من الخارج والداخل: طهران تحت النار

news image

✍️متابعة وتحليل إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث:

"الخيار أمام الحوثيين واضح... إما أن يتوقفوا عن إطلاق النار، أو فليستعدوا للألم الحقيقي." – دونالد ترامب

"إذا ظنّ الأعداء أنهم قادرون على إثارة الفتنة داخل البلاد، فإن الشعب الإيراني هو من سيرد عليهم." – علي خامنئي

🔥 مقدمة:

في أقل من 24 ساعة، صدرت رسالتان من جهتين متقابلتين في الصراع… لكن متفقتين في النبرة.

واشنطن تضرب الحوثيين، وتهدد طهران.

وطهران ترد بحذر، لكنها لا تُخفي أنها تخشى الداخل أكثر من الخارج.

طهران الآن تحت نار مزدوجة: نار خارجية تشتعل في البحر، ونار داخلية قد تنفجر من الشارع.

🛰️ ترامب يرفع الصوت… والصواريخ

في منشوره على تروث سوشيال، بدا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وكأنه يقود غرفة عمليات:

"الخيار أمام الحوثيين واضح: توقفوا عن إطلاق النار على السفن الأميركية، وسنتوقف عن إطلاق النار عليكم. وإلا، فإننا في البداية فقط، والألم الحقيقي لم يأت بعد."

ليست مجرد كلمات حربية، بل رسالة إلى إيران عبر اليمن، مفادها أن التهاون مع هجمات الحوثيين يعني تصعيدًا أكبر.

🧱   خامنئي يرد… بنصف لهجة

في خطابه الأخير، قلّل المرشد الأعلى الإيراني من احتمالية الضربات الخارجية، قائلًا:

"لسنا واثقين كثيرًا، ولا نعتبر من المحتمل أن تُقدم القوى الخارجية على خطوات عدائية."

لكنه لم ينفِ احتمال الرد:

"ولكن إذا فعلت، فإنها ستتلقى بالتأكيد ضربة حازمة ومماثلة."

لغة معتادة… لكنها تُخفي قلقًا متصاعدًا.

🧨  الداخل هو الخطر الحقيقي

رغم كل التهديدات الخارجية، فإن نبرة خامنئي كانت أكثر حدة تجاه الداخل:

"إذا ظنّ الأعداء أنهم قادرون على إثارة الفتنة داخل البلاد، فإن الشعب الإيراني هو من سيرد عليهم."

هذه العبارة لا تُقرأ بوصفها إنذارًا فقط، بل اعترافًا بأن التهديد الداخلي بات الأكثر إلحاحًا.

ويؤكد ذلك ما قاله عالم الاجتماع التابع للنظام، تقي آزاد أرمكي:

"سواء خضنا حربًا أو تصالحنا مع العالم، فإننا في المستقبل القريب سنواجه موجات متعددة من الاحتجاجات الاجتماعية. نحن نعيش حالة طوارئ."

🛬 ترامب يُلمّح لزيارة المنطقة

في تصريح جديد، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين إنه قد يزور السعودية في وقت قريب، ضمن جولة تشمل دولًا أخرى مثل قطر وربما الإمارات.

الرسالة السياسية من هذا الإعلان لا تقل أهمية عن الضربات العسكرية. فترامب يُدير معركته القادمة بأدوات متعدّدة: من منصة "تروث سوشيال" إلى احتمال العودة إلى الخليج كلاعب مباشر.

 

الصورة ة: ترامب يغادر بطائرته الخاصة وسط الظلام –

🖼️ تعليق: "رحلات ترامب ليست فقط لزيارة… بل لإعادة رسم ملامح الصراع القادم."

 

🔍 قراءة في المشهد:

ترامب يستخدم الحوثيين لتذكير إيران بأنهم ما زالوا في مرمى التصويب.

إيران تعرف أن المواجهة القادمة – إن حدثت – لن تكون فقط مع واشنطن، بل مع طهران ذاتها… في شوارعها.

النظام الإيراني يحاول أن يبدو واثقًا… لكنه يوجّه سهامه نحو الداخل، لا الخارج.

 

قراءة إستراتيجية: منطقة تغلي… والنار تتوسّع أفقًا وعمقًا

🔥 مشهد مترابط… بنيران متقاطعة

في البحر الأحمر: واشنطن تضرب الحوثيين، وتلوّح بالمزيد.

في بيروت: إسرائيل تستهدف الضاحية الجنوبية، وتعلن مقتل عنصر من حزب الله وفيلق القدس – حسن علي بدير.

ما يحدث ليس مجرد عمليات منفصلة… بل هو إعادة خلط للأوراق بنمط ناعم – حاد.

🧭 ماذا تعني ضربة الضاحية الجنوبية؟

1. توسيع بنك الأهداف

استهداف شخصية من حزب الله وفيلق القدس داخل الضاحية – المعقل المحصن – يعني أن إسرائيل تجاوزت الخطوط التقليدية، ولم تعد تتردّد في ضرب عمق الحزب.

2. رسالة لإيران:

الضربة تأتي بعد تهديد ترامب العلني للحوثيين و"رعاتهم في إيران"، ما يجعل العملية جزءًا من تصعيد متناسق يشمل كل أذرع طهران.

3. اختبار لمعادلة الردع:

حزب الله يهدد دائمًا بأن الضاحية خط أحمر. هل سيرد؟ أم سيكتفي بالاحتفاظ بحق الرد في الوقت المناسب كما يقول؟

 

🌐 تحليل استراتيجي أوسع:

✅ الربط بين الجبهات:

الضربات الأميركية في اليمن، التصريحات ضد إيران، زيارة ترامب للخليج، واستهداف الضاحية… كلها ليست أحداثًا معزولة، بل تؤكد ما يلي:

إيران محاصَرة من كل الجهات: في اليمن، في سوريا، في لبنان، وحتى في الداخل.

 

🧨 أين تكمن الخطورة؟

1. رد فعل إيران وحزب الله

هل سترد إيران عبر الحشد الشعبي أو الحوثيين؟

هل يتحرّك حزب الله في الجليل؟

أم أن الرد سيبقى مؤجلًا لحين اكتمال "المعركة الكبرى" كما يلوّحون دائمًا؟

2. تفجّر الداخل الإيراني

في ذروة التصعيد الخارجي، خامنئي يركّز على الداخل، ويُحذّر من الفتنة. وهذا يُعيدنا إلى ما قلناه في التقرير الرئيسي:

الخطر الحقيقي لإيران… ليس من الخارج فقط، بل من الداخل الذي يغلي.

📌 خلاصة BETH:

المنطقة لا تسير نحو حرب شاملة… لكنها تعيش حالة اشتعال ممتدة.

أمريكا لا تبحث عن الانفجار الكامل… بل عن إنهاك الخصم .

في هذا المناخ… كل رصاصة تُطلق، تُقابل بحساب استراتيجي طويل الأمد.