ترامب... حين يتحدّى المألوف ويكتب التاريخ بطريقته

ترامب... حين يتحدّى المألوف ويكتب التاريخ بطريقته
✍️ تحليل سياسي رمزي – وكالة BETH
في زمن تتكرر فيه الوجوه وتتشابه السياسات، يظهر دونالد ترامب كـ"كائن سياسي غير تقليدي"، لا فقط لأنه يقول ما لا يُقال، بل لأنه يفعل ما لا يُتوقّع.
فهل يملك ما يؤهله ليُسجّل اسمه في صفحة زعماء أمريكا العظام؟
أم أنه مجرد عاصفة صوتية ستتلاشى في ضجيج الحملات والجدل؟
لنقرأ المحاور الأساسية، لا بصوت الميديا، بل من زاوية التحليل العميق…
1️⃣ جرأة غير مألوفة، وانقلاب على التقاليد، وأجندة لا تتبع مراكز القوى…
ترامب ليس ابن المؤسسة، بل كاسرها.
جاء من خارج البيت السياسي، لا يحمل لقب "سيناتور" ولا يتقن ديبلوماسية البلاغة الفارغة.
جرأته ليست في صوته العالي فقط، بل في قدرته على كسر التابو السياسي:
يهاجم الإعلام بلا تحفظ
يصف الحكومات العريقة بـ "الضعيفة"
لا يخجل من قرارات تمسّ حتى حلفاء واشنطن
لكنه لا يتصرّف بعشوائية… بل بخريطة ذهنية معقدة أساسها:
"من لا يتحكم بالضجيج… ستحكمه همسات الغرف المغلقة."
2️⃣ تأسيس توازن جديد مختلف عن الصفحات السابقة
في السياسة الدولية، اعتادت أمريكا أن تكون الراعي الأكبر… دون صراخ.
ترامب أعاد تعريف هذا الدور، لا كمُفاوض ناعم، بل كـ"صاحب المشروع الصارم".
رؤيته للتوازن ليست إعادة ترميم النظام العالمي، بل إعادة توزيع الأدوار فيه:
الصين لم تعد شريكًا اقتصاديًا… بل خصمًا استراتيجيًا
أوروبا ليست مركز التفاهم… بل عبء موروث
الشرق الأوسط ليس فقط بئر نفط… بل منطقة اختبار للردع والهيبة
هو لا يُعيد "تاريخ النظام العالمي"… بل يُعيد كتابته بأسلوبه.
3️⃣ ترامب لا يخشى المواجهة، ولا يُجامل الحلفاء إن اختلفوا معه
على عكس رؤساء سابقين، لا يرى ترامب أن التحالفات ثابتة، بل عقود قابلة للتعديل.
هاجم الناتو
ضغط على كوريا الجنوبية واليابان لتحمّل كلفة القواعد الأميركية
نكص على التزامات باريس المناخية
انسحب من الاتفاق النووي مع إيران دون استشارة أحد
كل هذه مؤشرات على قيادة لا تخاف الوحدة، طالما ترى أنها "الوحدة الصحيحة".
وهنا بيت الرهان:
هل سيستمر في طريق المواجهة، أم تُثنيه حسابات الداخل الانتخابي؟
وهل يستطيع بناء نظام عالمي جديد… دون أن يُسقطه وزن الحلفاء الناقمين؟
4️⃣ هل سيعيد التوازنات أم يزيد من تعقيد شبكة العلاقات الدولية؟
من يُنصت إلى العالم الآن، يسمع أصواتًا متقاطعة:
أوروبا تشكو من الفجوة مع واشنطن
الصين تُخطط لعالم بديل
روسيا تُراقب وتحفر في الخفاء
إيران تُراوغ وتنتظر من يُخطئ أولًا
ترامب هنا لاعب منفرد:
لا يُريد إعادة التوازنات التقليدية، بل فرض توازن جديد… على طريقته.
وهذا يُقلق الجميع.
فالتاريخ يقول: من يُغيّر النظام… قد يفقد السيطرة عليه.
5️⃣ التوازن، لكن بثمن: إعادة فرز الحلفاء… وتقويض بعض التفاهمات القديمة
لن يستطيع ترامب بناء نظام جديد بدون أن يُسقط بعض التحالفات القديمة.
قد يُضحّي ببعض "الأصدقاء التقليديين"
وقد يُراهن على تحالفات نفعية مؤقتة بدلًا من علاقات عاطفية عميقة
وهذا الثمن لن يكون بسيطًا:
أوروبا قد تتمرد
الخليج قد يعيد التموضع
الشرق الأوسط قد يتجرأ على التغيير
لكن ترامب، كما يبدو، يُدرك أن بقاء أمريكا في مقعد القيادة لا يعني كسب الجميع… بل تحمّل وحشة القيادة أحيانًا.
🧩 ومضة BETH الرمزية:
ترامب لا يُشبه من سبقوه…
لأنه لا يخشى أن يكون "وحده على القمة".
والسؤال ليس: هل يصمد؟
بل: هل سينجح في أن يجعل القمة مكانًا قابلًا للسكن؟