السبت الإيراني… انقسام داخلي على طاولة مفاوضات دولية

✍️ إعداد: إدارة الإعلام الاستراتيجي | وكالة BETH
🧠 مقدمة تحليلية – BETH:
السبت المقبل ليس مجرد موعد تفاوضي؛ إنه اختبار وجودي لنظام مأزوم داخليًا، يعيش صراعًا بين لغتين: لغة الخنادق ولغة الطاولة. بين "خامنئي الممانع" و"بزشكيان البراغماتي"، بين ذاكرة "سليماني" وشبح "القذافي".
تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حين أعلن عن اجتماع مصيري مع إيران، لم تكن مفاجئة من حيث توقيتها، لكنها فاجأت الداخل الإيراني بحدة الانكشاف. فقد انكسر حاجز التماسك المعتاد في النظام، وباتت الخلافات تُعرض على الهواء، وبأصوات برلمانيين يصفون وزير خارجيتهم بأنه خائن لما سمّوه "الكرامة الإيرانية".
🧩 الانقسام الإيراني الحاد: ثلاثة معسكرات
داخل طهران، يتوزع الموقف الإيراني إلى ثلاث كتل رئيسية:
التيار المحافظ المتشدد يرى أن التفاوض مع أميركا خيانة وطنية ومؤشر ضعف، ويستحضر تجارب مريرة مثل اتفاقية "تركمانشاي" و"جنيف"، ويذكّر بمقتل قاسم سليماني بوصفه خطًا أحمر لا يُغتفر.
التيار البراغماتي بقيادة حكومة بزشكيان يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الاقتصاد، ويرى في التفاوض ضرورة عقلانية وليست خيارًا ناعمًا، خاصة مع اقتراب تفعيل آلية الزناد الأوروبية.
التيار الوسطي داخل الدولة يتردّد بين الموقفين، يحاول حفظ ماء وجه النظام دون أن يمتلك حسمًا واضحًا، ويخشى أن يؤدي استمرار الانقسام إلى انهيار سياسي وأمني.
🔎 مقارنات رمزية بين التجارب الدولية:
الوضع الإيراني اليوم يُذكّر ببعض النماذج التاريخية، لكن مع فروقات واضحة:
ليبيا القذافي (2011) خاضت مواجهة عناد سياسي من طرف واحد، ودفعت الثمن انهيارًا كاملًا، لكن إيران اليوم ما زالت تمتلك أدوات مناورة.
كوريا الشمالية تُمارس سياسة الغموض الاستراتيجي، وتستخدم الترسانة كسلاح تفاوض، بعكس إيران التي ما زالت في منطقة الشكوك التقنية حول برنامجها النووي.
أما إيران اليوم، فهي بين الحالتين: تمتلك بعض أوراق القوة، لكنها محاطة بانهيار اقتصادي وتضعضع ثقة داخلي، وانكشاف في تحالفاتها الدولية.
📊 لماذا ظهر هذا الانقسام الآن؟
هناك أسباب مركبة، على رأسها أن التهديد الأميركي هذه المرة لم يكن رمزيًا، بل جاء بصيغة "إما اتفاق… أو خطر جسيم". كما أن الوقت يضغط: العقوبات تزداد، وآلية الزناد الأوروبية تقترب، والاقتصاد الإيراني يعيش أسوأ حالاته منذ سنوات.
كل هذا ولّد حالة من "الانكشاف الداخلي" لم يشهدها النظام منذ احتجاجات 2009، لكن هذه المرة… الانقسام في القمة لا في الشارع فقط.
🔮 السيناريوهات المتوقعة لما بعد السبت:
السيناريو الأول:
مفاوضات خلف الكواليس تُنتج تهدئة مؤقتة. وقد يُبرم اتفاق مبدئي على جدول زمني لتخفيف العقوبات مقابل التزامات تقنية إيرانية.
السيناريو الثاني:
فشل تام في المحادثات، يقابله تصعيد أميركي قد يشمل عقوبات جديدة أو ضربات إلكترونية. وسيظهر صوت المتشددين الإيرانيين بوصفهم "المنتصِرين بالممانعة".
السيناريو الثالث:
يعتمد ترامب أسلوبه المعتاد: مفاجأة كبرى، ثم مبادرة انفرادية يتفاوض بها مباشرة مع طهران، معلنًا "نصرًا تفاوضيًا" دون العودة إلى المؤسسات الدولية.
السيناريو الرابع:
انفجار داخلي في إيران نتيجة تعارض الخطابات بين قادة النظام، قد يؤدي إلى احتجاجات جديدة، خاصة في ظل عجز الحكومة عن تقديم حل اقتصادي واقعي.
✍️ خلاصة BETH:
"حين يكون التفاوض طريق نجاة… والخطاب طريق انتحار سياسي، فالعقلاء يختارون الوقت لا العناد."
لكن في إيران، لا يبدو أن الجميع يُجيد قراءة الوقت.
والسبت… ليس مجرد يوم مفاوضات، بل امتحان نهائي لتوازنات الشرق الأوسط.
\
🖼️ تحليل رمزي للصورة :
الطاولة الرمادية: تُشير إلى غموض القرار.
الساعة الرملية: تمثل عامل الوقت الضاغط على كل الأطراف.
ظل خامنئي يتراجع، وظل بزشكيان يقترب من الطاولة: يختصر المشهد السياسي داخل طهران.
خارطة الشرق الأوسط: لتذكير الجميع بأن نتائج المفاوضات لن تبقى في حدود إيران.