بندر بن سلطان يفتح صفحات خفية من القضية الفلسطينية
انتقد الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز، الرئيس السابق للاستخبارات السعودية موقف القيادة الفلسطينية من اتفاق الإمارات والبحرين مع إسرائيل.
وقال سفير المملكة السابق لدى واشنطن، ضمن “وثائقي مع بندر بن سلطان” على ثلاث حلقات، بثت الحلقة الأولى منه على شاشة “العربية” مساء الأثنين، إن انتقادات السلطات الفلسطينية للاتفاق “غير مقبولة”
كما اعتبر أن “قضية فلسطين عادلة، لكن محاميها فاشلون والقضية الإسرائيلية قضية غير عادلة لكن محاميها ناجحون. وهذا يختصر الأحداث التي وقعت في الـ75 سنة الماضية”.
ورأى أن ” القيادات الفلسطينية يراهنون دائما على الطرف الخاسر... وهذا له ثمن”.
وذكّر بالدعم الذي قدمه ملوك السعودية المتعاقبون على مدى عقود للقضية الفلسطينية، وقال إنه على الشعب الفلسطيني أن يتذكر أن المملكة كانت دائما حاضرة لتقديم المساعدة والمشورة.
وعن رد فعل القيادات الفلسطينية على الاتفاقين المذكورين مع إسرائيل، قال: “ما سمعته مؤلم... لأنه كان متدني المستوى وكلام لا يقال من قبل مسؤولين عن قضية يريدون من كل الناس أن يدعموهم فيها”.
في ذات المقابلة ( الجزء الأول) .. وصف الأمير بندر بن سلطان حديث القيادات الفلسطينية بعد اتفاق الإمارات والبحرين مع إسرائيل بالمؤلم وبأن مستواه واطٍ»، مشيراً إلى أن «تجرؤ القيادات الفلسطينية على دول الخليج غير مقبول ومرفوض».
وذكر الأمير بندر أن سنة القيادة السعودية وأولويتها هم المواطنون والمواطنات السعوديون، وهذا من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز وجميع ملوك السعودية، والملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان.
وأشار الأمير، في معرض حديثه، إلى أن زيارة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات «أبا عمار» لبغداد في 1990 كان لها وقع مؤلم على كل شعوب الخليج.
وأفصح بندر بن سلطان في سياق آخر قائلاً: شاهدنا شباباً مغرراً بهم في نابلس يرقصون فرحاً لضرب الرياض في حرب تحرير الكويت.
وعن مصر، قال بندر بن سلطان إنها حاولت منذ عهد مبارك وحتى الآن تحت قيادة الرئيس السيسي التوفيق بين فتح وحماس.
ولفت إلى أن الملك عبدالله جمع أبو مازن وخالد مشعل، وبعد اتفاقهما بأيام حاول كل طرف التنصل من الاتفاق والتآمر على الآخر.
وصرح الأمير بندر بن سلطان قائلاً «كنا نؤيد القيادات الفلسطينية حتى وهم مخطئون، كي لا ينعكس ذلك على الشعب الفلسطيني».
وأكد بندر بن سلطان أن إيران تتاجر بالقضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني.
وبخصوص تركيا، تساءل بندر بن سلطان قائلاً: إنها سحبت سفيرها من الإمارات بعد اتفاق السلام فلماذا لم تطرد سفير إسرائيل في أنقرة أو تسحب سفيرها من تل أبيب؟
وأردف: «اليهود قبلوا القرار 181 والفلسطينيون رفضوه ثم الآن يطالبون به».
وقال : «هذه أسباب هزيمة 1967 وعبد الناصر حاول إنقاذ الفلسطينيين من أنفسهم، واعتبر أن مقاطعة مصر بعد كامب ديفيد كانت خطيئة.
وكشف الأمير أن أبا عمار قال له إنه كان يريد الموافقة على كامب ديفيد لولا تهديد حافظ الأسد له.
ولفت إلى أن التاريخ أثبت صحة رأي الملك عبدالعزيز بشأن المخيمات الفلسطينية.
واستطرد يقول: إن أبا عمار حاول الاستيلاء على الأردن، والسعودية وقفت مع الأردن، وإن لبنان حتى الآن يدفع ثمن الحرب الفلسطينية.
وأبان أنه في 1967 استضافت السعودية الطائرات المصرية الموجودة في اليمن رغم الخلاف، منوهاً بأن الجيش السعودي قاتل بجوار إخوانه السوريين في الجولان في 1973.
وأكد الأمير بندر قائلاً إن الشعب القطري منا وفينا، لكن دولة قطر دولة هامشية وأفضل شيء تجاهلها.
