الشراكة السعودية السورية تنتقل إلى مرحلة التنفيذ الاقتصادي والاستثماري

news image

دمشق – BETH | الجمعة 31 مايو 2025م (04 ذو الحجة 1446هـ)

استقبل الرئيس أحمد الشعار، رئيس الجمهورية العربية السورية، اليوم في قصر تشرين بحضور صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودي، والوفد الاقتصادي المرافق له. نقَل الأمير فيصل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود—حفظهما الله—إلى فخامة الرئيس الشعار وشعب سوريا الشقيق.

 

مجريات الزيارة وتطوير العلاقات الثنائية

استعراض العلاقات والتطلعات المشتركة
جرت خلال اللقاء مناقشة السبل الهادفة إلى دعم أمن واستقرار المنطقة، وتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية بين البلدين، انطلاقًا من الإرث التاريخي المشترك والعمل على تحقيق تطلعات الشعب السوري.

مأدبة غداء رسمية
أقام الرئيس الشعار مأدبة غداء على شرف الأمير فيصل وأعضاء الوفد المرافق، معربين من خلالها عن رغبة البلدين في توثيق أواصر التعاون على جميع المستويات.

إطلاق التعاون الاستثماري والدعم الاقتصادي

أكد وزير الخارجية والمغتربين السوري السيد أسعد الشيباني أن سوريا والسعودية تدخلان مرحلة قوية من التعاون الاستثماري والاقتصادي المشترك، مشيرًا إلى أن قوة هذه الشراكة تكمن في المصالح والاحترام والرؤية المشتركة لمنطقة مستقرة. وأوضح خلال مؤتمرٍ صحفي مشترك مع نظيره السعودي في قصر تشرين ما يلي:

الدعم السعودي الملموس
أشاد بدور المملكة في رفع العقوبات عن سوريا، وهو ما يتيح للسوريين استئناف عجلة الاقتصاد بعد سنوات من الركود، مؤكدًا أن هذا الرفع لم يضعف الأنظمة إنما كسر قيود المعاناة عن العائلات والشعب السوري.

مشاريع كبرى في الطاقة
ذكر الوزير الشيباني توقيع «اتفاقية كبرى في مجال الطاقة ستعيد النور إلى سوريا»، مؤكدًا أن إعادة الإعمار تتجاوز إصلاح الخراب إلى بناء بنية تحتية أفضل. وأضاف أن هذه المبادرات تستهدف إنعاش الزراعة وإعادة تدفق عجلة الاقتصاد وخلق فرص عمل حقيقية، مع التركيز على المصانع والأراضي الزراعية والممرات التجارية.

تمكين الأعمال المحلية والكفاءات السورية
أشار الشيباني إلى أن سوريا تسعى إلى سيادة اقتصادية عبر تحالف استراتيجي مع السعودية، لا بالاعتماد على المعونات فقط. ولفت إلى أهمية عودة الكفاءات والمهنيين السوريين لدعم قطاع الخدمات وإحياء سوق العمل.

روح مرحلة جديدة
شدد على أن «هذا هو الخيار الذي تتخذه سوريا، تكرم أبطالها ولا تترك أحدًا خلفها»، موضحًا أن مشاركة مئات العائلات السورية في أداء فريضة الحج هذا العام، خصوصًا عائلات الشهداء والجُرحى، تعبر عن هوية سوريا الجديدة التي تتطلع للسلام والكرم والتحول نحو الشراكة والتعاون.

 

الرؤية السعودية للتعاون ودعم مستقبل سوريا

من جانبه، أكّد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أنّ الزيارة استعرضت فرص تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، مشيرًا إلى تطلع المملكة لتعميق الشراكة مع سوريا لدعم الاستقرار والنهوض الاقتصادي. وأضاف:

تنويه برفع العقوبات المشترَك
ثمّن الأمير فيصل استجابة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لرفع العقوبات عن سوريا، متوقعًا أن ينعكس ذلك سريعًا على الاقتصاد السوري ويسهم في التنمية والاستقرار والازدهار.

دعم مالي مباشر
أعلن أن المملكة، بمشاركة دولة قطر، ستقدم دعمًا ماليًا للعاملين في القطاع العام السوري، تعزيزًا لثقة الشعب السوري بمستقبله وتأكيدًا لوحدة سوريا واستقرارها.

وفود اقتصادية قادمة
كشف عن وجود وفد اقتصادي رفيع المستوى يرافقه في الزيارة لعقد مباحثات في مجالات الطاقة والزراعة والتجارة والبنية التحتية وتقنيات الاتصال والمعلومات، على أن تتبعه وفود متعددة من رجال الأعمال السعوديين في الأيام المقبلة لتوقيع اتفاقيات استثمارية.

فرص نهوض حقيقية
شدّد على أن لدى سوريا إمكانات وفرصًا كبيرة، وأن المملكة مستعدة للوقوف إلى جانب السوريين «يدًا بيد» في مسعى إعادة إعمار الوطن، مبينًا توجيهات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لدعم الشعب السوري في بناء مستقبل أفضل.

 

أعضاء الوفد السعودي

الأمير مصعب بن محمد الفرحان، مستشار وزير الخارجية للشؤون السياسية

محمد بن مزيد التويجري، مستشار في الديوان الملكي

فيصل المجفل، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سوريا

غازي العنزي، مدير عام الإدارة العامة للدول العربية

وليد السماعيل، مدير عام مكتب وزير الخارجية

خلاصة BETH:
تؤسس زيارة وزير الخارجية السعودي إلى دمشق وعقد جلسات مباحثات اقتصادية ثنائية جديدة لانطلاقة فعلية لعهد الشراكة الاستثمارية. رفع العقوبات يمثل الخطوة البوّابة، فيما تكرّس الاتفاقيات المقرّرة في مجال الطاقة والزراعة والبنية التحتية عودة سوريا تدريجيًا إلى موقعها الطبيعي في المنطقة، بمساندة استراتيجية سعودية تتوازى مع تطلعات السوريين في التعافي وبناء المستقبل.