تطرف متقابل… بين الداخل الإسرائيلي والمشهد الدولي

✍️ إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث:
تطرف مزدوج… بين ابن غفير وحماس .. يُكافأ دوليًا
بين تطرفٍ يهوديّ يتسلل إلى أجهزة الأمن، وتطرفٍ فلسطينيّ يغذيه الحصار والدمار…
يتحوّل المشهد إلى دائرة عنف تتّسع،
لكن المفارقة أن هذا التطرف المزدوج… لا يُدان دوليًا، بل يُكافأ بالصمت والدعم.
تشهد الساحة الإسرائيلية تطورات مقلقة مع تصاعد نفوذ الجماعات اليهودية المتطرفة داخل المؤسسات الأمنية. يبرز في هذا السياق إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي وزعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، الذي يُتهم بالسعي لتحويل الشرطة إلى أداة تخدم التيار المتطرف في إسرائيل.
تأثيرات داخلية وتوترات متصاعدة
يُعزى إلى بن غفير دوره في تسليح آلاف الإسرائيليين، بما في ذلك المستوطنين، تحت ذريعة تعزيز الأمن، مما يزيد من احتمالات اندلاع مواجهات عنيفة بين اليهود الإسرائيليين والفلسطينيين.
انعكاسات على الصراع مع حماس
تزامنًا مع هذه التحركات الداخلية، يستمر التصعيد العسكري بين إسرائيل وحركة حماس. أعلن الجيش الإسرائيلي مؤخرًا عن اغتيال قائدين بارزين في حماس خلال غارات جوية على غزة. هذا التصعيد يعزز المخاوف من اندلاع دورة جديدة من العنف، خاصة في ظل السياسات المتشددة التي يتبناها مسؤولون مثل بن غفير.
الموقف الأوروبي: دعم مشروط وتحذيرات
على الصعيد الدولي، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء التصعيد في غزة، داعيًا إلى ضبط النفس والعودة إلى المفاوضات. وفي الوقت نفسه، أكد الاتحاد التزامه بأمن إسرائيل، مشددًا على ضرورة ضمان عودة النازحين الفلسطينيين إلى ديارهم. هذا التوازن في الموقف الأوروبي يعكس محاولة للتوفيق بين دعم أمن إسرائيل والضغط لوقف العمليات العسكرية التي تؤثر على المدنيين في غزة.
تحليل استراتيجي: التطرف المتبادل وتداعياته
يظهر المشهد الحالي تزايد التطرف على الجانبين:
داخل إسرائيل: تغلغل الجماعات اليهودية المتطرفة في الأجهزة الأمنية، بقيادة شخصيات مثل بن غفير، يهدد بتقويض الديمقراطية الإسرائيلية وزيادة التوترات الداخلية.
في غزة: تصاعد نفوذ حماس واستمرارها في العمليات العسكرية يفاقم من معاناة المدنيين ويعزز دورة العنف المستمرة.
في هذا السياق، يُنتقد الاتحاد الأوروبي لتبنيه مواقف تُعتبر متطرفة في دعم أمن إسرائيل دون ممارسة ضغوط كافية لوقف العمليات العسكرية في غزة. هذا الدعم غير المشروط قد يُفسر على أنه تأييد لاستمرار الصراع، مما يتعارض مع المبادئ الإنسانية التي يدعو إليها الاتحاد.
خلاصة
التداخل بين التطرف الداخلي في إسرائيل، والتصعيد العسكري مع حماس، والمواقف الدولية المتباينة، يخلق وضعًا معقدًا يتطلب مراجعة شاملة للسياسات المتبعة. الاستمرار في هذا النهج قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد والعنف، مما يستدعي جهودًا حثيثة للوصول إلى حلول مستدامة تُحقق الأمن والسلام لجميع الأطراف.
__________
شرح الصورة
اليسار: شخصية ظل متوترة، ترمز للتطرف الداخلي (من أي جهة كانت).
اليمين: شخصية رسمية تدير ظهرها، ترمز للتواطؤ أو اللامبالاة الدولية.
الوسط: فراغ مشقوق يشعّ ضوءًا باهتًا… رمزًا لغياب العدالة.