشرذم والخوفـ بعد انتهاء الدولة السعودية الثانية..

- الدولة السعودية الأولى (1157 - 1233 هـ / 1744 - 1818 م)، دولةٌ قامت في شبه الجزيرة العربية.

وتسمية «الدولة السعودية الأولى» هي تسمية معاصرة كما هو الحال مع الدولتين اللاحقتين.

- الدولة السعودية الثانية، أعاد أنشأها الأميرتركي بن عبد الله بن محمد آل سعود بعد سقوط الدولة السعودية الأولى في سنة 1233هـ - 1818م..وتمكن الأمير تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود خلال سنوات حكمه من اتخاذ الرياض عاصمة لملكه بدلاً من الدرعية، والتي توسعت بشكل محدود على عكس سابقتها، ولقد أضر بها الصراع والحروب الداخلية، حيث تسبب اختلاف أبناء الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود في إضعاف الدولة والتسبب بسقوطها في سنة 1309هـ الموافق عام 1891م.

حتى جاء عبدالعزيز،في 15 يناير/كانون الأول 1902 وأعاد تأسيس الدولة السعودية (الثالثة)، ووحد الشعب والأرض، وجعل منهم قوة.

وأعظم ما يعتز به السعوديون / قيادة وشعباً، رعاية الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما.

كما أن الإنفتاح الذي تشهده المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يؤكد إندماج المملكة مع العالم، مع الحفاظ على الثوابت.

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يقود اليوم أعظم استراتيجية تاريخية في العالم ، تتعلق بنقل المملكة وشعبها إلى مراحل متقدمة من الحضارة، لتكون في مفدمة البشرية ، وأكثرها تطوراً، وحياة كريمة.

ما يميز الإستراتيجية ( 2030) أنها تحدد الأهداف لمستقبل مشرق، وتتعاطى مع المعضلات الإقتصادية والسياسية في العالم اليوم، بكل حنكة.

أي / عين على الواقع اليوم.. وأخرى على المستقبل.

وقد جاءت الشريعةُ الإسلامية الغراء بتشريعاتٍ جليلةٍ عظيمة، وهذه التشريعات تصبُّ في مصبٍّ واحد، وهو إسعاد العباد وإصلاح دنياهم وأخراهم، فكانت المصالح في العرف الشرعيِّ تفسَّر بالأفراح وأسبابها، كما تفسَّر المفاسد بالأتراح وأسبابها، ولا يخلو نصٌّ شرعيّ من التصريح بهذا المعنى أو التلميح إليه.

تاريخ السعودية وأثره اليوم

تعود جذور المملكة العربية السعودية إلى أقدم الحضارات التي كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية. منطقة تقع بين الماضي والحاضر وفي المركز الذي يجمع ثلاث قارات، وهو مركز تجاري حيوي لعب دوراً رئيسياً في التاريخ العالمي، ومهد الإسلام، حيث انطلق منه.

والدولة السعودية - بمعنى الدولة الحديثة - تأسست عام 1727على أرض الجزيرة العربية، بمكوناتها الدينية (الحرمين الشريفين ) والإرث الضارب في أعماق التاريخ، والجغرافيا، بموقعها المميز. وجذورها العربية التي إمتدت أفرعها إلى خارج الجزيرة العربية.

ويمكننا العودة إلى المراجع للقراءة في الخط الزمني للجزيرة العربية إلى قدر ما يمكن من معرفة تاريخ هذه الأرض والحضارة البشرية المتتابعة..

وإليكم حد غير بعيد، يمكن متابعة محتواه من كتب المؤرخين والخبراء..

من هنا؛ يمكن لأي إنسان، شغوف بالتاريخ والحضارات الإنسانية، أن يعرف الثروة المعرفية المتراكمة والهائلة في عقل وكيان إنسان الجزيرة العربية، والسعودي بشكل أخص.

السعوديون لم يبدعوا في التخطيط والتنفيذ بعزيمة وشغف كبيرين؛ بدون مخزون.

ما نراه اليوم في السعودية، لم يتم هكذا؛ بدون مخزون. أو بدون تخطيط.

ما نشهده لم يظهر من تلقاء نفسه أو بفكر آخر جاء ليصب الإبداع هنا، ليصنع بدون قواعد.

