يوم التحرير الأميركي… ترامب يقلب معادلة السوق

news image

 ✍️تحليل  الإعلام الإستراتيجي بوكالة beth


 

🌀 أسئلة مقدمة :

ترامب و"يوم التحرير"… اقتصادٌ ينفكّ من قيوده أم يُقيّد العالم؟

من يحرر من؟… قراءة في يوم ترامب الاقتصادي

التحرير بصيغة ترامب… بين انتعاش الداخل وتوتر الخارج

يوم التحرير أم بداية الانقسام؟… ترامب يعيد تشكيل الاقتصاد العالمي

ترامب يحرر واشنطن من العالم… أم من الحقيقة؟

بين التحرير والتقييد… ترامب يُعيد تعريف القوة الاقتصادية

 

في خطوة وصفها بـ"التاريخية"، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب "يوم التحرير الاقتصادي"، بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 10% و50% على جميع الواردات، بما فيها القادمة من الحلفاء. القرار أثار موجة واسعة من المواقف المتضادة… بين من رآه تحرّرًا من "سوق تُنهك أميركا"، ومن اعتبره قيدًا جديدًا يُشعل الحروب التجارية.

لكن السؤال الأهم: ما الذي يسعى ترامب لتحريره بالضبط؟

🔍 الجواب ببساطة: السوق الأميركي.

ففي رؤية ترامب، السوق الأميركي كان ساحة مفتوحة للمنتجات الأجنبية الرخيصة على حساب الصناعات الوطنية، ما أدى إلى عجز تجاري مزمن، وتسرب للوظائف، واعتماد على قوى خارجية. بالتالي، جاء القرار كمحاولة لقطع سلاسل التبعية، وتحقيق انتعاش داخلي يعيد تصنيع "الحلم الأميركي".

 

📉 الأسواق تصرخ… هل هي آلام التحرير؟

التداعيات كانت حادة وسريعة:

فقدان مؤشر S&P 500 أكثر من 6 تريليونات دولار خلال يومين.

تراجع النمو المتوقع، وارتفاع معدلات البطالة تدريجيًا.

موجة غضب دولي، وردود انتقامية من الصين ودول أخرى.

لكن في المقابل، أظهرت البيانات أن أكثر من 50 دولة تواصلت مع واشنطن لبدء مفاوضات تجارية جديدة، وهو ما وصفه البيت الأبيض بأنه "أثر التحرير الحقيقي"، إذ أصبحت أميركا الآن من يُملي شروط التجارة لا العكس.

 

🔥 ترامب يحرر… والمتظاهرون يُقيدون؟

في مشهد موازٍ، تخرج احتجاجات حاشدة داخل الولايات المتحدة، اعتراضًا على سياسات ترامب وقراراته الأخيرة. لكن المفارقة أن هذه المظاهرات، رغم شعبيتها، تخدم رواية ترامب:

"أنا أواجه لوبيات المصالح، بينما هم يخشون خسارة امتيازاتهم".

هكذا يعيد ترامب تقديم نفسه كـ"قائد تحرري داخلي"، بينما الإعلام المعارض يصوّره كمصدر قيد على الحريات.

 

💡 الختام – ومضة تحليلية

ترامب لم يحرر الأسواق فقط، بل حرر الخطاب السياسي الأميركي من قيود الدبلوماسية التقليدية.

ومهما كانت النتائج على المدى القريب…

فإن "يوم التحرير" سيبقى علامة فارقة، ليس في السياسة الاقتصادية الأميركية فحسب، بل في إعادة تشكيل مفهوم "التحالف" و"المصلحة" و"من يملك القرار".