قصف مستشفيات غزة

news image

المستشفى هدفًا… حين تتوحش المعادلة

وكالة BETH – متابعة وتحليل إدارة الإعلام الإستراتيجي 

قالت وزارة الصحة في غزة إن صاروخين إسرائيليين أصابا فجر الأحد مبنى داخل مستشفى المعمداني (الأهلي العربي)، ما أدى إلى تدمير قسم الطوارئ والاستقبال، وأضرار بمبانٍ أخرى داخل الحرم الطبي.
وأكدت الوزارة أن الحادث تسبب في إخلاء المرضى والعاملين قسريًا، في وقت لم تُسجل فيه إصابات بشرية بحسب الدفاع المدني.

وأضافت الوزارة:

"نطالب بحماية القطاع الصحي ووقف الانتهاكات بحق المؤسسات الطبية في غزة."

وفي المقابل، يحقق الجيش الإسرائيلي في الحادث، بينما اتهمت حركة حماس إسرائيل بارتكاب "جريمة جديدة"، مؤكدة أن الاحتلال دمّر 34 مستشفى منذ بداية الحرب.

وسبق أن اتهمت إسرائيل حماس باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة باستمرار.

 

🧠 تحليل BETH:

من يقصف المستشفى؟ ولماذا؟

1️⃣ إسرائيل وحجّة البُنية التحتية المدنية

تقول إسرائيل إن حماس تتخذ من المستشفيات غطاءً للأنشطة العسكرية، وتُحوّل الأبرياء إلى دروع بشرية.
وفي كل استهداف، تُغلف الرواية بعبارة “نشتبه بوجود نشاط مسلح”، ما يفتح بابًا دائمًا للقصف.

لكن السؤال:

إن كانت هناك شبهة… فأين التحقيق الدولي؟ وأين الأدلة التي تسمح بهدم منشأة طبية كاملة؟

 

2️⃣ حماس ودورها غير المباشر في تبرير القصف

بعض أخطاء حماس وخطابها منح إسرائيل ذريعة دائمة لتبرير المجازر:

إطلاق الصواريخ من داخل الأحياء السكنية

تهديدات إعلامية تصوّر كل منشأة مدنية كأنها “خط جبهة”

وتوثيق إعلامي استعراضي لمقاتلين من داخل المستشفيات أحيانًا

كل ذلك مكّن إسرائيل من بناء رواية قوية في الخارج، وشرخ الصورة في الداخل الفلسطيني.

 

3️⃣ بين العقيدتين: صِدام يفتك بالمدنيين

العقيدة الإسرائيلية: لا تسامح مع أي خطر محتمل، حتى لو كان ذلك يعني "تدمير مسبق لأجل الردع".

العقيدة "الخامنئية" لدى حماس: التصعيد الدائم، حتى لو لم تكن لدى الحركة قدرة دفاع حقيقي، مما يترك المدنيين مكشوفين.

والنتيجة:

صِدام بين عقليتين… الأولى مهووسة بالحسم، والثانية مهووسة بالإثبات،
والضحية بينهما دائمًا هو الإنسان.

🩺 من الضحية؟

الشعب الفلسطيني، الذي يُقصف مرارًا… ثم يُطلب منه مغادرة مستشفى لا يجد غيره.

المواطن الإسرائيلي، الذي يعيش تحت خطر دائم، ويُستَخدم أحيانًا كحجة لممارسات غير مبررة.

 

📌 خلاصة BETH:

حين تتحول المستشفيات إلى أهداف،
وتُصبح الحياة رهينة خطابين متقابلين في الغلوّ،
نكتشف أن القضية لم تعد "أرضًا فقط"… بل عقلًا مُحتلًا من الجانبين.