المفاوضات الأميركية الإيرانية المقبلة... تصعيد أم حل؟

news image

✍️ وكالة BETH – تحليل استراتيجي
 

السبت المقبل، تقف المفاوضات الأميركية الإيرانية أمام مفترق طرق حاسم.
جولة جديدة، مفصلية بكل المقاييس:
فإما أن تنجح الجهود الدبلوماسية في حلحلة العقدة النووية وإعادة ضبط مسار التفاهمات،
وإما أن ينقطع الحبل الأخير بين الطرفين، فتتجه المنطقة نحو تصعيد قد يكون الأخطر منذ سنوات.

الميدان يغلي، والرهانات تتصاعد،
والسؤال الذي يفرض نفسه:
هل نحن أمام فرصة أخيرة للإنقاذ... أم بداية العد العكسي للانفجار؟

 

أولًا: قراءة المشهد الحالي

من الجانب الأميركي:

التصريحات الأخيرة تميل إلى نبرة حذرة: دعوات لمواصلة المفاوضات مع إبقاء كل الخيارات مفتوحة، بما فيها العقوبات والخيار العسكري. التركيز منصبّ على حماية المصالح الأميركية في الخليج، وإسرائيل تحديدًا.

من الجانب الإيراني:

يظهر الخطاب الإيراني مزدوجًا؛ فبعض السياسيين يتحدثون بانفتاح، بينما القيادات العسكرية والدينية تصر على حق التخصيب وترفض الضغوط الأميركية. في ذات الوقت، تتحرك إيران دبلوماسيًا مع روسيا والصين لتعزيز موقفها.

الميدان:

هناك تصعيد واضح عبر الهجمات الحوثية المدعومة من طهران، إلى جانب الضربات الجوية الأميركية المكثفة ضد مواقع إيرانية بالوكالة في اليمن وسوريا والعراق، مع استمرار التوتر البحري في مضيق هرمز والبحر الأحمر.

 

ثانيًا: تفكيك المؤشرات

تشير أبرز التطورات إلى أن تغيير مكان المفاوضات من عمان إلى روما يعكس ضعفًا في الثقة بين الطرفين، مع محاولة أميركية لفرض شروط تفاوضية أكثر صرامة.
زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران تُعد إشارة ذكية لمحاولة تطويق التصعيد عبر قنوات دبلوماسية وقائية.
في المقابل، تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي المتشددة توحي بأن إيران تسعى لتحسين موقفها التفاوضي بالتصلب الظاهري.
في الميدان، استمرار الضربات الأميركية الدقيقة يمثل ضغطًا متزايدًا على طهران لتحريك المفاوضات من موقع الضعف لا القوة.

 

ثالثًا: السيناريوهات الاستشرافية

🎯 السيناريو الأول: تفاوض بتصعيد محكوم

من المرجح أن تستمر الضربات الأميركية المحدودة ضد حلفاء إيران الإقليميين، بالتوازي مع استمرار قنوات التفاوض في روما أو غيرها.
سيكون الهدف الوصول إلى تفاهمات مرحلية مثل وقف رفع نسبة التخصيب مقابل تخفيف بعض العقوبات.
هذا السيناريو يبدو الأكثر ترجيحًا حاليًا بنسبة تقارب 60%.

🔥 السيناريو الثاني: تصعيد واسع - ضربة عسكرية

في حال فشل المفاوضات خلال جولات قريبة (قبل نهاية يونيو 2025)، واحتمال رفع إيران للتخصيب إلى مستويات حرجة تتجاوز 60%،
قد نشهد تحركًا أميركيًا أو أميركيًا-إسرائيليًا مشتركًا لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
هذا السيناريو أقل احتمالًا حاليًا، لكنه يبقى قائمًا بنسبة 30%.

🌿 السيناريو الثالث: تهدئة هشّة مؤقتة

هناك احتمال ضعيف لتفاهم هش ومؤقت، ربما يشبه اتفاق 2015، بحيث يتم تجميد بعض الأنشطة النووية مقابل تخفيف محدود للعقوبات،
لكن دون معالجة جذرية للأزمة.
هذا السيناريو تقدر فرص تحققه بنحو 10% فقط، بالنظر إلى حجم انعدام الثقة المتراكم.

 

 الخلاصة :

الولايات المتحدة تمارس سياسة "العصا والجزرة": مفاوضات تحت ضغط نيران محسوبة.

إيران تراهن على كسب الوقت دون تقديم تنازلات استراتيجية مؤلمة.

النتيجة المتوقعة: استمرار التفاوض في أجواء تصعيد ميداني خاضع للضبط، بدون الوصول إلى حرب شاملة حتى استنفاد كافة أوراق الضغط المتاحة.

🔵 "المفاوضات المقبلة ليست حول النجاح أو الفشل فقط… بل حول إدارة حافة الهاوية بأقل الخسائر الممكنة."

 

✨ ومضة استشرافية من BETH:

حين يتحدث السياسيون عن السلام…
راقب أصابعهم على الزناد.