قراءة في الرؤية الصينية لبناء مجتمع إقليمي مشترك

news image

📍 تحليل استراتيجي – وكالة BETH الإعلامية
 

في زمنٍ ترتفع فيه الأصوات، وتتشابك الأزمات، تبدو الصين كأنها تسير على خريطة هادئة مرسومة بأناة. من كونمينغ إلى بانكوك، ومن لاوس إلى القوقاز، ترسم بكين ملامح مشروع إقليمي هادئ العنوان… عميق التأثير:
مجتمع ذو مستقبل مشترك.

فهل نحن أمام نسخة آسيوية جديدة من الدبلوماسية الناعمة؟
أم أننا نشهد ولادة مدرسة مختلفة في هندسة الجوار؟

 

🚉 القطار كرمز: بين التجارة والتفاهم

الصورة التي بدأت بها CGTN – قطار محمّل بالفاكهة من تايلاند إلى الصين – ليست مجرد افتتاحية رومانسية. إنها تعبير بصري عن رؤية الصين:

التجارة لا تُحمل على السفن فقط… بل على جسور الثقة.

فمشروع السكك الحديدية مع لاوس وتايلاند، الذي تجاوز 50 مليون طن من الشحنات، لم يُبنى فقط لخفض التكاليف، بل لتعزيز "التواصل الحضاري والاقتصادي".

 

🧭 من الجغرافيا إلى الفلسفة

الرئيس الصيني شي جين بينغ لم يُخفِ أن فلسفة الجوار الصيني تستند على 4 مبادئ:
الصداقة – الإخلاص – المنفعة المتبادلة – الشمول.
وهي مبادئ يبدو أنها نجحت في الترجمة العملية عبر اتفاقيات حسن الجوار، وتسويات حدودية مع 12 دولة، واندماج دبلوماسي وتجاري مع 28 دولة مجاورة.

حين تتحول المبادئ إلى شبكة سكك ومعاهدات وعبارات احترام، فذلك ليس شعارًا سياسيًا… بل رؤية حضارية.

 

🔍 قراءة BETH: هل النموذج قابل للتكرار؟

في العالم العربي، وعبر تجارب إقليمية متفرقة، لا تزال فكرة "الجوار الإيجابي" غائبة أو مثقلة بالإرث السياسي.
لكن النموذج الصيني يُعطينا سؤالًا جديرًا بالطرح:

هل يمكن لدولة أن تضمن أمنها واستقرارها ليس بالقوة… بل بـ"هندسة الجوار"؟

إن مشروع الصين لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك مع جيرانها ليس معنيًا فقط بالتحالفات، بل بالتكامل الثقافي والبنيوي والسياسي… ويقدم دروسًا للعالم، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط، التي تتعطّش لصيغ جديدة من التقارب الذكي.

 

🎯 توصية استراتيجية – من BETH إلى مراكز القرار العربية:

دراسة النموذج الصيني في "هندسة الجوار" ومواءمته مع الخصوصيات الجيوسياسية العربية.

تعزيز المبادرات الإقليمية التي تقوم على الفائدة المتبادلة لا الهيمنة.

إطلاق منصة عربية آسيوية مستقلة للحوار والتعاون، تكون وكالة BETH فيها شريكًا إعلاميًا معرفيًا.

 

🖋️ خاتمة رمزية:

العلاقات لا تُبنى على الجدران… بل على السكك.
والصداقة لا تُعلن في المؤتمرات… بل في حركة الشحنات، ونبرة الرسائل، وصياغة الجوار.