إسرائيل وإيران… عندما تتشابه أسمال الغطرسة

تحليل استراتيجي – BETH الإعلامية
تفسير العنوان لا يحتاج سطرًا… بل أربعة وجوه متقابلة لذات الانهيار:✳️
العبث الثنائي… بين تل أبيب وطهران
حين يتشابه نقيضان… وتختنق الحقيقة بين ركامهما
قوةٌ تتغوّل… وأخرى تتوهّم
دولتان لا تعرفان طريق السلام… وإن اختلفت الرايات
_____________
قد تبدوان نقيضين في الخطاب والموقع…
لكن حين ننظر في العمق، نجد بين إسرائيل وإيران ما هو أبعد من التصعيد العسكري والتراشق الإقليمي:
تشابه في منهجية العبث، التدمير، وإنكار الآخر.
إسرائيل… حين يتضخم غرور القوة
لا شيء يُشبه إسرائيل أكثر من سلوك القوة التي تعتقد أن الردع يصنع السلام.
قوة تعتقد أن التاريخ منحها صك البقاء،
فتقتل تحت مظلة "الدفاع"،
وتحاصر باسم "الأمن"،
وتقصف المستشفيات لأن "العدو يختبئ هناك".
لكن إسرائيل لا تدرك أنها تصنع عدوا أبديًا… بنيرانها، لا بوجودها.
منذ 1948 وحتى اليوم،
كلما زادت مساحة السلاح، تقلصت مساحة العقل.
وكلما توسّعت "نظرية الأمن"، اختنقت فكرة السلام.
إيران… حين تلبس أسمال القوة الكاذبة
على الجهة الأخرى،
إيران تُصدّر للعالم قوة مشوشة، متضخّمة بالشعارات، مفرغة من الفعل المسؤول.
نظام يعيش على الخرافة، ويغذّي الخيال الشعبي بـ"نهاية كبرى منتظرة"،
ويستثمر في الفوضى الإقليمية كأنها مشروع تنمية.
كلما ضعف الداخل،
أرسلت مليشيا للخارج.
كلما تآكل الاقتصاد،
رفعت راية المقاومة في بلد آخر.
تلبس "أسمال القوة"… بينما فقر العقل ينهش الدولة من الداخل.
كلاهما… يقتات على التدمير
إسرائيل بقوةٍ حقيقية… تُسيء استخدامها.
وإيران بقوةٍ موهومة… تُفرّغها في الساحات الخاطئة.
لكن النتيجة واحدة:
ولايدرك الغافل أنه سيأتي يوم يشهد العالم فيه نهاية الوهم واعتقاد القوة.
دولتان مارقتان… لا يوجد السلام في قاموسهما.
واحدة تُدمّر لتبقى،
وأخرى تُدمّر لأنها لا تملك غير الهدم.
📜 التاريخ… لا يرحم من يُكرر حماقاته
دعونا نستحضر النماذج:
الإمبراطورية الرومانية
المغول
ألمانيا النازية
كلها قوى جبارة، سقطت لا حين ضُربت… بل حين أفرطت في ضرب الآخرين.
فغرور القوة، حين لا يُراجع،
يتحول إلى نزيف داخلي صامت… حتى الانهيار.
🧭 تعليق BETH:
ليس السلام هو الخيار الأجمل فقط…
بل هو خيار العاقل الذي لا يريد أن يُخلّد في كتب التاريخ… كمثال للغباء المدجّج بالسلاح.
وكل من لم يقرأ التاريخ…
فقد وقّع على نسخته الخاصة من نهايات المارقين.
🖼️ وصف رمزي للصورة:
الصراع بين الطامحين العابثين…
الأرض لا تحتمل الاثنين.