من يُضحكنا؟ - ✍️تحقيق صحفي – BETH

news image

✍️تحقيق صحفي – BETH

 بحث في صناعة الفرح… بين من يُسعدنا، ولماذا نضحك؟.

في العيد، ترتفع أصوات الفرح… لكننا لا نعرف أحيانًا من أين جاء هذا الفرح.
هل ضحكنا لأننا سعداء؟ أم لأن أحدهم قرر أن يُضحكنا نيابةً عنّا؟
وهل كانت اللهجة مألوفة… أم أن الترجمة لم تكن دقيقة؟

أمام كل شاشة، وكل مسرح، وكل منصة عروض، يتكرر السؤال:
هل نحتفل كما نحن… أم كما يراه الآخر؟

هذا التحقيق لا يبحث عن الأغاني والألعاب… بل عن هوية الفرح.
من يُصمّم لحظات البهجة في أعيادنا؟
هل نحن أصحاب الفكرة؟ أم مجرد جمهور يتلقى "باقة فرح" جاهزة… بلغة لا تشبهه أحيانًا؟

 

🧩 الفصل الأول: الفرح الجاهز

في بلدان كثيرة، تُستورد عروض العيد كما تُستورد الألعاب النارية.
عروض راقصة، فقرات استعراضية، حتى مقدّمو البرامج… أحيانًا لا يعرفون شيئًا عن تفاصيل المجتمع الذي يُضحكونه.

والمفارقة؟
الجمهور يضحك.
لكن من الداخل… يبتسم بلهجة مستعارة.

 

🪕 الفصل الثاني: بهجة بنكهة محلية

وعلى الجانب الآخر من الشاشات اللامعة، تقف الأرصفة والقلوب وهي تصنع الفرح كما اعتادت.

في الساحات المفتوحة، وعلى خشبة مسرح شعبي، وفي قلب الأسواق القديمة، تظهر البهجة الصادقة… تلك التي يصنعها الناس لأنفسهم.

رقصات تراثية، أغانٍ شعبية، عروض الأطفال، الطبول، الزينة التي جُمعت بأيدٍ محلية… هنا لا تحتاج إلى ترجمة، فـالفرح يتحدث بلهجة المكان.

في بلدان، تجد العيد الحقيقي في المقاهي التراثية، الأسواق الشعبية، العروض الميدانية، والضحك الجماعي في الهواء الطلق.

لا تقنيات مبهرة، ولا مؤثرات بصرية مذهلة… لكن هناك شيء لا يُشترى: الروح.

 

💰 الفصل الثالث: فرق السعر… فرق الروح

تكلفة استيراد الفرح مرتفعة… ليس فقط ماليًا، بل ثقافيًا أيضًا. عندما نستورد مهرجانًا أو عرضًا غنائيًا ضخمًا، ندفع المال والهوية معًا.

بينما الإنتاج المحلي – حين يُمنح المساحة والدعم – يستطيع أن يقدّم تجربة أصيلة، بتكلفة أقل، وتأثير أعمق.

إنه الفرق بين عرض مسرحي مبهر… لا يُشبهك، وبين فقرة شعبية بسيطة… تُشبهك حد البكاء.

 

🗣️ الفصل الرابع: من يُصمّم فرحتنا؟

في لقاءات سريعة مع صانعي البهجة، تظهر المفارقات:

يقول أحد المنتجين المحليين: "لدينا المواهب، لكن لا يُمنح لها الضوء."

تقول إعلامية شابة: "أُجبرنا على التحدث بلهجة لا تُشبه جمهورنا."

ويضيف مدير مهرجان: "كثير من الشركات تطلب أسماء أجنبية للفت الانتباه، لا لرفع الجودة."

في المقابل، هناك من آمن بصناعة الفرح المحلي، ونجح.
والجمهور؟ دائمًا يُحسن التمييز… حتى وهو يضحك.

 

🪞 الفصل الخامس: مرايا الفرح في وجه الشعوب

في اليابان، يصنعون البهجة من القصص التراثية.
في كولومبيا، يحيون أعيادهم برقص الشوارع والأزياء الشعبية.
في السنغال، تتحوّل الساحات إلى حكايات أفريقية حيّة.

كل أمة تعرف أن الفرح لا يُستورد… بل يُروى من ترابها، ويُؤدى بلغتها.

فهل نُدرك نحن… أن "الفرح المعلّب" لا يُشبع؟

 

✨ ومضة ما بعد الضحك

الفرح ليس عرضًا ضوئيًا… ولا استعراضًا على الشاشة.
الفرح الحقيقي يبدأ من القلب… ويتحدث بلهجتك.

وإذا أردت أن تعرف من يُضحكك حقًا…
فلا تنظر إلى المسرح، بل اسأل: من كتب النص؟

"من الممكن أن نجد الفرح في المستورد… ولكن المؤكد أن السعادة في المحلي."
(السعادة حالة دائمة من الرضا… أما الفرح فحالة مؤقتة من الانبساط).