الحالة اليوم ليست إثتثنائية.. من هو متابع للإنفتاح في تاريخ السعودية؛ يعرف كيف كانت قبل سنوات طويلة - لم تتوقف إلا سنوات قصيرة بعد مرحلة جزئية من الإنغلاق ، أو ما تسمى (مرحلة الصحوة) وهي في الحقيقة مرحلة الغفوة، وتأثير التطرف الإخواني - المستورد.

الإبداع السعودي..

يظهر المزيج بين القديم والجديد والحداثة والتقاليد بشكل واضح في جميع أنحاء المملكة وكذلك فوائد الاستثمار الضخم في الأفراد والبنية التحتية والبيئة. حققت المملكة توازناً بين الأصالة والمعاصرة، وحمت مدنها وقراها من التصحر، واستحدثت مجموعة من المدن العالمية مع الحفاظ على طابعها التاريخي.

خلال عقود قليلة، حولت المملكة نفسها إلى دولة حديثة متطورة ولاعب رئيسي على المسرح الدولي. تجسد اليوم الديناميكية المستمرة لشعب وقيادة المملكة أحد أكثر برامج التحول الوطني طموحاً في العالم؛ وهي رؤية 2030.

من يعتقد أن الإبهار - في الترفيه وغيره من المناشط الحضارية المتنوعة؛ كان مفاجئاً؛ فهو شخص لايعرف التاريخ، ولايفهم في أساس ومكونات الإبداع.

أصبحت المملكة العربية السعودية؛ اليوم، ملهمة في دقة رسم الإستراتيجيات والتخطيط والتنظيم والتنفيذ.

وملهمة للواثقين بأن الرقي بالإنسان هو الأساس.

وتعطي الدروس - منذ التاريخ - كونها جامعة للعرب ولشعوب الأرض.. والدولة التي تكرم المبدعين من كل مكان.

المؤرخون يعرفون كيف طلب الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أن يكون الخبراء المساندين له؛ من العرب..

وأنه أصر أن يكون العرب هم سنده، رغم ما أشير عليه - آنذاك - في بداية الدول السعودية الثالثة، بأن يستعين بخبراء أجانب، لأنهم أكثر تقدماً من العرب.

ولكنه أصر أن يكونوا من العرب - يرسم لهم، ويوجه، ويمنحهم الفرصة للمشاركة في بناء الدولة.

فالسعودية؛ هي التي تمنح الفرصة لبناء الحضارة .. ولا تلحق أفعالها بمن ولا أذى.

تدفع بمن ترى فيهم إبداع .. تحفزهم، وتكافئهم، وترفع منازلهم.

لم تكن يوماً منغلقة على نفسها.

”يوم التأسيس” .. للأجيال

يقدم إبن خلدون مفهوماً للتاريخ.. التاريخ بالنسبة إليه فنٌّ ظاهره أخبار الأيام والدول وباطنه علم بكيفيات الوقائع. (مقدمة ابن خلدون، ص 9-10).

يقول هيرودوتوس وهو من أقدم من كتب في التاريخ “لا تتلاشى الأحداث البشرية بفعل الزمن”.

وهنا في المملكة العربية السعودية؛ يتوقف التاريخ أو بمعنى أدق؛ هنا يتوقف التاريخ عند أقلام من كتبوه وكيف كتبوه، وما كتبوا منه - هكذا يتحدث راصدوا التاريخ.

التاريخ مرتبط بشخصيات أكثر مما هو مرتبط بحقباتٍ وأزمنة.

وتحتل عبارة “التاريخ يكتبه المنتصرون” مركزاً متقدماً على قائمة الكليشيهات الدارجة في أوساطنا الثقافية.

والمنافسة محتدمة بينها والكليشيهات الأخرى، كـ “الغرب عقلاني والشرق أسطوري”.

السؤال الأولي والبديهي عند الناس:

”عندما نقرأ التاريخ في الكتب والروايات ونطلع على ما حصل من أحداث نتساءل في عدة محطات هل هذا فعلا ما حصل؟

لم يعد صعباَ - اليوم - الإطلاع على التاريخ وأحداثه، في زمن التكنولوجيا، والرصد الحديث العلمي، والمقارنات والشواهد في تسلسل التاريخ.

للتاريخ راصدون ..

رصد بدقة، ليستفيد العالم من صفحاته المفتوحة المليئة بالمعلومة الموثقة، بخاصة المتخصين في هذا العلم، والقارئين.. رصد قائم على دراسة منهجية تطور “التاريخ” (كتخصص)، أو مجموعة من الأعمال التاريخية بشأن موضوع متخصص.

