الإعلام... مفتاح للحروب أم لإقفالها؟

✍️ إعداد: إدارة الإعلام الاستراتيجي – بث
لم يعد الإعلام مجرد ناقلٍ للحدث، بل أصبح صانعًا له، محرّكًا لطبول الحرب حين يشاء، وقادرًا على خفض التوتر وإغلاق أبواب المواجهة عندما يريد.
في زمن الانفتاح الفضائي والعقلي، أصبح الإعلام أحد أخطر الأسلحة الناعمة، يتجاوز الجبهات العسكرية، ليؤثر في الوعي الجمعي، ويصوغ مزاج الشعوب.
مفاتيح وأقفال
بعض وسائل الإعلام تتبنّى مفاتيح الحروب، فتُضخِّم التفاهات، وتضخّ دمًا في شرايين الأزمات الخاملة.
وبعضها الآخر يُتقن استخدام الأقفال، يُطفئ نيران التوتر، ويعيد ترتيب المشهد بعيدًا عن الانفعال أو الانقياد.
المفارقة أن بعض الأقفال ضائعة… وأخرى ثقيلة لا يملكها سوى السياسيين.
لكن يبقى السؤال الأهم:
من يختار توقيت الفتح أو الإغلاق؟ وهل الإعلام مجرد ناقل؟ أم مشارك في القرار؟
نتنياهو كمثال… ووزير خارجية إيران كرمز
من الذي يخدم نتنياهو عندما يُنقل تصريحه العسكري دون تحليل؟
من الذي يضخم تصريحًا عدائيًا، ويمنحه هالةً أكبر من حجمه، فيجعله “خبرًا أول”؟
من الذي يعيد إنتاج قوة الخصم – مثل إيران – ويصوّرها على أنها لا تُقهَر، في وقتٍ تُعاني فيه طهران من أزمات داخلية وخارجية؟
في المقابل، هناك إعلام يكتفي بالتناقل المجرد، لا يحلل ولا يشرح، فيعيد نشر كل التصريحات — سواء كانت إيجابية، سلبية، أو حتى رمادية — دون أن يبيّن السياق أو يكشف المضمون الحقيقي.
الإعلام في زمن العقل المفتوح
في ظل الانفتاح المعلوماتي والعقلي، لم يعد الجمهور ساذجًا كما في السابق.
لكن الفرق الحقيقي لا يزال في نوعية الإعلام:
هل هو إعلام يُحلّل التصريحات؟
أم إعلام يُضخّمها دون وعي؟
أم إعلام يعيد صناعتها بما يخدم مصالح معينة؟
الخلاصة
الإعلام اليوم لا يملك رفاهية الحياد الكسول.
إما أن يكون أداة وعي تُطفئ الحرائق،
وإما أن يتحول إلى عدسة مُكبّرة للدمار، تغذي الحروب وتوسّع الانقسام.
السؤال الذي لا بد من طرحه:
في كل تصريح يُنشر… من الرابح؟
ومن الخاسر؟
ومن الذي يتحكم في المفاتيح؟
🟩 رغم أن القاعدة الصحفية القديمة تقول: "الإعلام لا يحل المشكلات، لكنه يساعد على حلها"، فإن الواقع اليوم يُظهر أن الإعلام قد يُحرك الحل… أو يُجمّد القرار. والفرق دائماً: في النوايا، ومن يُحرّك الحروف.
🔵 حين يُسلّط الإعلام أضواءه على المجرمين وقطاع الطرق… دون تمحيص أو وعي، فربما لا يكون ناقلًا للحدث، بل شريكًا فيه. فالإعلام الحقيقي يرى الفرق بين تسليط الضوء… وتمجيد الظلام.
🔵 وعندما تقع الجرائم الغامضة المعقّدة، فإن الجاني الحقيقي كثيرًا ما يُحرّك خيوط الإعلام ليُركّز على الجريمة وظواهرها، ويُسارع إلى تقديم "كبش فداء" للرأي العام… بينما يختفي المستفيد الحقيقي في الظل.
ما الذي يمكن أن نُسميه؟ إعلامًا؟ أم تضليلًا ناعمًا في ثوب التغطية؟