ترامب يلوّح بالمفاوضات مع إيران… ومسقط تستعد للعرض المسرحي

🧠 صادر عن إدارة الإعلام الاستراتيجي – وكالة BETH
تقرير تحليلي خاص
في تحول لافت في مسار العلاقة الأميركية - الإيرانية، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عزمه الدخول في مفاوضات مباشرة مع إيران، وهو ما قوبل برد طهران بنبرة لا تخلو من التحدي، حين قالت:
"سبق أن عرضنا التفاوض دون تهديد، وكان عرضًا مغريًا لأميركا."
وبين التصريح والتصريح، تقرر انعقاد اجتماع رفيع المستوى بين الجانبين في مدينة مسقط السبت المقبل، ليبدأ فصل جديد من فصول التفاوض المتأرجح.
المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران التي ستعقد في 12 أبريل نيسان في سلطنة عمان سيقودها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
🧩 أطراف معادلة الفرصة الأخيرة
دونالد ترامب: العائد بقوة إلى المشهد، يبحث عن ورقة إقليمية كبرى تعيد له الحضور في الداخل الأميركي.
النظام الإيراني: يتخبط بين الداخل المضطرب والخارج المُحاصر، ويبحث عن متنفس تفاوضي دون تنازلات جوهرية.
سلطنة عُمان: تلعب دور الوسيط الهادئ، لكنها في الحقيقة تُوفر مناخًا نفسيًا مريحًا لإيران.
المنطقة والخليج: تُشاهد المشهد دون دعوة، رغم كونها الساحة التي تُصنع عليها أغلب النتائج.
📌 قراءة في مكان الاجتماع
لماذا مسقط؟
ليست لأنّها مدينة السلام كما يُروّج، بل لأنها "تُرضي" الطرف الإيراني مذهبيًا ونفسيًا، نظراً للعلاقة التاريخية المتينة بين الحكم في سلطنة عمان وتوجه النظام الإيراني.
عندما توافق أمريكا على اللقاء في مسقط، فهي لا تُراهن على الحياد، بل تمارس التسكين النفسي للإيراني، لأنها تعرف أنه لن يشعر بالضغط أو الحرج في هذا المكان.
🔍 محاور التحليل العميق
1. لماذا الآن؟
هل يسعى ترامب لتحقيق هدفه بمنح إيران فرصة أخيرة
أم أن النظام الإيراني بدأ يتنفس بصعوبة، ويحتاج "هدنة دبلوماسية" في ظل أزمات الداخل - لعل وعسى؟
2. بين مجنون العصا… والسياسة بالحيلة
"خامنئي كمجنون بيده عصا، لا يهمه أن يضرب نفسه أو شعبه أو العالم."
التعامل مع هذا النمط لا يكون بالمواجهة المباشرة، بل بالحيلة السياسية: سحب العصا… إذا لم يستجب؛ ضربه بها على رأسه الرمزي .
3. كبرياء الضعفاء
رد طهران يحمل مزيجًا من التحدي والرجاء، فهو أشبه بمن فقد السيطرة، ثم يضع شروطًا على من ينقذه.
هل نعيش لحظة مناورة خفية، أم انكسار ناعم لصالح صفقة؟
4. الخرافة تحاور القرن 21
النظام الإيراني لم يكن يومًا مشروعًا تنمويًا، بل مشروعًا للرماد والفوضى الرمزية.
يتحدث بلسان الأسطورة، ويمارس "التقية" كسياسة…
وكل من اقترب منه خسر: حلفاؤه في لبنان، واليمن، وغيرهم من حلفاء السر والعلن، وحتى الداخل الإيراني.
5. هل من فرصة؟
تبقى الكتلة الشابة في إيران هي بصيص الأمل.
لكن أي مفاوضات لا تستند إلى تحوّل داخلي في العقل الإيراني، لن تنجب سلامًا… بل هدوءًا يسبق جولة جديدة من العبث.
🧠 خاتمة تحليلية
قد يبدو المشهد تفاوضًا، لكنه جزء من مسرحية ،
أبطالها يُراوغون،
والشعوب تدفع الثمن.
في الخليج…يفهمون جيدًا أين تبدأ الرواية، وكيف تنتهي.
ويبقى التحدي الأكبر:
أن نلتقط العصا… قبل أن تُرفع في وجوهنا من جديد.