نتنياهو : ترامب «متساهل» مع إيران

news image

متابعة وتحليل – BETH | الجمعة 30 مايو 2025

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «متساهل» مع إيران، محذّراً من أنّ طهران «تستغل الوقت لاستكمال برنامجها النووي»، مؤكداً أنّ إسرائيل «لن تسمح بذلك». يأتي التصعيد بعد كشف ترامب أنّه حذّر نتنياهو من أي ضربة عسكرية لأنّ المفاوضات مع طهران «قريبة من الحل» .

في المقابل، نفت وكالة «تسنيم» نقلًا عن مصادر إيرانية صحّة الحديث عن «اتفاق نووي مؤقّت» مع واشنطن، مؤكدةً أنّه «لا يوجد مقترح من أيٍّ من الطرفين» ولم يُتفق بعد على موعد أو مكان جولة التفاوض المقبلة.

 

قراءة 

لغة نتنياهو:

التصريحات تهدف إلى الضغط على إدارة ترامب كي ترفع سقف شروطها أو تُبطِل أي «تنازلات» محتملة لإيران.

الرسالة موجّهة أيضاً للجمهور الإسرائيلي بعد انتقادات داخلية لملف غزة وتعثرٍ أمني.

توضيح إسرائيلي جديد: في وقت لاحق، أوضحت تل أبيب أنّها «لا تمانع» التوصّل إلى اتفاق مع إيران شرط أن يفضي إلى تفكيكٍ كامل لمنشآتها النووية وفرض منظومة تفتيش دائمة. هذا الاشتراط المرتفع يرسخ هدف إسرائيل الأساسي—إزالة القدرة على الاختراق النووي نهائياً—ويمنحها هامشاً دبلوماسياً: فهي تُظهر انفتاحاً ظاهرياً على المسار السياسي، لكنها تضع سقفاً يكاد يكون مستحيلاً لطهران، ما يحافظ على خيار الضغط (أو الضربة العسكرية) إذا اعتبرت أن واشنطن تتجه نحو صفقة «أقل من صفر».

 

حسابات ترامب:

البيت الأبيض يلوّح باتفاق «مرحلي» يشمل تجميداً جزئياً للتخصيب مقابل تخفيف انتقائي للعقوبات؛ هدفه منع تل أبيب من القيام بعمل أحادي يُجهض المفاوضات.

خطاب طهران:

النفي السريع يوفّر لطهران هامش مناورة داخلياً (لتهدئة المحافظين) وخارجياً (لرفع ثمن أي اتفاق نهائي).

طهران لا ترفض التفاوض لكنها تريد تأمين «شبكة أمان» من المساعدات الاقتصادية قبل تقليص التخصيب.

 

سيناريوات محتملة (الأشهر الثلاثة المقبلة)

صفقة مرحلية مقيّدة
شروط: وقف التخصيب ≥ 60% مقابل تحرير جزء من أرصدة إيران المجمّدة، مع آلية تحقق مشتركة.
عقبة: اعتراض إسرائيلي وخشية أعضاء بالكونغرس من «اتفاق ضعيف».

جمود تفاوضي مع تصعيد كلامي
شروط: الولايات المتحدة تُبقي العقوبات، إيران تستمر بالتخصيب دون اختراق العتبة النووية، وإسرائيل تلوّح بالخيار العسكري دون تنفيذ.

شرارة أمنية تقلب الطاولة
شروط: حادث حدودي أو هجوم بالوكالة يُسرّع المواجهة، فتضطر واشنطن لتخفيف الضغوط على إسرائيل أو دعم ضربة محدودة.

 

خلاصة BETH:
نتنياهو يصعّد لمنع ترامب من توقيع «اتفاق مُخفَّف»، فيما تنفي طهران وجوده لتكسب وقتاً وتُحسّن شروطها. الكرة الآن في ملعب واشنطن: إمّا أن تُسرّع التفاهم المرحلي وتضبط إيقاع تل أبيب، أو تدخل المنطقة مجدداً في دائرة التلويح بالضربة – ضربة قد تبدأ كلامية ولكن لا أحد يعرف أين تنتهي.