الجزيرة العربية تتفرد، بكونها أصل العرب، وموطن أقدم الحضارات الإنسانية - ودلائل ذلك كثيرة، يكشفها الخبراء كل ساعة، بخاصة بعد فتح المملكة العربية السعودية لعلماء التاريخ وخبراء الآثار بالعالم؛ الأبواب أمامهم للبحث والتنقيب والتوثقيق.

أما التفرد الأهم، فكونها مصدر إشعاع العالم الإسلامي.. تضم أراضيها أقدس البقاع على وجه الأرض ، الكعبة المشرفة / المسجد الحرام/ مكة المكرمة، والمدينة المنورة.

الكعبة المشرفة؛ هي قبلة المسلمين .. هي البناء الذي يطوف حوله الحجاج والمعتمرون.

وتعدّ الكعبة أول بيت بني على سطح الأرض استناداً لقوله تعالى: [إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ] (آل عمران : 96).

وضع أساسات الكعبة (البناء الأول) - وفقاً للروايات التاريخية والدينية - بنيت اثنتي عشرة مرةً على مر أزمنة مختلفة منذ بدء الخليقة، كان أولها أن قامت الملائكة بوضع حجارة الأساس التي يروى أنّها كانت من حجارة الجنة، وقام بعد ذلك آدم عليه السلام بتشيد المبنى وبناه من بعده ابنه شيت إلا أنّه هدم بفعل الطوفان في عهد نبي الله نوح عليه السلام، حيث روى عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “بَعَثَ اللَّهُ جِبْرِيلَ إِلَى آدَمَ وَحَوَّاءَ ، فَقَالَ لَهُمَا: ابْنِيَا لِي بِنَاءً ، فَخَطَّ لَهُمَا جِبْرِيلُ ، فَجَعَلَ آدَمُ يَحْفِرُ وَحَوَّاءُ تَنْقِلُ حَتَّى أَجَابَهُ الْمَاءُ، نُودِيَ مِنْ تَحْتِهِ: حَسْبُكَ يَا آدَمُ فَلَمَّا بَنَيَاهُ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَنْ يَطُوفَ بِهِ، وَقِيلَ لَهُ: أَنْتَ أَوَّلُ النَّاسِ، وَهَذَا أَوَّلُ بَيْتٍ، ثُمَّ تَنَاسَخَتِ الْقُرُونُ حَتَّى حَجَّهُ نُوحٌ، ثُمَّ تَنَاسَخَتِ الْقُرُونُ حَتَّى رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْهُ”.

ذلك جزء من التاريخ على أرض المملكة العربية السعودية ضارب بجذوره في أعماق الأرض.

مملكة التاريخ والإنسانية والحضارة .. كيف تأسست؟ - تفصيل:

تعود جذور المملكة العربية السعودية إلى أقدم الحضارات التي كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية. منطقة تقع بين الماضي والحاضر وفي المركز الذي يجمع ثلاث قارات، وهو مركز تجاري حيوي لعب دوراً رئيسياً في التاريخ العالمي، ومهد الإسلام، حيث انطلق منه.

البداية من اليوم - إلى التأسيس

تاريخ المملكة العربية السعودية الحديثة ( الدولة السعودية الثالثة) بدأ عندما استرد الملك عبدالعزيز آل سعود الرياض وعمل على توحيد البلاد وتأسيس الدولة السعودية للمرة الثالثة. وشهدت العقود الأولى من تاريخ المملكة حملات توحيد واستعادة مناطق في شبه الجزيرة العربية، وتحقيق الاستقرار، وتوطين قبائلها، وتحقيق المنجزات الحضارية. وبعد انتهاء توحيد البلاد صدر إعلان اسم المملكة العربية السعودية في عام ١٣٥١هـ، في 23 سبتمبر 1932م

في هذا العهد ظهر المزيج بين القديم والجديد والحداثة والتقاليد بشكل واضح في جميع أنحاء المملكة وكذلك فوائد الاستثمار الضخم في الأفراد والبنية التحتية والبيئة. وحققت المملكة توازناً بين الأصالة والمعاصرة، وحمت مدنها وقراها من التصحر، واستحدثت مجموعة من المدن العالمية مع الحفاظ على طابعها التاريخي.

