بوتن يقرر ربط مصير روسيا بإيران

news image

✍️ وكالة BETH الإعلامية – تحليل خاص

في خطوة تحمل دلالات، صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسميًا على معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع إيران، بعد توقيعها الأولي مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان في يناير الماضي.
تمتد المعاهدة لعشرين عامًا، ما يرفع مستوى التعاون بين موسكو وطهران من التنسيق الظرفي إلى تحالف مؤسسي دائم.

ما الذي يعنيه هذا التصديق؟

تحالف طويل الأمد: تثبيت العلاقة بين الدولتين لمرحلة تتجاوز الأزمات العابرة، لتشمل الملفات العسكرية والاقتصادية والسياسية.

تنسيق عسكري وأمني متقدم: توسيع التعاون في مجالات الدفاع، والطائرات المسيرة، والاستخبارات.

شراكة اقتصادية حيوية: تطوير المشاريع المشتركة في مجالات الطاقة والنقل والتكنولوجيا، للالتفاف على العقوبات الغربية.

رسالة سياسية للغرب: تأكيد أن روسيا لم ولن تُعزل دوليًا، وأنها قادرة على بناء محاور جديدة قوية خارج الإطار الغربي التقليدي.

إعادة رسم ملامح النظام العالمي: مع تحالفات إضافية مع الصين وآخرين، تتحرك روسيا وإيران لتحدي أحادية القطبية الغربية.

 

🔹 ما فائدة هذه المعاهدة للطرفين؟

روسيا تحصّن موقعها في الشرق الأوسط، وتستفيد من خبرات إيران في حروب الظل والعقوبات.

إيران تحصل على دعم روسي عسكري ودبلوماسي في مواجهة الضغوط الغربية والإسرائيلية.

🔹 ماذا ستقدم إيران المحاصرة والمهددة بزوال نظامها؟

مخزونها من الطائرات المسيّرة والأسلحة منخفضة الكلفة عالية التأثير.

خبراتها الواسعة في العمل تحت الحصار والعقوبات.

شبكة علاقاتها مع الميليشيات والنفوذ الإقليمي في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

🔹 ماذا ستقدم روسيا الغارقة في وحل أوكرانيا؟

دعم لوجستي وتقني غير مكلف يُطيل نفس روسيا في المعركة.

تحويل بعض موارد الغرب نحو الشرق الأوسط بدل التركيز الكامل على الجبهة الأوكرانية.

تغذية التحالفات البديلة التي قد تمنح موسكو أوراق ضغط جديدة في التفاوض مع الغرب.

 

🔴 خلاصة رمزية:

معاهدة العشرين عامًا بين موسكو وطهران ليست مجرد أوراق…
إنها محاولة لربط غريقين كلٌ منهما يسعى للنجاة عبر الآخر.



🔴أسئلة
 

🔵  هل قرار بوتن سيعجل بضرب أمريكا أو إسرائيل لإيران؟


الاتفاق الروسي-الإيراني يجعل إيران تبدو أكثر خطورة من منظور أمريكي وإسرائيلي، لأنها تحصل على دعم من قوة نووية مثل روسيا.
بالتالي، قد ترى واشنطن وتل أبيب أن ترك إيران تكبر تحت جناح موسكو خطر استراتيجي مؤجل يستدعي التعامل معه عاجلًا، ربما عبر ضربات محددة أو تصعيد اقتصادي وعسكري.

 

🔵   هل بوتن أصلا لا يهتم، ويراهن على مكاسب حتى لو ضُربت إيران؟
بوتن يضع مصلحته أولًا. إذا تعرضت إيران لضربة قوية:

سيصبح لديها احتياج أكبر لروسيا (سلاح – دعم سياسي – حماية أممية).

سيستفيد من تهريب أموال وأصول إيرانية إلى روسيا (كما حدث مع الأسد).

سيرتفع دور روسيا كحاضنة لـ"الهاربين بأموالهم"، مما يُعزز أوراقه أمام مناوئي أمريكا.

بمعنى آخر: بوتن يرى أن إيران في كل الأحوال – مضروبة أو سالمة – مكسب استراتيجي له.

 

🔵 هل بوتن متأكد أن أمريكا لن تضرب إيران، ويريد فقط استعراض القوة؟

هناك جزء كبير من الصحة هنا.
بوتن يدرك أن أمريكا اليوم:

مثقلة في أوكرانيا.

مترددة بسبب الانتخابات القادمة.

تخشى انفجار الشرق الأوسط بالكامل.

لهذا، بوتن ربما يراهن على أن:

أمريكا ستكتفي بالتصعيد الكلامي والعقوبات.

وإسرائيل ستتردد قبل عمل عسكري شامل على إيران (لأنه قد يفتح جبهات جديدة ضدها).

وبالتالي، يظهر بوتن كمن قلب الطاولة على الغرب بدون أن يُطلق رصاصة واحدة، مستعرضًا القوة الرمزية فقط عبر "معاهدة العشرين عامًا".

 

📜 خلاصة مركزة :

بوتن يلعب على كل الحبال:

إذا ضربوا إيران… أصبحت روسيا هي الحصن.

إذا لم يضربوها… أصبح هو "قاهر الهيمنة" الجديد.

في كلتا الحالتين… الكرملين يكسب نفوذًا أكبر شرقًا وغربًا.