العارفون الصامتون

news image

✍️ إعداد إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث:

نحن نعرف ما نقول… لكن لا نقول كل ما نعرف

في زمن الضجيج،
أصبحت الكلمات أرخص من الصمت…
وأصبح من يتحدث كثيرًا، يُخفي خلف الحروف فراغًا لا يُروى.

لكن هناك فئة نادرة…
لا تُكثر الحديث،
ولا تُسابق الزمن بالكلام،
بل تُمسك الحقيقة بين شفتيها… وتصمت.

هؤلاء هم العارفون الصامتون.

لا لأنهم يجهلون،
بل لأنهم يعرفون أكثر مما يجب.
يعرفون أن بعض الكلام يُفجّر،
وأن بعض الصراحة… تُقصي، تُهاجِم، تُنسى.

يعرفون أن المعرفة الحقيقية تُنضج بالهدوء،
وأن الذين يتحدثون دائمًا… غالبًا ما يعيدون تدوير جهلهم بطرق لغوية بارعة.

 

  الصمت الذي يثير الرعب

العارفون لا يشرحون… بل يُربكون.
صمتهم ليس انسحابًا، بل تحكّم بالمشهد.
كأنهم يتركون المساحة للآخر كي يتكلم… ثم يصمت،
فترتجف المساحة.

هم لا يقاطعونك… لأنهم يعرفون إلى أين ستذهب.
ولا يجيبونك بسرعة… لأنهم يُفكرون بعاقبة الجواب، لا بلذّته.

 

  في غرف القرار… وفي زوايا الحياة

في السياسة، تجدهم جالسين في آخر الكرسي…
لا يتحدثون إلا حين يُطلب منهم،
لكن حين يتكلمون… يُغيرون المزاج العام.

في الإعلام، لا يظهرون في كل موجة،
لكن إذا كتبوا، خرج النص كأنه سهم… بدون اسم، لكنه يصيب.

في الحياة… قد تظنهم بعيدين،
لكنهم هم الأقرب… لأسرار لا تُقال.

 

 لا تقلق منهم… ولا تستهِن بهم

إذا قابلت عارفًا صامتًا… فلا تظن أنه لا يملك رأيًا،
بل اعلم أنه يملك أكثر من رأي… لكنه لا يرى أحدًا يستحقه بعد.

 

  خاتمة لا تُغلق:
نحن نعرف ما نقول…
لكننا لا نقول كل ما نعرف.
ليس لأننا نخشى،
بل لأننا اخترنا… أن لا نُهدي الجواهر لمن لا يعرف قيمتها.