عقولٌ توقفت... وزمانٌ لا ينتظر

news image

✍️   عبدالله العميره
 

في عالم يتطور بسرعة الضوء، لا يزال بعضهم يعيش عقولًا قدِست ما قيل وفعل، كأنّ الحكمة توقفت، وكأنّ العقول أقفلت أبوابها عن التجدد.

من المعتاد في حياة البشر أنّ ينسجوا من الكلام قداسةً لا تُمس، ويصنعوا من الرموز أصنامًا لا تُهاجم.

ولو فكروا قليلًا، لوجدوا أنّ ما يقدّسونه ليس إلى هذا المدى مقدّساً، وأنّ الزمن لم يتوقف يومًا لينتظر أهل الجمود.

قد يقول قائل: «وما العيب في الثبات على الحكمة؟»

الجواب: ليس الثبات عيبًا، لكن التجميد آفة. الحكمة متجددة مع الزمن، والواعي من يأخذ الجوهر ويطور الشكل.

 

وفي موقف حين ناقشت أحدهم؛قلت له:

«أخاف عليك من ظنك بأن علم الله توقف عند حدود ما كشفه عالم بريطاني!»

وقلت له يومها:

« إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ »

 

فمن العالم؟ ومن الجاهل؟

ومن الذكي؟ ومن الذي يتذاكى وهو جاهل؟

قد قالوا:

 الرجال أربعة:

رجل يدري أنّه يدري: فذلك عالم فاسألوه.

رجل يدري ولا يدري أنّه يدري: فذلك غافل فذكّروه.

رجل لا يدري ويدري أنّه لا يدري: فذلك جاهل فعلّموه.

رجل لا يدري ولا يدري أنّه لا يدري: فذلك أحمق فاجتنبوه. 

وبين هذا وذاك، تبقى الحياة ميدان الاختبار والتجديد.

فهل نقف مع الماضي حين يمضي؟ أم نسير مع الزمن ونصنع مجده القادم؟

الختام:

في عالم لا ينتظر أحدًا، يكون الواعون هم رهان المستقبل.

خارج النص :

ثمة مستذكون من طراز خاص، لم ينجحوا في تمرير أجنداتهم عبر المدارس والجامعات...
فاتجهوا إلى ميادين كرة القدم، حيث العاطفة أسرع من التفكير.

يعبثون بنسيج اللحمة الاجتماعية باسم الانتماء والرياضة،
في عبثٍ قد يكون أنكى من متطرفٍ سُلب وعيه، يحمل بندقية.

إنه الاستذكاء المموّه...
حين يبلغ الغباء قمة خداعه.