نادينا... وناديهم!

✍️ إعداد: قسم الرصد والتحليل – بث
في المشهد الرياضي السعودي، أصبح من السهل أن تميز بين من يعمل للوطن… ومن يعمل ضد روح الرياضة والوطن.
"نادينا" — البرنامج الرياضي الذي يُبث على قناة MBC يوميًا الساعة 11 مساءً بتوقيت السعودية —
يمثل نموذجًا إعلاميًا نادرًا في الساحة، إذ يسير بخط وطني مسؤول، يغطي الشأن الرياضي باحترافية وحيادية عالية، بعيدًا عن إثارة الفتن والشحن الجماهيري.
أرجو أن يستمر على نفس الخط .. وأرجو أن لا يستجيب لأي محاولات لجره إلى التعصب والتطرف والتخلف، لاأريد أن أذكر أسماء، يكفي أن أشير إلى مقدم البرنامج ؛ بالإنتباه من أحد عناوين التعصب (أ.ح) يطل برأسه لايتوافق فكره ومحتواه مع خط البرنامج..
في المقابل، هناك برامج أخرى (أو بالأصح برنامج معين) على النقيض تماماً، يسلك طريقًا معاكسًا تمامًا:
أسلوب قديم من "الشحن" الجماهيري.
عقلية مستوردة من زمن "طقها والحقها"، حيث "أشغلهم بالتعصب"، و"عقد الشوش تصير الأمور طيبة"!
مساعٍ مكشوفة للإخلال بميزان العدل، خدمةً لنادٍ معين على حساب أندية الوطن.
لتحقيق هذا الانحراف:
يتم استخدام جميع الوسائل – المشروعة وغير المشروعة – من كذبٍ وتضليلٍ وسلوكٍ غير مهذب.
يتلاعبون بجدولة المباريات، بأوقاتها، وبالتحكيم، ويحاولون التأثير النفسي عبر ممارسات أقل ما توصف بأنها بليدة.
كل هذا يتعارض مع مشروع الرياضة السعودية الحديثة الذي يقوده الوطن لتحقيق الريادة العالمية.
"نادينا"... شعاع مسؤولية
يبذل "نادينا" جهدًا واعيًا لتحقيق التوازن وكشف الوجه الحقيقي للتنافس النظيف، مظهرًا حقيقة الأندية المتنافسة بعيدًا عن الميول والضغوط.
المشروع المشبوه... تحت المجهر
لو أمعنا النظر في بعض الشخصيات المحيطة بذلك البرنامج الآخر، لوجدناها تستحق أن توضع تحت المجهر، وأن تتم محاسبتها بصرامة.
الدوري السعودي تقدم عالميًا، وأصبح مقصد أنظار العالم...
لكن بعض الفئات تصرّ على جرّ المشروع إلى الخلف، بتصرفات متخلفة وممارسات شوهت الرياضة في أذهان الجماهير.
اقتراح وتوصية
أقترح على برنامج "نادينا" ألا يكتفي بهذا الأداء الرائع فحسب، بل أن يطرح ملف:
التعصب الرياضي،
التطرف في التشجيع،
محاولات التأثير المظلم عبر الشعوذة والصفقات المريبة،
وكشف الغرف المظلمة التي تحاول إدارة الكرة السعودية من تحت الطاولة.
الجمهور يحتاج اليوم إلى توعية حقيقية:
أن يعرف حجم التلاعب،
أن يتعلم كيف يفرّق بين الإعلام الواعي والإعلام المتعصب،
وأن يُدرك أن حب ناديك لا يعني إهدار مبادئ الرياضة وقيم التنافس الشريف.
لقد حان موعد المواجهة ببرامج وطنية توعوية ذكية… برامج تحمي الحلم السعودي الكبير.
🟢 العشق الرياضي أم التعصب الأعمى؟
يبقى السؤال الجوهري: ما الفرق بين العشق والتعصب؟
العشق هو أن تحب ناديك بإخلاص، تدعمه في الانتصارات وتسانده في العثرات، دون أن تكره الآخرين أو تنتقص منهم.
أما التعصب، فهو أن يتحول الانتماء إلى تعنصر، وكراهية الفرق الأخرى وجماهيرها، بل وتحميلهم أوزار كل خسارة أو خطأ.
هناك من يروّج لفكرة أن "التعصب هو من يحرك الجماهير نحو المدرجات"، لكن هذه نظرية تقليدية عتيقة، تجاوزها الزمن.
في الرياضة الحديثة، الحضور الجماهيري لا يُبنى على الكراهية، بل على الحب والانتماء الإيجابي والاحتفاء بروح التنافس.
من يستطيع اليوم تعزيز عشق الجماهير لأنديتها، دون الإساءة للآخرين، وتشجيعهم على حضور المباريات بكثافة للتشجيع والمتعة؟
الجواب:
هو الإعلامي المسؤول، والناقد الرياضي الواعي، والمذيع الذي يُقدّر تأثير كلمته، وإدارة النادي التي تدرك أن دورها ليس فقط قيادة فريق، بل قيادة جماهير نحو الوعي والمسؤولية.
كل هؤلاء معًا — الإعلام، الأندية، اللاعبون، ورجال الفكر الرياضي — مسؤولون عن بناء ثقافة رياضية راقية، تحفز العشق، وتُحيي الروح الرياضية، دون أن تسقط في مستنقع الكراهية.
باختصار:
العشق يصنع شغف الرياضة…
والتعصب يهدم أجمل ما فيها.