خلال عقود قليلة، حولت المملكة نفسها إلى دولة حديثة متطورة ولاعب رئيسي على المسرح الدولي. تجسد اليوم الديناميكية المستمرة لشعب وقيادة المملكة أحد أكثر برامج التحول الوطني طموحاً في العالم؛ وهي رؤية 2030.

قبل ذلك.. صفحتان تاريخيتان من صفحات الدولة السعودية

الدولة السعودية الأولى:

في عام 1139 هـ/1727 تولّى الأمير محمد بن سعود -الذي أصبح يلقب فيما بعد بـ”الإمام”- الحكم، وقاد البلاد إلى مرحلةٍ جديدةٍ في تاريخ المنطقة، وأسس الدولة السعودية الأولى، حيث أصبحت الدرعية في عهده ذات مركزٍ قويٍّ واستقرارٍ داخليٍّ وحكمٍ راسخٍ في المنطقة.

فكانت راية التوحيد التي حملها الإمام محمد بن سعود، هي الجامعة لهذه الأمة.

وكونت تحتها وحدةً سياسيّةً تخضع لنُظمٍ واحدةٍ، وظلت هذه الدولة قائمة ؛ حتى عام عام 1233 هـ/1818م. ولعبت الدولة السعودية الأولى منذ قيامها دورًا كان له آثارٌ بعيدةٌ في التغير الذي أصاب شبه الجزيرة العربية في مختلف ميادين الحياة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، حيث وحّدَت ليس فقط الكيانات النجدية الصغيرة بل امتد نفوذها على معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية. وأحدثت الدولة السعودية الأولى نظامًا اقتصاديًا قائمًا على الشريعة الإسلامية كان له أثر بعيد على سكان المناطق التي خضعت لنفوذها ونظمت أمور هذه المناطق الاقتصادية والمالية. ونجحت في إقامة مجتمعٍ مترابطٍ اجتماعيًّا طيلت فترة سيادتها. وقد شجع حكام الدولة السعودية الأولى العلم والعلماء، وإحياء العلوم الشرعية.

في عهده وفي عهد من جاء بعده من أسرته، تم التمكن من توحيد معظم مناطق شبه الجزيرة العربية ونقلها إلى عصرٍ جديدٍ اتسم بالاستقرار، وانتشار الأمن، وتطبيق الشريعة الإسلامية.

نتيجة لقيام الدولة السعودية الأولى ظهر الكثير من العلماء وازدهرت المعارف والنواحي العلمية والاقتصادية، وأنشئ العديد من المؤسسات والنظم الإدارية، وأصبحت الدولة تتمتع بمكانةٍ سياسيةٍ كبيرةٍ نتيجةً لقوتها، واتساع رقعتها الجغرافية، خاصة في عهد الإمام عبد العزيز ثم ابنه الإمام سعود، وكان عبد العزيز قد خلف أباه في الإمامة، حيث ولد عبد العزيز عام 1133هـ/1720، واغتيل في أواخر رجب من عام 1218 هـ/نوفمبر 1803 بعد حكمٍ دام 38 سنةً ما بين عامَي 1179 هـ-1218 هـ/1765 - 1803، وكان يقود الغزوات والحملات في عهد والده، وفتح عدة بلداتٍ بعد معارك فاصلة، وواصل سيرة والده في التوسع. وبعد الإمام عبد العزيز، انتقلت الإمامة ابنه سعود بن عبد العزيز، والذي لُقِبَ بعد وفاته بسعود الكبير، وحكم قرابة 11 سنة ما بين عامَي 1218 هـ - 1229 هـ/1803-1813، وتوفي ليلة الاثنين 11 جمادى الأولى 1229 هـ/مايو 1814، وكان والده والشيخ محمد بن عبد الوهاب، قد أخذا البيعة له بولاية العهد في عام 1202 هـ/1787. وكان الأمير سعود أيضًا يقود الحملات في عهد والده، فسار في أول غزوة له، عام 1181 هـ/1767. ثم خلفه ابنه الأمير عبد الله بن سعود، وحكم 5 سنواتٍ، منذ عام 1229 هـ/1814.

الدولة السعودية الثانية:

هي الدولة التي أنشأها تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود بعد سقوط الدولة السعودية الأولى في سنة 1233هـ - 1818م.بعد هجوم العثمانيين على الدرعية. وتمكن الأمير تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود من العودة، وطرد المحتل.

