تصعيد متعدد الجبهات… غارات أميركية على أنفاق الحوثيين

news image

متابعة وتحليل – إدارة الإعلام الاستراتيجي / وكالة BETH

 

في استمرار للحملة الجوية الأميركية على مواقع الحوثيين، نفّذت القوات الأميركية، اليوم الجمعة، ضربات جوية مكثفة استهدفت مواقع حوثية في كل من الحديدة ومأرب وصنعاء.

🔺 تفاصيل الضربات:    :

الحديدة: غارات جوية استهدفت محطة اتصالات في منطقة برع، ضمن هجمات دقيقة مكثفة.

مأرب: سلسلة من 11 غارة استهدفت مديرية العبدية ومنطقة مجزر، بالإضافة إلى قصف منزل شمال مأرب يُعتقد بوجود عناصر حوثية بداخله.

صنعاء: رُصد تحليق أميركي كثيف في سماء العاصمة، تبعه تنفيذ ضربات جوية على مستودعات أسلحة وأنفاق.. ليرتفع عدد الغارات إلى 29 غارة أميركية خلال أقل من ساعتين، في واحدة من أعنف الهجمات الجوية خلال الأسابيع الأخيرة.

 

رد حوثي… ومسيرة تسقط بالأردن

في المقابل، أعلن الحوثيون إطلاق طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن:

الأردن أكد رسميًا سقوط مسيّرة مجهولة في منطقة ماعين بمحافظة مأدبا، تسببت في حريق محدود دون تسجيل إصابات.

إسرائيل أفادت عبر القناة 12 باعتراض الطائرة قبل دخول أجوائها، مؤكدة أنها أُطلقت من اليمن.

 

🔎 تحليل BETH:

هذا التصعيد يندرج في إطار معركة "الرسائل المتبادلة":

واشنطن تواصل ضربات مركزة لإضعاف بنية الحوثيين.

الحوثيون يحاولون إيصال رسائل بأنهم قادرون على "التشويش الجغرافي" ولو بشكل رمزي.

سقوط المسيرة في الأردن يعكس خللاً في أنظمة التوجيه أو تصعيدًا محسوبًا على خط التماس بين إيران وإسرائيل… عبر وكلاء.

🎯 يبقى السؤال:
هل تدخل الحملة الأميركية مرحلة الاجتثاث الكامل؟ أم أن الحوثي سيبقى ورقةً في جيب أطراف متعددة؟

  ضرب الأنفاق الحوثية… هل هي رسائل أبعد من صنعاء؟

استهدفت الغارات الأميركية اليوم  أنفاقًا سرية للحوثيين في صنعاء ومحيطها.
وهذا التطور ليس عابرًا، بل يُمكن قراءته على ثلاثة مستويات:

 

1️⃣ الأنفاق: من تكتيك حربي إلى نمط إيراني مشترك

الأنفاق ليست مجرد ممرات… بل هي:

مخازن أسلحة استراتيجية

مراكز قيادة محمية

طرق نقل وتحريك قوات دون رصد جوي

👈 هذه العقيدة العسكرية ترتبط بصورة مباشرة بالمدرسة الإيرانية، وهي مستخدمة في:

جنوب لبنان (حزب الله)

غزة (حماس والجهاد الإسلامي)

صنعاء (الحوثيون)

 

2️⃣ واشنطن تغيّر قواعد الاشتباك

التحول في استهداف الأنفاق يعني:

لم تعد الضربات مجرد ردع تكتيكي، بل تصفية للبنية التحتية المخفية.

استهداف مواقع يُعتقد أنها كانت محصنة حتى وقت قريب.

معلومات استخباراتية دقيقة جدًا، وربما مساعدة من أقمار صناعية جديدة أو تعاون استخباراتي محلي.

 

3️⃣ تدريب ميداني… أم رسالة مباشرة لإيران؟

🔍 هل اليمن بات ميدان اختبار لتقنيات أميركية مخصصة لاحقًا لإيران؟

نعم، هناك من يرى أن واشنطن "تتدرّب عمليًا" على تكتيك ضرب الأنفاق في بيئة مشابهة لإيران، خاصة في الجغرافيا الجبلية والريفية.

إذا ثبت أن الأنفاق الحوثية تحاكي نمط الحرس الثوري، فالهجوم بمثابة رسالة مسبقة لإيران: نحن نعرف مكانها، وكيف ندمرها.

"استراتيجية إخراج الحوثيين من جحورهم"

🎯 تحليل رمزي – سريع 

"جحورهم":

لا تُشير فقط إلى الأنفاق تحت الأرض، بل إلى العقلية السرية والانغلاق التنظيمي.

تعكس التكتيك الدفاعي الإيراني الذي يعتمد على التواري والاختباء كقوة مقاومة، وليس كجيش نظامي.

"إخراجهم":

تكسر هذا الدفاع وتدفعهم إما إلى المواجهة المفتوحة أو إلى فقدان مواقعهم الآمنة.

تعني كشفهم للفضاء الجوي الأميركي، حيث يمتلك التفوق الكامل.

استراتيجية:

تشير إلى أنها ليست ضربة عشوائية، بل جزء من تصور عسكري استخباراتي شامل يهدف لتفكيك "الحرب غير النظامية" من الداخل.

 

🧠 خلاصة BETH:

ضرب الأنفاق هو أخطر تحوّل في الحملة الأميركية حتى الآن.
ليس فقط لأنه يطال البنية التحتية الخفية، بل لأنه يفتح احتمالات:

كسر هيبة "الحرب تحت الأرض"

ورسم خريطة ردع جديدة تتجاوز اليمن… باتجاه إيران.:

ما يجري ليس فقط تدميرًا لقدرات الحوثي، بل استراتيجية ممنهجة لإخراجهم من جحورهم… من السرية إلى السطح، ومن التخفي إلى الانكشاف. إنها الضربة الأكثر إيلامًا: حين تُجبر خصمك أن يقاتل بشروطك، لا بشروطه.