واشنطن تعاقب… وتتحدث

news image

 ✍️متابعة وتحليل إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة beth

 

في مفارقة دبلوماسية لافتة، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية يوم الأربعاء فرض عقوبات جديدة على خمسة كيانات وشخص واحد في إيران، لدعمهم البرنامج النووي، وذلك بعد 48 ساعة فقط من تصريح الرئيس دونالد ترامب بنيّة بلاده الدخول في مفاوضات مباشرة مع طهران.

🎯 العقوبات تأتي في لحظة مزدوجة:

تصعيد اقتصادي برسائل واضحة من واشنطن: التفاوض لا يعني التراخي.

واستعداد سياسي للجلوس على طاولة قد تنعقد في مسقط السبت المقبل.

🇮🇷 أما في الداخل الإيراني، فقد تفاعل المواطنون بين قلق مزمن من تهديدات الحرب، وأمل حذر بأن المفاوضات قد تخفف عبء العقوبات التي أرهقت الاقتصاد لعقود.

🧠 تعليق "بث":

هي لحظة "ضغط وتفاوض"، حيث تستخدم واشنطن سياسة العصا قبل اللقاء.
والسؤال الحقيقي: هل هذا التوقيت بداية مسار تسوية؟
أم مرحلة جديدة من لعبة الأعصاب بين واشنطن وطهران؟

🔥 تصعيد أميركي… وغارات جديدة على الحوثيين

في تصعيد لافت يتزامن مع التحركات السياسية الأميركية تجاه إيران، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أنها لن تتسامح مع أي جهة تدعم منظمات إرهابية مثل الحوثيين، معتبرة أن تفريغ السفن وتزويدها بالنفط في موانئ الحوثي انتهاك مباشر للقوانين الدولية.

وفي السياق الميداني، ارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الأميركية التي استهدفت مواقع حوثية في محافظة الحديدة إلى 10 قتلى وعدد من الجرحى، بحسب ما أعلنت ميليشيات الحوثي.
وأكدت قناة "المسيرة" التابعة لهم أن القصف طال مدينة "أمين مقبل السكنية" في مديرية الحوق.

وشهد اليوم دوي ثلاثة انفجارات متتالية في المدينة، ضمن سلسلة من الضربات المستمرة التي تنفذها القوات الأميركية ردًا على تهديدات الحوثي للملاحة الدولية.

 

🧠 تحليل ختامي: الرسائل خلف التصعيد الأميركي

التصعيد الأميركي المزدوج – عبر الغارات الجوية على الحوثيين والعقوبات الجديدة على إيران – لا يُقرأ كأحداث منفصلة، بل كرسالة متكاملة مفادها:

التفاوض مع طهران لا يعني منحها صلاحية إشعال جبهات بديلة.

الولايات المتحدة ترسم حدودًا ناعمة:
🔸 الحوار؟ ممكن.
🔸 الفوضى عبر الوكلاء؟ خط أحمر.

وفي لحظة يُنتظر فيها لقاء "مسقط"، يبدو أن واشنطن تمارس سياسة العصا قبل الكلمة، فتُذكّر طهران أن "الملف النووي" لا يُمكن فصله عن أذرعها العسكرية في اليمن ولبنان والعراق.

أما فرض العقوبات بالتوازي مع التفاوض، فليس تناقضًا بل تكتيك تفاوضي مدروس:

اختبر نوايا الخصم تحت الضغط.
ومن يستجيب، يدخل الطاولة. ومن يناور، يتلقى الضربات.

في السياق اليمني، لا يبدو الحوثي قادرًا على حمل العبء وحده… لكن استمرار الدعم الإيراني يعني أن "الحديدة" قد تكون بداية جولة جديدة من حرب بالوكالة، تُدار من خلف الستار، وتُحسم في العلن.

🔍 إذًا، الرسالة الأميركية مزدوجة:

لإيران: أنتِ محاصرة، فلا تختبئي خلف الحديدة.

للمنطقة: واشنطن تتفاوض… لكنها لم تضع سلاحها بعد.