هل نعرف أنفسنا… أم نعيش في ظلال ..؟

news image

 

✍️ إدارة الإعلام الاستراتيجي – بث

في زمنٍ تتغير فيه التحالفات السياسية وتُرسم الخرائط الجيوسياسية بأقلام جديدة، لا تزال بعض العقول مقيّدة بحدود قديمة، ونظارات صدئة ورثتها دون أن تدرك أنها لم تعد ترى من خلالها شيئًا.

منذ متى أصبح "الآخر" عدوًا؟
هل لأن الجغرافيا افترضت ذلك؟
أم لأننا تعايشنا طويلًا مع سرديات الكراهية التي لم نكتبها بأنفسنا؟

في مجتمعاتنا، كثيرًا ما نُهاجم "الآخر" السياسي أو الطائفي أو الثقافي، دون أن نُدرك أننا لم نُعرّف أنفسنا أولًا. لم نُسائل مكوناتنا الفكرية، ولم نُمحّص في:
هل نحن نؤمن بما نقوله؟
أم نُردده فقط لأننا وُلدنا في مكانٍ ما، وسط هويةٍ موروثة، أُلصقت بنا كما تُلصق الأختام على الوثائق؟

أحيانًا، لا تكون الهوية نابعة من الوعي، بل مفروضة باسم التاريخ والجغرافيا والانتماء، دون فحص حقيقي لما نعتقد أنه "نحن".

🔹 الهوية المفروضة هي التي تتصرف دفاعًا عن "وهم الانتماء" لا عن الحقيقة.
🔹 الهوية الواعية هي التي تُدرك ذاتها أولًا، ثم تفهم الآخر دون أن تتخندق ضده.

نعيش في عصرٍ تمزقت فيه خرائط، وتوحدت أخرى. لكن ما لم يتغير كثيرًا هو "خرائط العقول".
لا تزال بعض الشعوب تُقاتل أعداء انتهوا… وتتصالح مع خصوم لا تعرفهم، وتُربّى على خريطة قديمة مرسومة في كتب التاريخ، لا على واقع قابل للفهم والتحليل والتجديد.

🧠 الجغرافيا تُرسم بالحدود، لكن العقول تُرسم بالمفاهيم.

فهل آن الأوان أن نُعيد رسم عقولنا قبل أن نُعيد رسم خرائطنا؟
وهل نجرؤ على تفكيك أسئلة الهُوية قبل أن نُعيد تشكيل التحالفات؟


🔵قد نُعيد رسم عقولنا… لكننا لا نملك رسم عقول الآخرين.
فلو فكّر كل طرف بطريقته فقط، سنعود للمربع الأول، ولكن بخرائط جديدة وعقليات قديمة.
أما الوعي الحقيقي… فهو أن نعرف أنفسنا، وندرك أن "الآخر" ليس نسخة منّا، بل شريك في احتمالات الاختلاف والفهم.
فلا نحتاج أن نعيش في بيئتين متشابهتين… بل في عالم يُدرك أن اختلاف البيئات لا يعني بالضرورة صِدام العقول.

🔗 لقراءة  المزيد من التحليل عن الجذور العقائدية للانقسام والاصطفاف الهوياتي:

 https://bethpress.com/News/Details/20973