التفاوض... ضجيج إيراني وصمت أمريكي

إيطاليا تدخل على خط التفاوض.. وثلاث دول أوروبية مرتابة
🔵 وكالة BETH – تحليل استراتيجي
في تطور لافت، أعلنت إيطاليا استعدادها لاستضافة محادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي، لتفتح بذلك صفحة جديدة في سجل التفاوض المعقّد، بينما تواصل طهران إرسال إشارات عالية النبرة، وتقابلها واشنطن بصمت استراتيجي لا يخلو من دلالة.
في المقابل، عبّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن موقف أوروبي متحفّظ، مؤكدًا أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستظل "يقِظة" تجاه أي مفاوضات قد تجري، حرصًا على عدم المساس بمصالحها الأمنية النووية، ما يعكس ارتيابًا واضحًا من أي اختراق أمريكي – إيراني مفاجئ قد يُعيد خلط الأوراق.
🇮🇷 إيران: نُرحب… لكن بشروط
إيران، من جهتها، لا تزال تحاول فرض إيقاعها على شكل المفاوضات:
ترحّب مجددًا بعُمان كوسيط،
لكنها ترفض تأكيد المكان،
وتُلوّح بأنها تدرس الخيارات المقترحة.
🔎 المعنى الضمني:
"نحن طرف رئيس لا تابع... وقرار المكان بيدنا."
وتلك ليست مجرد مسألة تنظيمية، بل رسالة رمزية بأن إيران لا تزال تعتبر نفسها ندًّا دبلوماسيًا لا طرفًا متلقيًا.
🇺🇸 واشنطن: اللا تعليق... هو التعليق
رغم كل هذا الحراك، ما زالت واشنطن ملتزمة صمتًا متعمدًا، باستثناء تصريحات سابقة تُذكّر بزوال "التهديد النووي الإيراني"، ما يعكس مقاربة أمريكية تقوم على:
"لا نُمانع الحوار... لكن بشروطنا، وفي توقيتنا."
هذا الصمت قد يكون جزءًا من حرب نفسية ناعمة… أو مجرد تكتيك لضبط التوقعات.
🧪 الوكالة الدولية للطاقة الذرية: رقابة موازية للتفاوض
في هذا السياق، أعلن المدير العام للوكالة رافائيل غروسي أنه سيزور طهران هذا الأسبوع، مؤكدًا أن "الحوار ضروري"، مع الإشارة إلى حاجة ماسة للحلول الدبلوماسية.
وتُعد هذه الزيارة رسالة مزدوجة:
دعم المسار السلمي،
مع التأكيد على أن البرنامج النووي الإيراني لن يُترك للتطمينات السياسية فقط.
🧩 قراءة رمزية للمشهد
إيطاليا تقدّمت بالضيافة… لكن من يملك الطاولة؟
إيران ترفع الصوت… فهل هو للتفاوض أم لكسب الداخل؟
أمريكا تراقب من بعيد… وتُدير اللعبة بلا انفعال.
أوروبا تمسك الخيوط الخلفية… وتخشى أن يتم تجاوزها.
النتيجة؟
التفاوض بدأ… قبل أن يبدأ.
والصراع الآن ليس على "الاتفاق" فقط، بل على من يقود التفاوض… ومن يُشكّل نهايته.
📌 خلاصة BETH: المعركة ليست حول النووي فقط، بل حول الرمزية السياسية ومكانة الدول.
إيران تحاول الظهور كقوة تفاوضية مستقلة.
أمريكا تمارس "برود الكبار".
وأوروبا… لا تريد أن تكون شاهدة صامتة على صفقة تُصاغ خلف أبواب مغلقة.