وأكد الرئيس السابق للاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان، ضمن الجزء الثاني من مقابلة “مع بندر بن سلطان”، الذي أذيع على شاشة “العربية” مساء الثلاثاء، أن القضية الفلسطينية هي المحور الرئيسي لأي محادثات سعودية أميركية.
كما أشار إلى أن الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، أخفى عن الرئيس الأميركي جيمي كارتر رفض الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، مبادرته حفاظا على القضية الفلسطينية.
وشدد على أن الملك فهد كان يملك رؤية استراتيجية، ولهذه الأسباب ساعد الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان في نيكاراغوا.
وأوضح : “حصلنا على مبادرة من ريغان، وعرضت الأمر على أبو عمار، فاقترض طائرتي ليطلع باقي القيادات الفلسطينية، واختفى شهراً ذهب خلاله إلى كوريا وعاد بعدما سحب الأميركان عرضهم”.
في السياق أيضاً، شدد سفير المملكة السابق لدى واشنطن، على أنه لم يخرج مسؤول سعودي يتحدث عما كانت تفعله القيادات الفلسطينية، لأن السعودية هدفها خدمة الشعب الفلسطيني.
كما نوّه بأن القضية الفلسطينية ظلت تعاني من إهدار وضياع للفرص من جانب القيادات الفلسطينية.
وأشار أمين مجلس الأمن الوطني السعودي السابق بندر بن سلطان، إلى أن الملك فهد تدخل لوقف اعتداءات إسرائيل على الفلسطينيين في لبنان، كما أجبر الأميركان على تغيير خطاب لريغان كان يدعو لمبادرة سلام بين السعودية وإسرائيل.
من ناحية ثانية، أكد الأمير بندر بن سلطان، أن الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، علم باتفاق أوسلو من رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين وليس من الرئيس الراحل ياسر عرفات. وأن عرفات كان يرى أن كامب ديفيد أفضل 10 مرات من اتفاق أوسلو، وطلب تضمين بنود في الاتفاق من كامب ديفيد، إلا أن طلبه رفض.
كما أكد الأمير بندر أن دعم القضية الفلسطينية يكون بالمواقف والأفعال وليس بالشعارات والمزايدات، مشدداً على أن أكثر ما يؤلم هو ضياع الفرص الضائعة وما يتسببه من مأساة، مؤكداً أن المتضرر الأول من ذلك هو الشعب الفلسطيني.
وأكد أمين مجلس الأمن الوطني السعودي السابق الأمير بندر بن سلطان، ضمن الجزء الثالث من مقابلة “مع بندر بن سلطان”، الذي أذيع على شاشة “العربية” مساء الأربعاء، أن نكران الجميل من جانب القيادات الفلسطينية لن يؤثر على تعلق السعودية بقضية الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أنه بات من الصعب الوثوق بقياداتهم.
وقال “إن فلسطين بالنسبة لنا هي فلسطين وليست برؤسائها” مشيرا إلى أن القيادات الفلسطينية كانت تتهرب من حل القضية.
كما أوضح أن القيادات الفلسطينية ترى أن إيران وتركيا أهم من الرياض والكويت وأبوظبي والقاهرة ودبي ومسقط.
وقال “نعيش في مرحلة صعبة وعالم مضطرب وواجب على قيادتنا وولاة أمرنا الحفاظ على أمننا الوطني ومصالح شعوبنا الأمنية والاقتصادية والإجتماعية.
هذا وكشف الأمير بندر إلى أن مصر تسعى ليل نهار لحل القضية الفلسطينية ورفع الحصار عن غزة، لكن ما يأتيها من غزة هو الإرهاب والقتل.
وقال “إن الأميركيين استجابوا لـ (أبو عمار) في 2001 ورفضوا بنودا إسرائيلية”، مضيفاً “أنا والسفير المصري صرنا نشك في كلام أبو عمار عندما قال إنه كاد أن يتوصل للسلام مع إسرائيل”.
كما روى سفير المملكة السابق لدى واشنطن، ثلاثة أمور أبلغه بها بوش الابن قبل توليه الرئاسة، مضيفاً أن بوش الابن قال له “إن كامب ديفيد ليس فندقا”.
وتابع “بوش قالي لي أبو عمار وكلينتون يتحدثان 4 ساعات على الهاتف وأنا لا أطيق الحديث لأمي لنصف ساعة”.
وفي نفس السياق، روى الأمير بندر قصة الكوفية التي كادت أن توقف مباحثات مدريد.
وقال سفير المملكة السابق لدى واشنطن، إن “قصة حارس بكلاشينكوف في قصر حافظ الأسد جعلتني أدرك إشكالية النظام السوري في السلام”.
كما أوضح الفارق بين حافظ الأسد وبشار الأسد.
وحول إيران، تساءل قائلاً “طهران تريد تحرير القدس بالحوثي في اليمن أم بحزب الله في لبنان؟