ماكرون يرسم الخطوط... فهل تتبعه إسرائيل؟

متابعة وتحليل إدارة افعلام الإستراتيجي بوكالة بث
في تصريح يبدو ظاهره دعمًا، وباطنه محاولة ترسيم جديدة لدور فرنسا، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون:
"نقف مع لبنان، وملتزمون بوقف إطلاق النار، وندعو إسرائيل للانسحاب من لبنان... مستعدون للعمل مع أمريكا، ويجب الحفاظ على أمن الحدود."
لكن خلف هذه العبارات، هناك ثلاثة محاور تحليلية حساسة:
1. 🎭 مصداقية ماكرون… ما بين العاطفة والضغط
فرنسا تاريخيًا تحاول الظهور كراعية للبنان، لكنها فشلت مرارًا في فرض تأثير حقيقي على الأطراف الفاعلة.
تصريحات الدعم للبنان أصبحت نمطًا فرنسيًا موسميًا، غالبًا لا تُترجم إلى أفعال.
"الاستعداد للعمل مع أمريكا" تكشف أن باريس لا تزال تتنفس داخل المظلة الأمريكية، وليست لاعبًا مستقلًا بالكامل.
📌 النتيجة:
ماكرون يسعى للعودة إلى المشهد، لكن مصداقيته محدودة في ملفات النزاع، ما لم يرفق الكلام بخطوة تنفيذية (ضغط، مبادرة، حماية فعلية).
2. 🧨 التزام إسرائيل… مرهون بمصالحها فقط
الدعوة الفرنسية بانسحاب إسرائيل من لبنان لن تُنفذ ما لم تتوافق مع مصالح تل أبيب الأمنية.
إسرائيل تنظر إلى الجنوب اللبناني كمساحة تهديد مباشر (حزب الله)، لا كمجال للتفاوض الأخلاقي.
أي انسحاب إسرائيلي لن يتم إلا ضمن صفقة شاملة تشمل التفاهم مع أمريكا، وربما حزب الله غير المباشر عبر وسطاء.
📌 النتيجة:
إسرائيل لن تلتزم بدعوات ماكرون مالم تضمن أمنها الحدودي - كما تقول - بشكل عملي، وتحديدًا من صواريخ الجنوب.
3. 🌉 العلاقات اللبنانية – الإسرائيلية… بين السرّية والفشل العلني
على الرغم من العداء العلني، كانت هناك محاولات غير مباشرة لتقارب في ملفات الطاقة، البحر، الترسيم.
لكن هذه العلاقات ظلت هشة جدًا، وعرضة للانهيار مع أول صاروخ أو خطاب متشدد.
تعقيد الداخل اللبناني (انقسام القوى، ضعف الدولة، سلاح حزب الله) يجعل أي علاقة رسمية مع إسرائيل بمثابة انتحار سياسي لأي جهة لبنانية.
📌 النتيجة:
العلاقات اللبنانية – الإسرائيلية تبقى فكرة مسمومة شعبيًا، رغم وجود جسور خلف الكواليس،
والنجاح مرهون بلحظة إقليمية نادرة… لم تأتِ بعد.
🎯 خلاصة BETH:
ماكرون "رسم الخطوط"… لكن لا يملك الطبشورة.
إسرائيل تسمع، لكنها لا تطيع إلا إذا لمست تهديدًا أو صفقة.
لبنان… لا يزال بلا قرار جامع، ولا قدرة على حسم اتجاه العلاقة مع إسرائيل، لا حربًا ولا سلامًا.
وبدأ الرئيس اللبناني جوزاف عون اليوم الجمعة محادثات في باريس مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لمناقشة إصلاحات اقتصادية وجهود تحقيق الاستقرار في البلاد، في ظل تزايد الضغوط على الهدنة الهشة بين إسرائيل وحزب الله..