تطورات المشهد الإيراني الأميركي

ترامب يمد يد الحوار… والميدان يلتهب
✍️ متابعة وتحليل – وكالة BETH
🔵 مدخل:
مع اقتراب موعد الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، المقررة يوم غد السبت 19 ابريل ، تتكثف المؤشرات الدبلوماسية والعسكرية، وسط تداخل مواقف القوة والتهدئة، وبروز دور سعودي فاعل في هندسة المشهد التفاوضي بتنسيق دقيق مع القوى الدولية.
تصريحات ترامب: بين اليد الممدودة والعصا الغليظة
في لقاء مع رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب إشارات مزدوجة:
أكد عدم استعجاله شن عمل عسكري ضد طهران، قائلاً إنه يريد "أن تعيش إيران بسعادة ومن دون موت"، وإنه يفضل الحوار كخيار أول.
لكنه في الوقت نفسه، لوّح بالخيار العسكري كاحتمال مفتوح، محذرًا من أن الخيار الثاني "سيكون سيئًا جدًا لإيران".
ترامب لم ينفِ صراحة تقرير "نيويورك تايمز" عن تدخله لوقف ضربة إسرائيلية محتملة ضد إيران، لكنه ترك الباب مواربًا حين قال:
"لا أقول إنني رفضت الهجوم، لكنني لست في عجلة من أمري لتنفيذه، لأنني أعتقد أن لدى إيران فرصة لتصبح دولة عظيمة."
تصريحات الرئيس الأميركي تعكس معادلة دقيقة:
حوار مع الضغط، وفرصة للتغيير… تحت سقف الشروط الأميركية الصارمة.
تحركات الأطراف: ضغوط متبادلة
وزير الخارجية الإيراني، من موسكو، أكد أن روما مجرد مكان لانعقاد المفاوضات، لكن الوساطة لا تزال بيد سلطنة عمان، ما يعكس حرص طهران على التمسك بالقنوات التقليدية رغم تغيير الموقع الجغرافي للجولة.
بالتوازي، نقلت مصادر عن لقاء مرتقب في باريس بين مبعوث أميركي وكبار المسؤولين الإسرائيليين، تمهيدًا للجولة التفاوضية، في إشارة إلى أن التنسيق الأميركي الإسرائيلي لا يزال قائمًا ولو بحذر.
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حذر من قرب لحظة القرار: داعيًا أوروبا إلى الاستعداد لإعادة فرض العقوبات على إيران في حال ثبوت اقترابها من تصنيع السلاح النووي.
🔵 الميدان يشتعل: رسائل عسكرية موازية
القوات الأميركية صعدت من ضرباتها الجوية ضد الحوثيين (الذراع الإيراني الأكبر في المنطقة)، مستهدفة ميناء رأس عيسى غرب اليمن، في واحدة من أعنف العمليات منذ بدء الحملة.
الضربة أدت إلى مقتل 38 شخصًا وإصابة أكثر من 100، وسط تأكيد أميركي أن الهدف هو إضعاف القدرات الاقتصادية والعسكرية للحوثيين، دون الإضرار بالشعب اليمني.
هذه العمليات تعكس إرادة أميركية واضحة: لا حوار تحت ضغط الأذرع المسلحة.
قراءة تحليلية: إلى أين تتجه المفاوضات؟
تصريحات ترامب، واحتفاظه بكل الخيارات مفتوحة، تشير إلى أن واشنطن مستعدة للحل السلمي… ولكن وفق شروط غير قابلة للابتزاز أو المناورة الطويلة.
الجانب الإيراني يبدو، من خلال السلوك الأخير، وكأنه يسعى لكسب الوقت عبر إظهار مرونة محدودة، دون تقديم تنازلات جوهرية حتى الآن.
الضغوط العسكرية المستمرة على الحوثيين قد تكون جزءًا من خطة أوسع للضغط غير المباشر على طهران، لإجبارها على تقديم تنازلات حقيقية قبل فوات الأوان.
الدور السعودي: هندسة توازن دقيق
ليشير مراقبون إلى أن الرياض، بثقلها السيادي، أسهمت عبر التنسيق مع القوى الدولية في ترسيخ أرضية تفاوضية أكثر جدية ووضوحًا.
السعودية اليوم ليست طرفًا مراقبًا، بل شريك قيادي موثوق به، يتخذ قراراته بحكمة واستقلالية، منفتح على التنسيق حين يخدم مصالحه الوطنية ومصالح الأمن الإقليمي والعالمي.
✅ خلاصة BETH:
"المفاوضات المقبلة تقف على حافة مفترق حساس:
نجاح دبلوماسي يفتح صفحة جديدة…
أو سقوط في حفرة التصعيد المفتوح."