كيمياء الشاشة… حين يلتقي العقل بالجمال

✍️ عبدالله العميره
عندما يظهر المذيع أو المذيعة عبر الشاشة الإخبارية بكامل الأناقة والثقافة وسرعة البديهة، مدعومين بإعداد دقيق وفريق عمل محترف، تتكامل المهنية وتتحقق المعادلة الصعبة.
فالمسألة ليست مجرد شكل، بل طلة محترمة وقبول عفوي يتولد من كيمياء خاصة بين العدسة والشخصية الإعلامية، قبل أن يتشكل بين المذيع والجمهور.
عناصر النجاح لا تتوقف عند المظهر:
التلقائية في الأداء.
التبسط غير المفتعل.
الثقة الطبيعية بالنفس.
صوت موزون، وإلقاء طبيعي بعيد عن التصنع.
في المشهد الإخباري العربي، تبقى قناتا العربية والجزيرة في صدارة استقطاب الكفاءات.
لكن المشاهد يميز بسرعة بين إعلامي يُفرض عبر الدعاية، وآخر يفرض نفسه عبر المهنية العالية والمصداقية.
فهناك وجوه تحب متابعتها ليس فقط لجمال الشكل، بل لتكامل المضمون:
لغة الخطاب، نبرة الصوت، دقة التعابير، وذكاء طرح الأسئلة.
نموذج حي: كريستيان بيسري
الإعلامية كريستيان بيسري تمثل مثالًا نادرًا لهذا التوازن.
ورغم قلة ظهورها في الإعلانات الترويجية،
إلا أن حضورها الفعلي على الشاشة كافٍ لجذب المتابعين —
لا للشكل فقط، بل لمحتوى العقل.
هدوء ورزانة في التقديم.
اختيار عميق للأخبار.
أسئلة ذكية تتجه مباشرة إلى اهتمامات المشاهد، لا إلى زوايا سياسية ضيقة.
وقد سبق أن انتقدت بعض الإطلالات لزميلات ركزن على المظهر دون الجوهر، وهو أمر تم تداركه لاحقًا، فعادت الهيبة والقبول.
أما كريستيان بيسري، فقد أثبتت أن الجمال الحقيقي يبدأ من جمال العقل وصقل المهنة.
في كل ظهور لها، تختار ملابسها بعناية مهنية راقية لا للاستعراض، بل لاحترام المشاهد.
لا تحتاج لإبراز مفاتنها كي تُقبل، فهي جميلة بطبيعتها، وجمالها الأعمق يكمن في عقلها الهادئ العميق الممتنع.
ما المواصفات الحقيقية للإعلامي الناجح؟
✅ المعرفة العميقة: إلمام بالشأن السياسي، الثقافي، والاقتصادي.
✅ الحياد الواعي: نقل الحدث بذكاء، دون أن يكون مجرد صدى لغيره.
✅ الثقة بالنفس: أداء لا تزعزعه المفاجآت أو التقلبات المباشرة.
✅ التلقائية المصقولة: بساطة دون استعراض، واحتراف دون تصنع.
✅ ذكاء الطرح: أسئلة تفتح عقول المشاهدين بدلًا من تغليف السطحيات.
✅ التواصل البصري واللغوي: لغة تخاطب جميع المستويات الفكرية.
✅ احترام المهنة: بالظهور اللائق، والكلمة المسؤولة، والبحث عن الحقيقة لا عن الأضواء.
الإعلامي الناجح ليس فقط من يظهر، بل من يملأ الشاشة بحضوره الهادئ المؤثر.
🌟🌟
"يوجد العديد من الإعلاميين والإعلاميات المميزين في قنوات مثل العربية والجزيرة وغيرها، ممن يمتلكون مواصفات مهنية عالية.
وقد ذكرت كريستيان بيسري هنا كمثال توضيحي.
شخصيًا، أحب متابعة الأخبار السريعة المصاغة بمهنية، والتحليلات العميقة المدروسة، حين يقدمها إعلامي أو إعلامية تتوفر فيهما العناصر الحقيقية للإعلام الناجح التي تناولتها في هذا المقال ."
ومضة الختام
✨ يبقى الإعلام الحقيقي، هو الذي يحترم عقل المتلقي قبل أن يخطف نظره.
ومتى التقت المهنية بالصدق، وجمال التقديم بجمال الفكر،
تحدثت الشاشة... قبل أن يتكلم المذيع.
✨من برامج قناة العربية التي أحب متابعتها، برنامج "تفاعلكم" مع المذيعة المتألقة سارة دندراوي.
بساطة، وعفوية، وأناقة فكرية... أنموذج رائع لأسلوب "السهل الممتنع".
سارة دندراوي تعتبر أيقونة حقيقية في التفاعل مع تفاعلات واهتمامات الجمهور .