إسرائيل تطرق أبواب القصر… وتحمي "الدروز".. ماهو الهدف؟!

news image

✍️ تحليل استراتيجي – وكالة BETH الإعلامية

في تطور لافت، أعلنت إسرائيل أنها نفذت ضربة جوية قرب القصر الرئاسي في دمشق، في ثاني هجوم خلال يومين، مبررة ذلك بـ"الدفاع عن الطائفة الدرزية".

الرسالة واضحة: تل أبيب قررت اللعب علنًا داخل الحلبة السورية… وتحت غطاء درزي.

وقال نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس في بيان مشترك إن الضربة "تحذير للنظام السوري"، بحجة عدم السماح بـ"تهديد درزي" من الجنوب السوري. أما المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي، فاكتفى بالقول إن الغارة استهدفت موقعًا قرب قصر أحمد حسين الشرع.

لكن ماذا يحدث حقًا؟ ومن هم الدروز؟ ولماذا الآن؟

الدروز أقلية دينية ذات جذور إسماعيلية باطنية نشأت في مصر، يتوزعون بين سوريا ولبنان وفلسطين، وقد انتهجوا سياسة "الكمون السياسي" تاريخيًا… لكنهم يُستثمرون تكتيكيًا من قِبل القوى الكبرى.

في فلسطين، لهم وجود رسمي داخل الجيش الإسرائيلي؛ وفي سوريا، يسكن معظمهم منطقة السويداء جنوب دمشق، قرب الجولان المحتل… وهي منطقة لم تخضع لسيطرة كاملة من النظام أو المعارضة منذ 2011، وظلت "شبه محايدة"، مما زاد من حساسيتها الجغرافية والرمزية.

لكن السؤال الأخطر:

هل تحرّك إسرائيل الآن مرتبط بخطة توسيع حدودها شرقًا، لا سيما تجاه السويداء؟

الجواب: نعم… وبنسبة لا يمكن تجاهلها.
سبق أن كشفت دوائر الإعلام العبري وبعض مراكز الدراسات الإسرائيلية عن رغبة كامنة في ترسيم حدود "أمنية ناعمة" باتجاه الجنوب السوري، تتضمن:

تفكيك السلطة المركزية في دمشق عن تلك المناطق.

خلق كيان درزي ذاتي، ولو غير معلن.

التذرّع بـ"واجب الحماية" لتبرير وجود عسكري استخباراتي أو حتى سياسي مستقبلي.

لكن الأهم:

هل الدروز أنفسهم يدركون أن "الحماية الإسرائيلية" ليست إلا ذريعة؟

في الغالب، نعم… على الأقل نُخبهم تعرف.
الدروز عبر التاريخ يميلون للبقاء، لا للمواجهة، لكنهم يقرأون الرسائل جيدًا، ويعرفون أن الدخول في الحلف الإسرائيلي يعني الانفصال عن عمقهم العربي، وهو ما لم يحسموه بعد… لكن المعركة تقترب.

 

🎯 السؤال المحوري: لماذا تتحرش إسرائيل بسوريا؟

الإجابة ليست أمنية فقط، بل جيواستراتيجية بامتياز:

إسرائيل لا تقبل بأي نظام سوري مستقر، حتى لو لم يهددها؛ لأن الاستقرار يعيد دور دمشق في الإقليم، ويفتح الباب لتحالفات يصعب التحكم بها لاحقًا.

الدرز جزء من حرب الوكلاء: كما استخدمت إيران "الشيعة المسلحين"، تستخدم إسرائيل الآن "الدروز كدرع أخلاقي"... وتقدّم نفسها كحامية للأقليات، لا كمعتدية.

الرسائل تتجاوز دمشق: الضربة قرب القصر ليست مجرد قصف… بل رسالة مُشفرة لروسيا وإيران:

“الملعب ليس مغلقًا… وإسرائيل لن تنتظر”.

🪬 تعليق BETH: الحرب لم تعد تدور في الميدان وحده… بل في هوية الأقليات.

من الدروز إلى الشيعة، ومن النخب العلوية إلى المكونات الكردية… تتحول الطوائف إلى أوراق تفاوضية، تُحرق إذا لزم الأمر، وتُستخدم كغطاء إنساني في حروب لا رحمة فيها.

فهل سوريا القادمة تُرسم في السماء… أم تحت الرماد؟