واتخذ الرياض عاصمة لمُلكه بدلاً من الدرعية، والتي توسعت بشكل محدود على عكس سابقتها، ولقد أضر بها الصراع والحروب الداخلية، حيث تسبب خلاف بين أبناء الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود في إضعاف الدولة والتسبب في سقوطها.

الدولة السعودية الثالثة:

هي وريثة الدولتين السعوديتين: الأولى والثانية، حيث بدأ الملك عبدالعزيز بعملية إعادة إرث الآباء والأجداد، بدءاً من الرياض في (5 شوال 1319 هـ - 15 يناير 1902م)، وتمكن - رحمه الله من إعادة كيان الدولة السعودية ، وتوحيد مناطقها لتكون على الحدود الظاهرة اليوم.

علاقات الحكم السعودي متجذرة

كانت للجزيرة العربية في حكم الدولتين السعوديتين الأولى والثانية؛ علاقات واسعة في ميدان الفكر والثقافة ، فضلا عن العلاقات الاقتصادية والسياسية ، مع البلدان الأكثر تطورا في الشرقين الأدنى والأوسط . ومع ذلك فإن بعض العزلة لهذه الجزيرة الشاسعة وخصائص نظامها الاجتماعي قد ولدت الكثير من الأشكال الخاصة للحياة الروحية هناك.

تاريخ الحكم السعودي الديني والثقافي ، والفكري، وفي الحكم، جعل من حكامها ذوي خبرة طويلة، يتغذى من عمق كبير في إدارة الحكم.

هذا ما مكن المملكة العربية السعودية اليوم، لتكون من أكبر البلدان التي تحظى بثقة دول العالم، وهو ما أدى إلى توسع العلاقات، وتطورها..

زاد تلك العلاقات مع دول العالم؛ رسوخاً، الإستقرار وثبات الحكم، والسياسة.

هذا ليس رصد تاريخي، بقدر ما هي نفحات من صفحات مليئة بالأحداث والقصص المرصودة في كتب المؤرخين، ومراكز الأبحاث، ومنها أكبر راصد لتاريخ المملكة العربية السعودية ” دارة الملك عبدالعزيز” والتي يرأس مجلس إدارتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز..

عرف عن الملك سلمان؛ شغفه للتاريخ، فهو قارئ نهم في شتى صنوف المعرفة والثقافة، وخصوصاً التاريخ.

موسوعة في تاريخ الدولة، والأنساب.. عارف بالتوجهات، ضليع في السياسات.

يشتهر - حفظه الله- بالحكمة.

ويتميز بالفكر الإستراتيجي.

وهكذا - على نفس النهج - وبنفس المواصفات، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان...

وهما - حفظهما الله، في الحكم والهمة يذكران الشعب بالفارس المؤسس للدولة الحديثة، والموحد لكيان الأمة، الملك عبدالعزيز - رحمه الله.

__________

لانعجب، من صدور الأمر الملكي اليوم الخميس 27 يناير 2022، بأن يكون يوم (22 فبراير) من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية.. باسم (يوم التأسيس).

فهو - حفظه الله - المؤرخ، والسياسي، والحاكم، المدرك لأصول التاريخ وأصل الحكم، وضرورة أن يعرف المواطن والبعيد، كيف تكونت الدولة السعودية، وكيف استمرت حتى اليوم ما يقرب من 300 عام ( منذ حكم المؤسس للدولة السعودية في الجزيرة العربية 1727، حتى اليوم)..

وتستمر المملكة في رسوخ القيم، والحكم السديد..

واستمرار في القوة، والتطلعات إلى آفاق أرحب. بإيمان بالله تعالى، وتصميم على حفظ هذه النعمة والقوة التي منحها الله تعالى للمملكة في كل المجالات، تحت راية التوحيد، وتحت حكم آل سعود، وحولهم شعبهم المخلص الوفي الجبار.

من المميزات الخاصة بالمملكة العربية السعودية:

- ملوكها؛ من سلالة حاكمة منذ الأزل.

- أنها توحدت أركانها برجالها - بقيادة حكامها من نفس الأرض وذات المجتمع.

- أنها دولة لاتحتفل بيوم إستقلال.

- وتتميز المملكة بالعمق التاريخي والثقافي.

- علم المملكة؛ الوحيد بين دول العالم الذي لايتم إنزاله في أي مناسبة ولأي غرض، لأنه يحمل كلمة التوحيد ( لاإله إلا الله محمد رسول الله).

- أن ملكها يوصف بلقب ” خادم الحرمين الشريفين”.