اليوم الحادي عشر: ثكنات الحوثي ومخابئهم تحت النيران الأميركية

news image

 

متابعة وتحليل – إدارة الإعلام الاستراتيجي في وكالة بث

 

شنت المقاتلات الأميركية، فجر اليوم، نحو 13 غارة جوية على مواقع استراتيجية تابعة لجماعة الحوثي المسلحة في مديريتي الصفراء وكِتاف بمحافظة صعدة، شمال اليمن.

وذكرت مصادر محلية أن الضربات استهدفت بدقة مخابئ عسكرية ومخازن أسلحة تقع في منطقتي عكوان والعصائد، القريبتين من معسكر كهلان شمال شرق مدينة صعدة، إضافة إلى منطقة الصبر في مديرية كتاف.

وأكدت السفارة الأميركية في اليمن عبر منصة "إكس" أن الحملة الجوية لا تستهدف المدنيين، بل تركز على شلّ قدرات الحوثيين العسكرية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة "تقف بقوة إلى جانب الشعب اليمني في تطلعاته نحو السلام والازدهار".

 

🧠 تحليل بث الاستراتيجي:

🎯 1. تحول في بنك الأهداف:

الضربات الأميركية في يومها الحادي عشر لم تعد تستهدف منصات الإطلاق أو الممرات، بل تُركّز الآن على العمق الدفاعي للحوثيين، بما في ذلك الثكنات والمخابئ المدفونة، وهو تصعيد نوعي يُشير إلى محاولة تفكيك البنية العسكرية طويلة الأمد.

🎯 2. استهداف الجغرافيا قبل الأيديولوجيا:

مناطق مثل ضحيان، العصائد، وكتاف ليست مجرد مواقع عسكرية، بل هي رموز في الذاكرة القتالية للحوثيين، ومحاولة شلّها تعني استهداف مراكز الثقل العقائدي والتاريخي للجماعة.

🎯 3. نمط تكتيكي مستورد من إيران:

منذ نشأتها، اتبعت جماعة الحوثي تكتيك التحصين في الجبال والكهوف، مستلهمةً نمط "حزب الله" في الضاحية الجنوبية والتخفي العسكري الإيراني.
ما تفعله واشنطن اليوم هو ضرب هذا النموذج على رأسه، وقطع شرايين التخفي والتحصين.

🎯 4. رسالة موجهة إلى "المحور":

رغم أن الضربات تُنفذ في صعدة، إلا أن الرسالة تتجاوز حدود اليمن.
ما يحدث هو محاولة لتفكيك أسلوب عمل “المحور” الذي بنته إيران في المنطقة، من الحوثيين في الجبال، إلى "حزب الله" في الأنفاق، إلى الميليشيات في العراق.

 

🔮 ماذا بعد؟ (رؤية “بث” المستقبلية):

سيناريو الاستنزاف طويل الأمد وارد، خاصة أن الحوثيين اعتادوا على التكيّف مع القصف عبر بناء شبكات بديلة تحت الأرض.

الضربات قد تدفع الجماعة إلى رفع وتيرة الهجمات الصاروخية والبحرية، خصوصًا لاستهداف السفن الأميركية أو الإسرائيلية لفرض التوازن.

هناك احتمال بأن واشنطن تنتقل من الغارات إلى استراتيجية "تحجيم القيادة" من خلال استهداف القادة الميدانيين، أو منظومة الاتصالات.

الأهم: استمرار الضغط بهذا الشكل قد يؤدي إلى إعادة رسم العلاقة بين الحوثي وطهران، وتفعيل رسائل إيرانية غير مباشرة عبر وسطاء.

 

🧭 خلاصة رمزية من “بث”:

"حين تُقصف الجبال، لا تسقط الصخور فقط… بل تتشقق فكرة الحرب الطويلة."

صعدة اليوم لم تعد مجرد جغرافيا…
إنها كلمة السر التي تُعاد كتابتها على جدار المعادلة الإقليمية.